بمشاركة جميع القادة العراقيين, انطلقت أمس في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان اجتماعات رؤساء الكتل النيابية لبحث مبادرة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لحل الأزمة السياسية في العراق.
الرئيس العراقى جلال طالبانى وعلى يمينه نورى المالكى وابراهيم الجعفرى وعلى يساره اياد علاوى خلال اجتماعات القادة العراقيين بأربيل
فيما دعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون زعماء العراق إلي تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة بأسرع وقت.
وتنص المبادرة علي التوافق الوطني وتوضيح مبدأ الشراكة وتقسيم المناصب وتقليل صلاحيات رئيس الوزراء للوصول إلي حكومة تستطيع حل مشاكل البلد.
وفي كلمته دعا رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي, الذي حلت قائمته العراقية في المركز الأول في نتائج الانتخابات, إلي تشكيل الحكومة وفقا للاستحقاق الانتخابي وسريعا, كما دعا إلي تحديد معني الشراكة الحقيقية وألا يكون لأحد اليد العليا علي الآخرين. كما شدد علي ضرورة أن توزع الصلاحيات وأن تكون هناك جهات رقابية قوية, معربا عن أمله أن يعطي كل ذي حق حقه.
وفي كلمته في افتتاح الجلسة أوضح بارزاني أن إنجاز كافة الاستحقاقات سيزيد ثقة العراقيين في قادتهم, ودعا إلي حسم مسألة الحكومة قبل اجتماع مجلس النواب المقرر الخميس المقبل.
من جانبه, وصف الرئيس العراقي جلال طالباني الاجتماع بأنه تاريخي, وأعرب عن أمله أن يتم الانتهاء من حسم مسألة تشكيل الحكومة. أما رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي فقد أشاد بالاجتماع باعتباره عراقيا.
في هذه الأثناء, حثت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون زعماء العراق علي تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة. وقالت كلينتون في تصريحات للصحفيين في ملبورن خلال زيارة لاستراليا علي مدي الاشهر الثمانية الماضية رصدنا اشارات عديدة علي انهم اقتربوا من التوصل الي اتفاق انهم علي وشك تشكيل حكومة اتفقوا علي ترتيبات اقتسام السلطة لكن هذا لم يتجسد بعد.
و قد أوضحت مصادر عراقية ان كلا من رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ورئيس تيار الاصلاح الوطني ابراهيم الجعفري مثلا التحالف الوطني فيما ترأس وفد الائتلاف الوطني السيد عمار الحكيم ونائب رئيس الجمهورية الدكتورعادل عبد المهدي والشيخ همام حمودي, مشيرة الي ان وفد القائمة العراقية مثل بزعيم القائمة اياد علاوي وامين عام تجمع عراقيون المنضوي في القائمة اسامة النجيفي وسيشارك رئيس الجمهورية جلال الطالباني في افتتاح القمة. و أضافت المصادر انه من المتوقع ان يلتقي رؤساء الكتل السياسية في اجتماع منفصل للتباحث في حلول ازمة تشكيل الحكومة.
ويأتي اجتماع الطاولة المستديرة تلبية لدعوة رئيس اقليم كردستان مسعود برزاني والتي سبقتها اجتماعات متتالية في اللجنة التحضيرية التي انعقدت في منزل نائب رئيس الوزراء السيد روش نوري شاويس واستمرت من27 اكتوبر الماضي وحتي مساء يوم السبت الماضي بمعدل جلستين في اليوم الواحد لمناقشة القضايا العالقة والخلافية والتي تضمنت عشرة محاور منها الشراكة الوطنية وآليات تحقيقها والتوازن الوطني وآليات تطبيقه والاصلاحات الضرورية في المجال الحكومي والتشريعي والقضائي اضافة الي القضايا العالقة بين حكومة اقليم كردستان والحكومة الاتحادية.
وقد تمت المصادقة علي الورقة الاولي التي ستعتمد في اجتماع قمة اربيل بوضع النقاط المتفق عليها والتي تمثل57% من جملة المواضيع التي تمت مناقشتها وتبقي النقاط الخلافية التي لم يتمكن ممثلو الكتل من التوافق عليها والمفترض مناقشتها علي الطاولة المستديرة بحضور القادة السياسيين او الاتفاق علي ترحيل بعض منها لمجلس النواب المقبل.
وكشف مصدر سياسي كردي مطلع أن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني لم يكن راضيا عن نتائج الاجتماعات التي استضافها القيادي الكردي روز نوري شاويس في بغداد وأن البارزاني أكد ان النقاط الخلافية التي رحلت إلي اجتماع القادة مصيرية ولا يمكن حلها, مؤكدا أن الكرد سيؤيدون في البرلمان التحالف الوطني إذا ما فشلت مباحثات اربيل.
تزامنت إجتماعات أربيل مع تدهور أمني في جنوب العراق حيث أعلنت مصادر أمنية وطبية عراقية مقتل21 شخصا بينهم7 زوار إيرانيين وجرح63 آخرين غالبيتهم من الإيرانيين في انفجار سيارة مفخخة في شارع مزدحم بمدينة كربلاء.
وقال مصدر في الشرطة إن سيارتين مفخختين انفجرتا, صباح امس في منطقة باب طويريج عند المدخل الشرقي لمدينة كربلاء والنجف, وأسفرت عن سقوط31 قتيلا ق واكثر من51 جريحا معظمهم من الزوار الايرانيين للمدينة التي يوجد بها مرقد الامام الحسين. وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن التفجير استهدف حافلة لنقل الزوار الإيرانيين وأن الجرحي إصابات بعضهم خطيرة للغاية متوقعا ارتفاع حصيلة القتلي.
وشهدت محافظة كربلاء خلال العامين الماضيين العديد من التفجيرات التي استخدمت فيها عبوات لاصقة وسيارات مفخخة, وعبوات ناسفة, واستهدفت سيارات نقل الركاب, ومواكب الزائرين وأوقعت مئات الضحايا.
و في ثاني إنفجار يستهدف الزوار الشيعة في الأماكن المقدسة, لقي ثلاثة أشخاص علي الأقل مصرعهم كما أصيب عشرة آخرون عندما انفجرت سيارة ملغومة قرب حافلات تحمل زوارا إيرانيين في مدينة النجف العراقية.
وتضم النجف مرقد الإمام علي الذي يزوره مئات الآلاف من الشيعة من العراق وإيران ودول أخري كل عام.