داهم الجيش السوري في ساعة مبكرة من صباح أمس بالدبابات مجددامدينة حماه السورية بحثا عن نشطاء في أحياء القصور والحميدية والضاهرية وكانت السلطات قد ذكرت أن الجيش انسحب من المدينة هذا الشهر بعد هجوم استمر عشرة أيام لسحق الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية.
وقال ناشط بالمدينة إن دبابات خفيفة وعشرات من الحافلات الصغيرة والكبيرة رابطت عند جسر الحديد في المدخل الشرقي لحماة... ثم تقدم مئات الجنود سيرا علي الاقدام إلي حي القصور وحي الحميديةحيث دوت أصوات طلقات نارية.مضيفا أن الحيين من بين الأحياء الاكثر نشاطا في تنظيم الاحتجاجات.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة العفو الدولية في تقرير لها أن عدد الوفيات في السجون السورية وأثناء الاحتجاز في أقسام الشرطة قفز بشكل كبير في عام2011, نسبة إلي ما كان عليه في السنوات السابقة, مع محاولة حكومة الرئيس بشار الأسد سحق الاحتجاجات ضد حكمه.
وأحصت المنظمة88 حالة وفاة لسجناء اعتقلوا في إطار قمع تظاهرات الاحتجاج في الفترة الممتدة من الأول من أبريل إلي15 أغسطس. وكل السجناء ال88 المتوفون في السجون هم من الذكور بينهم عشرة فتيان تتراوح أعمارهم بين13 و18 عاما, وفق المنظمة.وأشارت إلي أنها تملك بالنسبة إلي ما لا يقل عن52 حالة, ما يكفي من الأدلة للاعتقاد أن أعمال تعذيب أو سوء معاملة قد أدت أو ساهمت في هذه الوفيات.
وأحصت المنظمة أسماء ما لا يقل عن1800 شخص قتلوا منذ بدء عملية القمع.
وخلال السنوات السابقة لعام2011, توفي خمسة أشخاص سنويا في السجون السورية.
ووجهت المنظمة التي تحدثت عن جرائم ضد الإنسانية, نداء عاجلا إلي مجلس الأمن الدولي ليطلب من المحكمة الجنائية الدولية أن تجري تحقيقا في سوريا.
في هذه الأثناء أعلنت فرنسا أنها تواصل جهودها بالتعاون مع حلفائها في مجلس الأمن من أجل تمرير مشروع قرار بموجب الفصل السابع يفرض عقوبات علي سوريا علي خلفية ما أسمته أعمال القمع الجارية في هذا البلد.وأشارت باريس إلي أن المشاورات لفرض عقوبات أوروبية علي سوريا ستستأنف مطلع الأسبوع المقبل خلال اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوربي في بولندا.
علي صعيد آخر, أعلنت الخارجية الأمريكية أن النظام السوري لا يزال يسيطر علي أسلحته الكيميائية, وذلك ردا علي سؤال حول خطر استيلاء مجموعات إرهابية علي تلك الأسلحة.وقالت المتحدثة فيكتوريا نولاند: ندعو منذ وقت طويل الحكومة السورية إلي التخلي عن ترسانة الأسلحة الكيميائية, لكننا نعتقد أن الحكومة لا تزال تسيطر علي المخزون الكيميائي السوري.
كما جمدت الإدارة الأمريكية الأصول الموجودة في الولايات المتحدة التي تخص وزير الخارجية السوري وليد المعلم وبثينة شعبان مستشارة الشئون السياسية والمتحدثة باسم الرئيس السوري بشار الأسد والسفير السوري لدي لبنان علي عبد الكريم علي ردا علي حملة القمع المتصاعدة للاحتجاجات المناهضة للحكومة في سوريا.وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند للصحفيين إن الولايات المتحدة فرضت العقوبات علي الثلاثة نظرا للدور الذي يقومون به في الترويج ودعم سطوة الارهاب الذي يفرضه الأسد علي شعبه.
وفي بيروت أعلن لبنان أمس تأييده لموقف سورية الرافض للبيان الصادر عن جامعة الدول العربية والذي طالب بوقف اراقة الدماء في سورية. وقال وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عدنان منصور لمحطة النور الإذاعية التي يديرها حزب الله: إن لبنان بجانب سوريا,والحملة المسعورة تعبر عن نفوس مريضة تريد النيل من سورية