توقع الكاتب السياسى والأديب الهندى بانكاج ميشرا فى مقاله بصحيفة "الجارديان" البريطانية أن تكشف الانتخابات البرلمانية المقبلة فى مصر عن ضعف العمل السياسى، وقال محللا للأوضاع فى مصر فى ضوء زيارته إلى القاهرة الأسبوع الماضى: "إن شهر العسل الذى شهدته مصر بثورتها قد انتهى، فالديمقراطية الوليدة تواجه الآن أكبر اختبار لها"، مضيفاً بأنه رغم فخر المصريين بدورهم فى الربيع العربى، إلا أن الانتخابات البرلمانية فى سبتمبر المقبل ربما تفضح هشاشة الثورة على حد تعبيره.
ويفسر الكاتب مقصده بالقول إنه بعد انتهاء دراما الإطاحة بمبارك، فإن مصر تتواءم الآن مع أجندة ممتلئة للغاية كما لو كانت دولة قد تحررت مجدداً من الحكم الاستعمارى، فهناك بحث عن الحكم الذاتى والمساواة الاجتماعية والتعزيز الاقتصادى والتجدد الثقافى. وقد تم الوفاء بالفعل بواحد على الأقل من الوعود الكثيرة فى مرحلة ما بعد الثورة، والمتعلقة بإعادة تأكيد الكرامة الوطنية. وتمثل ذلك فى نجاح مصر فى تحقيق المصالحة الفلسطينية وتحرير غزة من أسرها.
ومن ناحية أخرى أكد أن الجماعات السياسية تتدافع لإعداد نفسها للانتخابات المقررة فى سبتمبر المقبل. وهناك شائعات عن صفقات سرية بين جماعات وأخرى، وهو ما يجعل الكاتب يعتقد بأن مصر ما بعد مبارك لا تبدو رائعة مثلما هى فى الخيال. ومع ذلك فإن الزائر للقاهرة سرعان ما يصاب بعدوى المشاعر والأفكار السياسية الجديدة، لكنه يؤكد أن أغلب التحديات التى تواجه مصر فى هذه المرحلة اقتصادية.
وتحدث الكاتب عن تجربة إندونيسيا التى يشبهها بمصر من حيث أنها دولة تخلصت من الحكم العسكرى الاستبدادى فى مرحلة الحرب الباردة. ويقول إن إندونيسيا شهدت ديمقراطية تعددية بعد أزمة اقتصادية إقليمية، لكن رحلتها السياسية مهدت لها اقتصاد قوى وتحديداً تنامى الطلب الصينى والهندى للسلع الإندونيسية.
وأوضح "كما كانت إندونيسيا محظوظة أيضا بوجود أفراد ومنظمات إسلامية قوية عملت على تأكيد التزام البلاد الإيديولوجى بالتعددية الدينية وليس العكس، ولعل من التفاؤل توقع حدوث الأمر نفسه بالنسبة للجماعات الإسلامية فى مصر وهى مقبلة على انتخابات برلمانية" ، وتوقع أن تكشف هذه الانتخابات عن مزيد من التوترات الطبقية والدينية.