استضافت مدينة السلام ـ شرم الشيخ ـ أمس، جولة المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بوساطة أمريكية وتحت رعاية مصر، وعقد الرئيس حسنى مبارك سلسلة لقاءات منفصلة مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون والرئيس الفلسطينى محمود عباس.
وكذلك ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو، وحرص مبارك علي عقد لقاء ثان مع رؤساء الوفود الثلاثة بعد المحادثات, وبعكس اللقاءات المنفردة صباحا, اجتمع مبارك مع كلينتون وأبومازن ونيتانياهو في جلسة واحدة, ثم أقام الرئيس مأدبة غداء موسعة تكريما للوفود, ونجح مبارك خلال المأدبة في إقناع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بعقد جلسة مباحثات مسائية ثانية لاستكمال المشاورات.
وأعرب أحمد أبوالغيط وزير الخارجية عن أمله في أن تحقق المفاوضات المباشرة الهدف المرجو منها, وهو التوصل إلي اتفاق لتحقيق السلام الشامل بين الجانبين, كما عبر عن أمله في أن تكون جلسة أمس فاتحة لمزيد من الاتصالات حتي نحقق الهدف المنشود وهو قيام الدولة الفلسطينية المتصلة الفاعلة ذات الحدود الواضحة.
وفي تصريحات شديدة الحذر بعد المحادثات, ذكر جورج ميتشل المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط, أن تجميد النشاط الاستيطاني اليهودي أمر منطقي من أجل استمرار المفاوضات, وأضاف أن موقف واشنطن من المستوطنات واضح واعتبرها قضية حساسة بالنسبة لإسرائيل, وتعهد باستمرار الولايات المتحدة كشريك فاعل وداعم للطرفين المتفاوضين, وشدد علي ضرورة الحفاظ علي السرية من أجل التوصل للاتفاق الإطاري للوضع النهائي, كما عبر ميتشل عن امتنانه العميق لدعم الرئيس مبارك للمفاوضات.
وقال ميتشل إن الجانبين ناقشا عدة قضايا أساسية أمس خلال لقاء استغرق مائة دقيقة, وجددا خلاله تنديدهما بجميع صور العنف ضد المدنيين الأبرياء, ولكنه لم يتطرق إلي أي نتائج محددة.
وأكد ميتشل أن رؤية واشنطن تتلخص في قيام دولتين إحداهما إسرائيلية يهودية ديمقراطية تعيش جنبا إلي جنب مع دولة فلسطينية ذات سيادة ومترابطة الأراضي, ووصف مسألة يهودية الدولة بأنها واحدة من القضايا الحساسة التي يتعين علي الطرفين حلها, وبالنسبة للدور الأمريكي, قال إن واشنطن ستقدم اقتراحات للطرفين عندما تستدعي الضرورة ذلك لتجنب فشل المفاوضات.
ووصف عفير جندلمان المتحدث باسم نيتانياهو أجواء المباحثات بأنها كانت إيجابية ومثمرة وجري خلالها بحث القضايا الجوهرية.
ويلتقي أبومازن ونيتانياهو اليوم في القدس لاستكمال المفاوضات علي أن يجتمع الوفدان لاحقا, وكان اللقاء الأول بين الوفدين أمس قد تأخر لمدة تصل إلي ساعة مما أشاع أجواء من القلق حول فرص عقد اللقاء, لكن مسئولين فلسطينيين وإسرائيليين نفوا نشوب خلافات جوهرية, وكانت الجولة الأولي من المفاوضات قد عقدت في الثاني من سبتمبر الحالي في واشنطن.
وتمثل المياه إحدي القضايا الشائكة بين الطرفين, واقترحت إسرائيل ابتكار منظومة إقليمية للتعاون المائي تحتفظ من خلالها بالسيطرة علي أحواض المياه وتتولي إقامة محطات للتحلية داخلها وتزود دولة فلسطين باحتياجاتها من المياه عن طريقها, أما الجانب الفلسطيني فيصر علي تسوية قضية المياه وفقا للقانون الدولي علي أن تكون أحواض المياه في الأراضي الفلسطينية تحت سيادة الدولة الجديدة, كما يشدد الفلسطينيون علي وجوب حماية حقوق الدولة الجديدة في نهر الأردن والبحر الميت, وكان المفاوض الفلسطيني قد طالب خلال المحادثات السابقة بضرورة تعويض الفلسطينيين عن استغلال إسرائيل لموارد المياه الفلسطينية منذ عام1967. وبالنسبة للأمن, يصر الجانب الإسرائيلي, علي ضرورة أن تكون الدولة الفلسطينية المنشودة منزوعة السلاح وأن تتمركز قوات إسرائيلية في نقاط محددة داخلها, وأن تستبيح المجال الجوي الفلسطيني تماما, ورفض الفلسطينيون هذه المطالب مرارا وأبدوا استعدادهم لقبول تمركز قوات دولية علي حدود الدولة الوليدة لفترة محددة وليس لأجل غير مسمي.