تحسبا لانطلاق مسيرات ومظاهرات من باحات الأقصي بعد صلاة الجمعة ضد اسرائيل, فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي, منذ منتصف مساء أمس الاول, إجراءات مشددة في مدينة القدس المحتلة.
فلسطينيون يشيعون جثمان صياد بغزة أطلقت البحرية الاسرائيلية النار عليه لعبوره المياه الاقليمية
تمنع بموجبها المواطنين في القدس المحتلة وداخل الخط الاخضر ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاما من دخول البلدة القديمة أو المسجد الأقصي لأداء صلاة الجمعة.
في حين تواصل قوات الاحتلال فرض حصار عسكري مشدد علي بلدة سلوان, جنوب الأقصي كما واصلت حصار بلدة العيسوية وسط القدس المحتلة, بوضعها المتاريس علي بوابات معظم الأحياء المتاخمة لأسوار القدس القديمة والمجاورة لبلدة سلوان, الي ذلك شهدت المعابر والحواجز العسكرية الثابتة علي المداخل الرئيسية لمدينة القدس المحتلة ازدحامات شديدة بالمواطنين المتوجهين لأداء صلاة الجمعة وسط توجد عسكري اسرائيلي مكثف.
وعلي صعيد المفاوضات, رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بما جاء في خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك عن قوله نرحب بدولة فلسطين المستقلة عضوا في الامم المتحدة في العام المقبل مؤكدا حل الدولتين وتجميد الاستيطان وأمله الكبير بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لتكون عضوا كاملا في الأمم المتحدة وأكد الرئيس عباس الذي حضر اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في بيان بعث به لوكالة الانباء الفلسطينية الرسمية وفا استعداده التام للوصول إلي حل عادل ودائم والتعاون مع الجهود الأمريكية لإنجاح العملية السلمية.
إلا أنه حذر خلال لقاء مع الجالية الفلسطينية في نيويورك مجددا من ان المفاوضات مع اسرائيل ستتوقف إذا استؤنف الاستيطان الاسرائيلي قبل انتهاء مدة التجميد.
في غضون ذلك ذكر راديو اسرائيل أن بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أوعز الي موفده الي محادثات السلام اسحق مولخو بالبقاء في الولايات المتحدة في مسعي لايجاد حل لقضية تجميد البناء في المستوطنات.
وقال نيتانياهو- خلال جلسة تشاورية عقدها مساء أمس الاول- انه اذا أراد الفلسطينيون التوصل الي السلام فعليهم الا ينسحبوا من المفاوضات, مشيرا الي انهم قد قاموا بالتفاوض مع الحكومات السابقة في اسرائيل بالرغم من استمرار اعمال البناء كما انهم قد أضاعوا الفرصة للبدء في المفاوضات مع الاعلان عن فترة التجميد قبل عشرة أشهر.
وأعرب عن أمله في التوصل الي اتفاق حول اطار معاهدة السلام في غضون عام وذلك اذا قرر الفلسطينيون المضي قدما في المفاوضات
وقد أجري نيتانياهو اتصالات مع زعماء ومسئولين في بعض دول العالم في مسعي لايجاد مخرج من معضلة البناء في المستوطنات ومن بينهم نائب الرئيس الامريكي جو بايدن ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل.
وفي واشنطن حسب راديو اسرائيل قال المتحدث باسم الخارجية الامريكية ان الولايات المتحدة تطرح افكارا جديدة علي الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني في مسعي لكسر الجمود حول قضية البناء.
وعبر مسئول كبير في القدس أمس عن استعداد اسرائيل للتوصل الي حل وسط في قضية استمرار تجميد البناء في المستوطنات بشرط الايكون هذا التجميد شاملا.
وفي هذه الاثناء,كتبت صحيفة هآارتس أمس أن المستوطنين ينوون تجديد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية الإثنين القادم فور انتهاء مدة التجميد الجزئية.
وتشير التقديرات إلي أن هناك تراخيص لبناء2000 ـ2200 وحدة سكنية, بحيث يمكن البدء ببنائها فورا.
وأضافت الصحيفة أن مقاولي البناء سيبدأون البناء بعد غد, مشيرة إلي أن من بينهم مقاولون لبناء وحدات سكنية خفيفة لا يستغرق بناؤها أكثر من شهرين وتعتبر غير مكلفة نسبيا, ويمكن العيش فيها لسنوات طويلة.
ومن المتوقع أنه فور انتهاء مدة التجميد أن يتم بناء مئات البيوت بسرعة. وبحسب المستوطنين فإنه قبل أن يقرر رئيس الحكومة الإسرائيلية ماذا سيفعل سيكون قد تم بناء مئات الوحدات السكنية المرتبطة بكافة شبكات البني التحتية.
من جانبه وصف منيب المصري رئيس وفد الشخصيات الفلسطينية المستقلة للمصالحة الفلسطينية اجتماعاته في غزة مع قيادات حماس وباقي القوي والفصائل الفلسطينية بأنها كانت إيجابية.
وقال المصري ـ في تصريح خاص لإذاعة صوت العرب أمس من غزة ـ إن الوضع الفلسطيني معقد فيما يتعلق بموضوع المصالحة, كاشفا أنه يحمل أفكارا من حماس سينقلها إلي المسئولين المصريين لدراستها خلال زيارته للقاهرة والتي ستبدأ خلال الساعات المقبلة.
وشدد علي ضرورة بذل الجهد والعمل علي تحقيق المصالحة باعتبارها الرقم الصعب وبدونها يصبح المشروع الوطني الفلسطيني مهددا.
وكان منيب المصري قد أجري قبل زيارته إلي قطاع غزة, حوارات مع قادة حركة فتح في الضفة الغربية قبل أن يتوجه إلي دمشق للاجتماع هناك مع قادة حركة حماس.