معا لنتعلم .. موسيقى العروض والقافية .. والشعر الحر .. ( متجدد )

دروس العروض والقافية كنت قد أعددتها وكتبتها في أحد المواقع .. وآثرت أن أكتبها هنا أيضا لتعم الفائدة

موسيقى العروض والقافية والشعر الحر

كلنا شعراء سواء كتبنا شعرا أم لم نكتب فالشعر ليس حكرا على أحد , لانه وببساطة فيض للمشاعر البشرية .. ولكن الفرق يكمن فيمن يجيد البوح به ليصبح لحنا يتغنى به ويطرب الاخرين .. وبين من لا يجيد اخراج ذلك البوح من داخله .. لذا جعلت من هذه الصفحة مكانا نتطرق فيه لهذه الامور .
يتبع ..

مدخل

قيل إن الخليل بن أحمد الفراهيدي سئل عن علم العروض ما اذا كان قد عرف له أصلا . فقال : نعم , مررت بالمدينة حاجا فرأيت شيخا يعلم غلاما يقول له قل :

نعم لا/ نعم لالا / نعم لا / نعم لالا """" نعم لا / نعم لالا / نعم لا / نعم لالا

قلت : ما هذا الذي تقول للصبي ..؟ فقال : هو علم يتوارثونه عن سلفهم يسمونه التنعيم , قلت : لم سموه بذلك ..؟ قال لقولهم فيه , نعم . قال الخليل : فرجعت بعد الحج فأكلملته .

يتبع

الكتابة العروضية

لدينا عنصران لضبط اللغة في كل كلام ننطق به هما : الحركة , وتشمل ( الفتحة , والضمة , والكسرة ) ثم السكون فإذا ما تتبعنا جميع ما ننطق به في كلامنا لا نجد حرفا منه يخلو من اشتماله على أحد هذين العنصرين . ولهذا يصدق أن نقول : إن إيقاع الكلام عبارة عن توارد حركات وسكنات وانتظامها في أوضاع معينة على الحروف في كل لفظة وجملة . وإذا أردنا أن نكتب ما ننطق به من شعر لنكشف فيه عن صورة هذا التوارد للحركات والسكنات الذي تنتظم به موسيقى وإيقاع الشعر العربي , سنصطدم بمشكلة كبيرة هي أن طريقتنا في الكتابة الإملائية لا تتفق تماما مع طريقتنا في النطق . فهناك حروف ننطقها ولا تظهرها الكتابة , بينما هناك حروف تظهر في كتابتنا ولا أثر لها في نطقنا . وحروف أخرى ندغمها .. وهكذا .
من هنا كان لابد أن نلجأ إلى طريقة أخرى في الكتابة تستطيع أن تبين لنا الصورة الفعلية لما ننطق به , أي الحروف المنطوقة فقط . وهي طريقة في الكتابة الصوتية يطلق عليها اسم ( الكتابة العروضية ) . ذكرها علماؤنا القدامى , وأثبتوا لها قاعدة كلية هي ( ماينطق به يكتب وما لا ينطق به لا يكتب ) , ولذلك نجد فرقا في الخط بين الكتابة العروضية والكتابة الإملائية المعروفة : مثل اسم الإشارة ( ذلك ) تكتب عروضيا ( ذالك ) . ومثل كلمة ( الإله ) تكتب عروضيا ( الا لاه , وكلمة ( الرحمن ) تكتب عروضيا ( أر رحمان ) وهكذا .... فإن الجملة ( هذا عمرو شدّ الحبل ) نكتبها عروضيا هكذا ( هاذا عمرن شدد لحبل )
ولما كانت الكتابة العروضية مختصة بالشعر فلنمثل لها طريقتها ببعض أمثلة ولكن عليك أن تحاول ـ لأجل التدرب ـ واكتشاف قدراتك ـ أن تكتبها عروضيا بنفسك قبل أن تنظر طريقة كتابتها عروضيا من بعد , سنمثل لها وفق قاعدة :

ماينطق يكتب وما لا ينطق لا يكتب

قال الشاعر :

