غادر القاهرة فجر اليوم الجمعة، الوفد الدبلوماسى الشعبى متجهاً إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا فى زيارة لمدة أربعة أيام يسعى خلالها الوفد الذى يضم ممثلى الأحزاب والقوى السياسية والمثقفين، لإيجاد حل لأزمة مياه النيل التى نشبت بين مصر والسودان من ناحية ودول المنبع، وخاصة إثيوبيا من ناحية أخرى، بعد عقود من التجاهل لعمق مصر الأفريقى والانسحاب من المنابع لصالح دول أخرى تسعى لتهديد أمن مصر المائى.
وقد ضم الوفد الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد وحمدين صباحى رئيس حزب الكرامة تحت التأسيس وعبد الحكيم عبد الناصر والنائب السابق علاء عبد المنعم والإعلامية بثينة كامل والكاتب عزازى على عزازى والكاتبة سكينة فؤاد وعضو شورى الإخوان حسين إبراهيم والدكتور محمد أبو الغار رئيس حركة 9 مارس والشاعر سيد حجاب وجورج إسحق القيادى فى حركة كفاية والدكتور عمرو حلمى أستاذ جراحة الكبد ومارجريت عاذر، بالإضافة إلى ممثلين عن المرأة، وممثلين عن شباب الثورة وعدد من الشخصيات العامة.
ويقول عبد الحكيم عبد الناصر إن التاريخ أثبت أن رؤية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر القائمة على الدوائر الثلاث التى تحقق أمن مصر واستقرارها كانت صادقة، وهى الدائرة العربية والأفريقية ثم الإسلامية، فقد حان الوقت الآن لأن تعود مصر إلى أفريقيا من جديد باعتبارها الامتداد الطبيعى لنا، والذى تخلينا عنه منذ عام 73 وتوجهت أنظمة الحكم إلى البيت الأبيض، ونحن الآن نتوجه إلى أفريقيا بعد أن تخلصنا من الرموز التى سلخت مصر عن أفريقيا.
وأضاف: سنلتقى خلال هذه الزيارة برئيس أثيوبيا ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان، وهذا تطور جيد، ويبدو أن الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى كان صادقا فى مبادرته لتقريب وجهات النظر مع الجانب الإثيوبى، ونحن نحمل لأفريقيا منذ الزيارة الأولى لأوغندا رسالة مضمونها أن جميع دول حوض النيل لها الحق فى أن تشرب، وتروى أراضيها، وأن تولد الكهرباء التى تحتاجها.
من جانبه قال الدكتور السيد البدوى إن النظام المخلوع استطاع أن يعزل مصر عن أفريقيا بشكل عمدى، والمرجح أن ذلك كان بتعليمات أمريكية، ونحن الآن نقول إن هذه الحقبة قد ولت والشعب المصرى أصبح قادراً على اتخاذ القرار، وكل ما فاتنا خلال العقود الثلاثة الماضية سنعوضه فى عدة شهور.
وأضاف البدوى أن الرئيس الأوغندى موسيفينى قال إنه متشوق لزيارة ميدان التحرير، وهناك وفد سيتوجه لزيارة إريتريا يوم الأربعاء القادم، وستشمل الزيارة شمال وجنوب السودان، ولكى تكون هناك علاقات مستمرة يجب أن تكون قائمة على المصالح والتقارب الاقتصادى.
وأكد البدوى أنه عرض على السفير السودانى شراء مليون فدان فى السودان من خلال مؤسسة مصرية يشارك فيها رجال الصناعة فى مصر، على أن يتبرع كل واحد بـ 10% من ثرواتهم بهدف توطين أسرة مصرية مع أسرة سودانية، والإيراد يتم توزيعه بين الأسرة المصرية والأسرة السودانية، والثلث الأخير للإدارة، وأضاف البدوى أنه سيقوم باستئجار استوديهات لقناة الحياة فى أوغندا، وفتح مكتب لها هناك، وسيتم إطلاق قناة ستبث باللغة السواحيلية ستكون موجهة إلى دول حوض النيل بهدف إحداث نوع من الترابط والتلاحم بين شعوب النيل.
النائب السابق حمدين صباحى والمرشح لرئاسة الجمهورية قال "أنا مطمئن لإحراز تقدم فى ملف حوض النيل لأن مصر ستعود إلى دورها فى أفريقيا بعد أن تخلت عنه لسنوات طويلة"، مستشهداً بذكر الرئيس الأوغندى لاسم الزعيم الراحل عبد الناصر فى الزيارة الأخيرة 7 مرات، بينما لم يتذكر اسم رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف وقال "الرجل الطويل".
وأضاف حمدين أن الغرض الرئيسى من الزيارة هو التعبير عن روح ثورة 25 يناير، وأن تستعيد مصر علاقاتها الخارجية وفى مقدمتها العلاقات مع دول حوض النيل، وكل من شاركوا فى الوفد هم جزء من ثورة يناير ووجود بعض المرشحين للرئاسة بالتأكيد لا يدخل فى نطاق الدعاية الانتخابية.
وعن مسئولية المثقفين فى أن تبقى دول حوض النيل جزءاً مجهولاً للشعب المصرى لسنوات طويلة، قالت الكاتبة سكينة فؤاد إن المثقفين يتحملون قدراً كبيراً من المسئولية والحاكم المستبد هو من صنيعة من سكت ولم يتكلم، فالمثقفون شركاء فى ضياع أفريقيا من مصر وضياع مصر من أفريقيا، وعلى المثقفين الآن أن يكونوا هم رأس الحربة للتواصل الشعبى الفعال مع أفريقيا ودول حوض النيل على وجه خاص.
من جانبه قال الدكتور محمد أبو الغار إن الزيارة تعد فرصة جيدة للمجتمع المدنى المصرى لأن يلعب دوراً إيجابيا فى قضية تعد من أهم قضايا الأمن القومى والاجتماعى لمصر، وهى قضية المياه، خاصة وأن 90% من حل المشكلة سيأتى من إثيوبيا، ونحن متفائلون بالزيارة وسنعمل على فتح أفاق جديدة للتعاون مع الإثيوبيين بعيدا عن نظرة التعالى التى كان ينتهجها النظام السابق مع الأفارقة، وخاصة وزير الخارجية السابق أحمد أبو الغيط.
النائب علاء عبد المنعم قال إن هدفنا هو التأكيد على علاقات الصداقة التى تجمع الشعبين المصرى والإثيوبى، وإننا شركائهم فى المستقبل القائم على التنمية والمصالح المشتركة التى تخدم مصالح الجميع، وإن المصريين لن يقفوا أمام مشروعات التنمية فى دول الحوض، كما أن الوفد سيلتقى عدداً من المسئولين الإثيوبيين، فى مقدمتهم رئيس الوزراء.
حسين إبراهيم عضو جماعة الإخوان المسلمين قال إن الوفد الدبلوماسى الشعبى يمثل ثورة 25 يناير وجميع أفراد الوفد يمثلون كل التيارات والأطياف السياسية فى مصر، لكن الأكثر أهمية أن الجميع يتحدث بلسان واحد ومفهوم واحد هو مصلحة مصر وأمنها المائى، وقال نحن كإخوان لن ندخر أى جهد من أجل الحفاظ على أمن مصر وحل القضايا التى تهدد أمنها.