من يرسم سياسة أميركا تجاه سورية؟

إذا
ما عدنا إلى أيام الإدارة الأميركية عام 1976 في عهد (كارتر) الذي وضع برنامجه ذا
الثورة الانقلابية حيث جعل حقوق الإنسان عقيدة مركزية في سياسته الخارجية، ورأى أن
الظلم الواقع على الفلسطينيين أشبه بالظلاميات التي عانى منها السود في أميركا،
وأكثر منه كان وزير خارجيته (سايروس فانس) الذي كثيراً ما انتقد سياسة كيسنجر،
وكذلك كان مستشار كارتر لشؤون الأمن القومي (زبيغينيو بريجنسكي).

وغالباً ما أبدى كارتر لرئيس الوزراء الإسرائيلي (رابين) أنه سيكسر ويخرق كل
قواعد العلاقات الأميركية- الإسرائيلية، وأنه سيتخذ مبادرات حول الشرق الأوسط دون
الاستئذان من تل أبيب. وأمام الصحافة كرر (كارتر) تأييده لوطن الفلسطينيين مبيناً
أنه سيسعى لإقناع إسرائيل بالانسحاب إلى حدود ما قبل 1967.
ورغم كل ذلك كان
الرئيس الراحل حافظ الأسد يدرك تماماً قواعد اللعبة السياسية، والمشاكل التي ستواجه
الإدارة الأميركية أكثر منهم.
وكم كان كارتر مشتاقاً للقاء زعماء الشرق الأوسط
بشكل مباشر، ولذلك دعاهم إلى واشنطن منذ الأسابيع الأولى من استلامه السلطة، فلبّى
دعوته كل من السادات وحسين وولي العهد السعودي فهد، وكذلك رابين، أما الأسد فقد رفض
فرصة عرض آرائه في البيت الأبيض، فعندما جاءه وزير الخارجية الأميركي (فانس) كان
جواب الرئيس الراحل: (كلا، وأشكركم. ألم تفهم الولايات المتحدة موقفنا بعد ثلاثين
عاماً).
واشترط القائد الخالد فيما بعد أن يكون اللقاء في منطقة محايدة، وهذا ما
حدث في 9 أيار عام 1977 حين كان ذلك في جنيف، وكان افتتاح اللقاء باستعراض دام ساعة
كاملة لدرس تاريخي قدّمه القائد الخالد عن حقيقة انعدام شعور العرب بالأمن إزاء
النزعة التوسعية الإسرائيلية. كما سخر القائد الخالد هناك من المفاهيم التي تروّجها
الصهيونية كمفهوم (الحدود الآمنة) في عصر الأسلحة الحديثة، كما سخر من وجهة النظر
الإسرائيلية القائلة: إنها تستطيع تحقيق الأمن بالاستيلاء على أراضي الآخرين، فقال
القائد الخالد: (يزعم الإسرائيليون أنهم احتلوا الجولان لحماية مستوطناتهم، ولكنهم
بنوا مستوطنات جديدة في الجولان، وبعضها لا يبعد عن مواقعنا إلا ثلاثمئة متر).
وأراد القائد الخالد أن يعرّف الرأي الأميركي بالحدود (الدائمة) مادامت إسرائيل
ستحتلّ دمشق لو استطاعت.
ومضت الشهور لتعلن صوابيّة معرفة الرئيس الراحل بالظروف
والنتائج ففي عام 1979 كانت طموحات كارتر الكبرى قد أصيبت بخيبة أمل، فقد أراد أن
يكون مهندس تسوية شاملة غير أنه وجد نفسه ينفّذ مخطط (بيغن)، فبعد شهرين فقط من
زيارة السادات للقدس بدأ كارتر يروّج لعقد معاهدة مصرية- إسرائيلية، أما الحوار مع
منظمة التحرير الفلسطينية فقد حذف من جدول الأعمال.
واليوم يأتي إلينا الزعيم
الأميركي الجديد (أوباما) بوعود تقول إنه من الواجب تأسيس حقبة جديدة تقوم على
الصداقة بين الدول، والاحترام المتبادل، ومساعدة الفقراء في العالم لتحسين أحوالهم،
وهنا يقف السيد الرئيس بشار الأسد موقف الحكيم العارف لحقيقة هذه الوعود، وهو
المدرك أن الدور محدود للرئيس الأميركي في تحديد مسارات السياسة الخارجية،
(فالشركات الرأسمالية الكبرى، والمنظمات السرية، وأجهزة الاستخبارات، والمافيات،
والصهيونية قبل كل هذا وذاك) تشكل تحالفاً وتصبح من ثم صاحبة السلطة الفعلية
والحقيقية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، والرئيس الأميركي ما هو إلا منفّذ لأجندة
وضعها له هذا التحالف.
إن موقف سورية يزداد قوة على الساحة الإقليمية والدولية
لأنها تنشد العدالة والحقوق الدولية، أمّا أصحاب النيات السيئة فقد وصلوا إلى طريق
مسدود وهم لا يستطيعون أن يقوموا بتسوية أي موضوع على المستوى السياسي لأن أفكارهم
قائمة على الأنانية والهيمنة، وأسسهم الفكرية غير إنسانية، ولا توجد لديهم
إستراتيجية أو مقاربة عقلانية وهم لا يزالون متخلّفين سياسياً. كما أن فكر الهيمنة
في المنطقة وصل إلى طريق مسدود، والذين افتعلوا الأزمات خلال السنوات الماضية من
أجل احتواء سورية ومن أجل احتواء الفكر الاستقلالي في المنطقة كانت حصيلته أن موقف
سورية أصبح أقوى مما كان عليه.
وكل التجارب التي مرت بها سورية تؤكد أن منحى
الأعداء سيتجه نحو النزول، والكيان الصهيوني سيواجه طريقاً مسدودة أكثر، على حين
المؤشر بالنسبة لسورية سيتجه نحو الصعود أكثر فأكثر.