واشدد يديك بحبل الله معتصما """" فإنه الركن إن خانتك أركانُ
من يتق الله يحمد في عواقبـه """" ويكفيه شر من عزوا ومن هانوا

نكتب هذه الأبيات عروضيا هكذا :

وشدد يديك بحبل اللاه معتصمن """" فإننه رركن إن خانتك أركانوا
من يتق للاه يحمد في عواقبهـي """" ويكفهي شرر من عززو ومن هانوا

قال الشاعر :

وغض عن المكروه طرفك واجتنب """" أذى الجار واستمسك بحبل المحامد

نكتب هذا البيت عروضيا هكذا :

وغضض عن لمكروه طرفك وجتنب """" أذلجار وستمسك بحبل محامدي

قال الشاعر :

واحذر مؤاخاة الدنيء فانه """" يعدي كما يعدي الصحيح الأجربُ

نكتب هذا البيت عروضيا هكذا :

وحذر مؤاخاة ددنيي فاننهو """" يعدي كما يعد صصحيح لأجربو

وإذا تتبعنا التغييرات التي تحدثها الكتابة العروضية , في هذه الأبيات السابقة وفي غيرها , نجدها تنحصر في نوعين من أنواع التغيير : إما تغيير بالزيادة وإما تغيير بالحذف . ونظرا لأن المعرفة بالكتابة العروضية تمثل مفتاح المعرفة بهذا العلم لذا من باب أولى أن نفصل ذلك .. أقصد تغييرات بالزيادة وتغييرات بالحذف .

يتبع

أولا : تغييرات بالزيادة

1/ ألف المد :
تهمل الكتابة الإملائية الألف الممدودة في بعض الكلمات على الرغم من أنها تنطق , وذلك كما في ألفاظ الجلالة : الله ( سبحانه وتعالى ) , الإله , والرحمن , ومثل يس , طه , وبعض أسماء الإشارة مثل : هذا , ذلك , هؤلاء , وبعض الحروف مثل : لكن ... الخ . ففي جميع هذه الكلمات تثبت الألف لأنها منطوقة , فنكتبها هكذا ( الله .. أللاه ) , ( الإله .. ألالاه ) , ( الرحمن .. رحمان ) , ( يس .. ياسين ) , ( طه .. طاه ) , ( هذا .. هاذا ) , ( هؤلاء .. هاؤلاء ) , ( لكن .. لاكن ) , ( لكنّ .. لكنن ) ... الخ .
2/ الواو المنطوقة :
تثبت في الكتابة العروضية كل واو منطوقة كما في هذين المثالين : ( داؤد .. داؤود ) , ( طاؤس .. طاؤوس ) ... الخ .
3/ الحرف المشدد :
كل حرف مشدد ( مضعف ) ينطق في اللغة حرفين أولهما ساكن وثانيهما متحرك . ولذلك يفك التشديد في الكتابة العروضية , فيكتب الحرف المشدد حرفين أولهما ساكن وثانيهما متحرك كما رأينا في الأبيات السابقة هكذا :
( فإنّه .. فإننه ) , ( عزّوا .. عززو ) , ( غضّ .. غضض ) ... الخ .
4/ التنوين :
يعرف النحاة التنوين بأنه " نون ساكنة تلحق آخر الاسم لفظا وتسقط كتابة " . ولكن الكتابة العروضية تثبت التنوين كتابة طالما أنه مثبت نطقا ومثل ذلك : ( معتصمًا .. معتصمن ) , (عمرٌو .. عمرن ) , لزيدٍ .. لزيدن ) ... الخ .
5/ هاء الضمير وميم الجمع المتحركة :
الإلقاء الشعري يختلف عن القراءة العادية , وذلك بتمطيط بعض الحروف في الإلقاء نتيجة إشباع الحركات عليها بما يتفق وموسيقى الوزن الذي عليه الشعر . و ( هاء ) ضمير الغيبة مثل ( انه ) و ( به ) من هذه الحروف التي تشبع حركتها فتنتج حرف ( مد ) من جنس هذه الحركة وذلك عندما يكون الحرف التالي لها مباشرة متحركا مثل كلمة ( ويكفه شرّ ) تكتب عروضيا هكذا ( ويكفهي شرر ) وأيضا ( إنّه ربي ) ( إننهوربي ) , وذلك لأن الشين في المثال الأول والراء في المثال الثاني متحركان .
6/ إشباع حرف القافية :
حرف القافية نعني به آخر حرف متحرك في نهاية الشطر الأول وآخر حرف متحرك في نهاية الشطر الثاني . لأن هذين الموضعين هما موضعان لمد الصوت ثم الوقف . والوقف يلزمه السكون . وذلك مثل : ( أركانُ .. أركانو ) , ( فإنّه .. فإننهو ) , ( المحامدِ .. المحامدي ) , ( عواقبهِ .. عواقبهي ) ... الخ .

