ليس هناك شعب من الشعوب عانى كثيراً من سياسات زعمائه أكثر من العرب, كون هذه الشعوب تنتفض وتتحرر ,إلا العرب فإنهم ساكنون دون حراك سياسي! بإستثناء بعض الزوبعات الخفيفه والبسيطه ريثما تنتهي إما بألإتفاق ,أو بالتنكيل .
ويبقى السلطان على كرسيه متربعاً على تعاسة هذا الشعب المسكين والمغلوب على أمره تمارس ضده جميع أنواع السياسات المتبعه والمعروفه كمصادرة الحريات, والفكر, وألإستعباد, وألإقصاء, وما إلى ذلك. وإن تكرم بفتح نافذه من نسيم الحريه كأنما قدم لهم الديمقراطيه وهو يحملها في كفيه لهم هديه
وإن تنعم عليهم بواجب وطني طلب شكره والتبجيل والمجيد له طوال حياته وهو دنياه لايفكر بآخرته وفي حياته لم يحسب حساب محاسبته ,وكأنه على إتفاق مع عزرائيل بأن يدفع شيكأ ويمهله
هكذا يوهمه عقله. الكثير منهم عمَر ولم يعد قادراً على الحركه بمفرده إلا بمساعدة أعوانه ,ومصداقاً لقول ألله تعالى إذ يقول [يود أحدكم لو يعمر ألف سنه وما هو بمزحزح مقعده من النار ]-صدق الله العظيم- والكلام لاينتهي.
من حيث بدئنا من العبر والسير قيل أن أحد ملوك اليمن يخرج رأسه من كُوَه وهي أكبر من النافذه وأصغر من الباب .
وكان الناس يجلسون ينتظرونه يطل عليهم وهم في دائره تشبه ملعب الكوره تسمى ساحة الشروق, فإذا شاهدوه سجدو جميعاً
وفي يوم من ألأيام شوهد في مصر يسأل قوت أولاده
هكذا حال الدنيا وألأمثله كثيرة جداً لاتعد ولاتحصى
كان آخرها محمد رضى بهلوي شانشاه ملك الملوك ضل طريداً من شعبه ولاحقه السرطان وقظى عليه { هنا نورد جزء من التاريخ ألإسلامي والعربي لم يكن هناك دول متعدده كما هي الحال اليوم كانت هناك دوله واحده هي الخلافه ألإسلاميه والتي إستمرت قرابة ثمان مائة عام هي مجموع الدولتين ألأمويه والعباسيه
ومن ثم العثمانيه التي إستمرت ستمائة عام
كان العالم العربي وألإسلامي يخضع لقيادة واحده
وكانت الولايات ألإسلاميه مقسمه لنظام إسلامي فدرالي, فكل والي يتصرف بما يراه مناسب للشعب الذي يحكمه, وكان الخليفه إذا بلغه خبر عن الوالي لايعجبه أو إشتكى الناس منه عزله وأتى بغيره كانت جغرافية الدوله ألإسلاميه من حدود ألأندلس غرباً, حتى حدود روسيا شرقاً . وكان ألإسلام يغطي آسيا الوسطى والبلقان وبعض أجزاء من أووربا حتى جزر القمر في أقصى الشمال, بمعنى أن ثلثي العالم محكوم بألإسلام ولاننكر أن هناك بعض التقاطعات والمناوشات التي تلاحقها الجيوش ألإسلاميه, منها: الصفويه, والبرتغاليه.
بيد أن التماسك الشعبي والقومي وألإنتماء للدوله ألإسلاميه كان فوق كل ألإعتبارات والكلام لاينتهي.
ونحن في عالم اليوم كما تحدثنا عنه كثيراً وعن مفاهيمه الجديده والحال هنا هي لعالمنا العربي الذي تتقاذفه أمواج تيارات العصر ولازال على حاله لم يفعل أي شيء تجاهها وكأنه يعيش في كوكب آخر ويتعامل بعقلية الخمسينات من القرن الماضي ملكياً, ثم جمهورياً مهجنا, ثم جيوملكياً ينتخب الزعيم ألأوحد بالنسبةِ نفسها ألأوولى التي تبقى أربعين عاماً, وأما الملكية باقيه منذ ثلاثمائة عام لكن سياستها معتدله وتأخذ خط الوسط بعكس الرادكاليه المجملكه والجميع هنا متساوون في نهجهم االسياسي وألإقتصادي وألإجتماعي والدليل هو جمله من الضرويات منها حتى التعليم مجرد قشور والبنية التحتيه لم تكتمل!
وكثير من متطلبات الحياة الحديثه لم يحلم بها إلى يومنا هذا وفوق هذا كله لديهم مجالس شعب صوريه يتصفون بها كما يشائون ويكذبون على شعوبهم بدستوريتها والكلام ينتهي .
ختاماً هذا فيض من غيض إلا أنه تعبير بسيط عن الملايين من عالمنا وهكذا.