الأستاذة الغالية

قلب المنتدى



كل الصدق فى تحليلاتك وكل الشواهد تؤيد كل ما أتيت به ... وأنا صراحة أعلن دائما عن أعجابى وتقديرى



للفكر المتنور الذى يتحلى به قائدكم الشاب ولا أقول لكى سرا وحيث كنت أتابع خطاباتة وكلماتة ولقائاتة فقدذهبت فعلا منذ



حوالى 6 سنوات الى السفارة السورية بمنطقة الدقى لأسجل أعجابى وأعتزازى بفكر القائد وتركت لهم كافة أرقام التليفونات الخاصة بى لكى يعاودوا ألتصال بى لأقوم بطرح بعض الأفكار والنقاط المهمة فى الصراع العربى الأمريكى



أو للدقة نقول للصراع العربى الأسرائيلى ... لكن على مايبدوا فأن أعضاء سفارتكم الموقرة ربما ظنوا أننى مدفوع أليهم



من قبل المخابرات المصرية حيث أقول لكى وبصدق أننى على ألمام تام بمسألة التخابر والتجسسى وذلك من قبل



ما يسمى الترتيب المنطقى للأحداث يستطيع الفكر الصافى الذهن من رؤية ماوراء الأسوار المغلقة ... وأشياء كثيرة وكثيرة



سوف نتناولها معا فى الوقت المناسب .... صديق طفولتى المقيم بأمريكا والحامل لجنسيتها كان بيننا حوار منذ ايام أشار



فية الى كارتر وهم فعلا يعتبرونة من الشخصيات المعتدلة ... كا ما يهمنا هو الفكر العربى وأنا أؤمن بقدرة هذا الفكر



على التفوق ليعود الى موقعة الذى يستحقة فى قيادة وريادة هذا العالم