[b]يتبع[/b]

موضوع قيم و مفيد مشكور عليه

فالشعر ما اشعرك. لكنه يحتاج لادوات ليصبح لحنا يتغنى به و يطرب له.

ننتظر منك المزيد لتعم الفائدة.

سلمى ... سعدت بتواجدك بين طيات الصفحة
وآمل ان اجدك بها مرات ومرات
كوني بالقرب دائما

دمت سالمة

ثانيا : تغييرات بالحذف

1/ همزة الوصل :
تعرف همزة الوصل بأنها ماتثبت وقفا وتسقط وصلا , ولذلك تحذف همزة الوصل إذا سبقت بحرف أو جاءت في درج الكلام , مثل ( واشدد .. وشدد ) , ( واستمسك .. وستمسك ) , أما إذا بدء بها الكلام أي لم تسبق بحركة : فإنها لا تحذف بل تحول إلى همزة قطع : لأنها حيئذ تنطق مقطوعة كما في قول الشاعر فيالحث على طلب العلم

اركن إليه وثق بالله واغن به """" وكن حليما رزين العقل محترسا

وتكتب الهمزة في صدر هذا البيت هكذا ( اركن إليه وثق بللاه وغن بهي ) لاحظ حذف الهمزتين الاخريتين
2/ ( الـ ) الشمسية :
تحذف إذا سبقت بحرف أو جاءت في درج الكلام , مثاله في الابيات السابقة : ( فإنه الركن .. فإننه رركن ) , ( مؤاخاة الدني .. مؤاخاة ددنيي ) . وإذا بدئ بها فإن الحذف يقع على اللام وحدها وتحول همزة الوصل إلى همزة قطع كما في قول الشاعر :

الصبر مثل اسمه في كل نائبة """" لكن عواقبه أحلى من العسل

فيكتب صدر هذا البيت هكذا : ( أ صصبر مثل سمهي في كل نائبتن ) لاحظ حذف الهمزة الوصل الثانية .
3/ ( الـ ) القمرية :
اللام القمرية لا تحذف أبدا سواء سبقت ( الـ ) بحرف أم لم تسبق . أما همزة الوصل فيها فإنها يجري عليها حكم نظريتها في ( الـ ) الشمسية في تحذف في درج الكلام تحول إلى همزة قطع إذا بدء بها مثل :

العلم يرفع بيتا لا عماد له """" والجهل يهدم بيت العز والشرف

يكتب عروضيا هكذا :

العلم يرفع بيتن لا عماد لهو """" ولجهل يهدم بيت لعزز وششرفي

فتحول همزة الوصل في كلمة ( العلم ) إلى همزة قطع بينما تحذف في الكلمتين ( الجهل والعز ) لأنهما في درج الكلام أي وسطه .

[b]يتبع[/b]

فائدة :
مما سبق نستطيع أن نستخلص حكما فيما يخص ( الـ ) الشمسية والقمرية وهو : أن اللام الشمسية تحذف في كل الأحوال , بينما اللام القمرية تثبت في كل الأحوال . أما همزة الوصل فلها حكم واحد : حيث تحذف إذا سبقت بحرف , وتحول إلى همزة قطع إذا بدئ بها .
وللتفريق بين ( الـ ) الشمسية و ( الـ ) القمرية ننظر في حروف الجملة التالية ( أبغ حجك وخف عقيمه ) . فكل لام سبقت واحدا من هذه الأحرف الأربعة عشر فإنها لام قمرية وما عداها شمسية
4/ الألف الفاصلة أو الفارقة وهي التي تتردد بعد واو الجماعة :
هذه الألف غير منطوقة ولذلك تحذف في الكتابة العروضية كما رأيت في الأبيات السابقة مثل : ( عزّوا .. عززو ) , ( هانوا .. هانو ) .
5/ الألف والواو والياء في أواخر الأسماء والأفعال والحروف :
تحذف الألف الأخيرة في الأسماء والأفعال والحروف إذا وليها حرف ساكن مثل : ( أذى الجار .. أذلجار ) , ( يسعى المؤمن .. يسع لمؤمن ) , ( إلى الله أشكو .. إلللاه أشكو ). أما إذا وليها حرف أي تبعها حرف متحرك فلا تحذف مثل ( نسعى إليه .. نسعى إليه ) . وتحذف الواو الساكنة الأخيرة كذلك إذا وليها ساكن مثل ( اكتبوا الدرس .. أكتبددرس ) , أما إذا تبعها حرف متحرك فلا تحذف مثل ( عزوا ومن .. عززوومن ) . وتحذف الياء في آخر الكلمة إذا تبعها ساكن كذلك مثل ( قاضي العدل .. قاضل عدل ) , ( يعدي الصحيح .. يعد صصحيح ) , ( في الجامعة .. فلجامعة ) . أما إذا أتى بعد الياء حرف متحرك فلا تحذف الياء مثل ( في عواقبه .. في عواقبهي ) , ( يعدي كما .. يعدي كما ) .

يتبع

المكونات الموسيقية والإيقاعية للوزن الشعري

الكتابة العروضية وسيلة لكشف مكونات البيت الشعري من الحروف المتحركة والساكنة المتتابعة فيه . وتلك أولى الخطوات في هذا الصدد . وتكون صورة هذا التتابع أكثر وضوحا عندما نتخذ رمزا يشير إلى الحرف المتحرك , ورمزا آخر يشير إلى الحرف الساكن . وليكن رمز الحرف المتحرك هكذا ( / ) . وليكن رمز الحرف الساكن دائرة صغيرة هكذا ( ه ) . فيتبين شكل توارد الحركات والسواكن في البيت الشعري كما في ترميز هذا المثال :

احذر مقاربة اللئام فإنه """ ينبيك عنهم في الأمور مجرب

احذرمقا .. ربتللاا .. م فإننهو .. ينبيك عن .. هم فلأمو .. رمجرربو
/ه/ه//ه ... ///ه//ه ... ///ه//ه ... /ه/ه//ه ... /ه/ه//ه ... ///ه//ه

يتبع

بدأت باستعمال بعض الادوات الشعرية و كتبت بعض المحاولات الشعرية لكن لا اخفي عليك استاذي ليس لدي الثقة الكاملة لطرحها هنا.

شكرا على المواضيع المفيدة

حياك الله اختنا

اطرحيها هنا

وانا متاكد انك اجدتي صياغتها

بانتظارك

وان شاء الله استكمل بقية الموضوع لاحقا فهناك من الصفحات التي لم اكملها في هذا الموضوع

بانتظارك اختنا

معا لنتعلم .. موسيقى العروض والقافية .. والشعر الحر .. ( متجدد ) Y1p81v3DAiezOyTb-pUPgNBN8HvTyISYdn0h4MJUc0kl0mcRwvlqSacEJbfEJu8xZ4L

مجهود رائع وجهد مشكور

توبيك مميز خالد

أضاف لى الكثير

فمعظمنا تعلم اللغة العربية
خطأ

وغير مؤسسين فيها جيدا

تحية عطرة لك

معا لنتعلم .. موسيقى العروض والقافية .. والشعر الحر .. ( متجدد ) Ashefaa-a799397d47

جميل ما اراه منك يا باشاا

تسلم

» لنتعلم من الائمة
» أنت والشعر
» الفرق بين الخاطرة والشعر
» مقدمة فى علم العروض
» برنامج العروض رااائع بمعنى الكلمة