وداعا فارس الفن الرفيع
تكتبها- آمــــال بكيـــــر
د.عبد المنعم كامل
منذ كان قريبا من الطفولة وأنا أعرفه.. إنه عبدالمنعم كامل.. كان وقتها في أول دفعة تقدمت للمعهد العالي للباليه, ولم يكن لهذا المعهد مقر, ولكن اختار له الراحل د ثروت عكاشة وزير الثقافة الأسبق
الدور العلوي للمعهد العالي للسينما, وأذكر وقتها كان الراحل محمد كريم مدير معهد السينما يشكو لي دائما هذه الدبدبة التي تنتج عن تمرينات الطلبة والطالبات.
طار عبدالمنعم كامل في أول دفعة بعد تخرجه في معهد البالية إلي الاتحاد السوفيتي وقتها روسيا حاليا, ليدرس بمعهد تشايكوفسكي للباليه. كانوا علي وجه التحديد خمسة فقط هم أول دفعة من معهد الباليه: عبدالمنعم كامل وماجدة صالح ومايا سليم وعلية عبدالرازق وودود فيظي وديانا حقان, ومنذ هذا التاريخ لم يفارق عبدالمنعم كامل عالم فن الباليه الذي شارك فيه راقصا ثم مخرجا وكانت آخر مناصبه رئيسا لدار الأوبرا المصرية.
من الغريب ألا يفارق هذا الفن طوال حياته حتي قبل وفاته بساعات عندما كان يجري بروفات فرقة الباليه لعرض بحيرة البجع, ومن الغريب أيضا أنه رقص مع الفرقة ليذهب إلي فندقه بالإسكندرية ليفارق الحياة بسكتة قلبية!
علمت د. إيناس عبدالدايم رئيسة دار الأوبرا التي تولت هذا المنصب خلفا له منذ عام عندما رحل هو إلي سن الإحالة إلي المعاش, قامت بكل الترتيبات لتنفذ وصيته بأن تقام جنازته من مسجد الأوبرا وهو ما تم بالفعل ليواري الثري الفنان الذي كثيرا ما أسعد الجماهير بفنه الرفيع والذي لا أقول هذا تكريم للفقيد ولكن لأنني تابعت مشواره منذ05 عاما.
شاهدت رائع فنه عندما أخرج فيردي أوبرا عايدة بمنطقة الهرم ليثني عليها, ليس فقط المصريون ـ ولكن عدد من الأجانب الذين حضروا خصيصا لمشاهدة عايدة في أحضان الأهرامات باعتبارها عملا يرتبط بمصر. رحم الله الفنان العظيم د. عبدالمنعم كامل وأقدم كل الشكر لزميلته في الفن رئيس دار الأوبرا وعازفة الفلوت الشهيرة إيناس عبدالدايم.. وهذا أيضا ليس بشهادتي ولكن بشهادة عدد من الأجانب في البلاد التي زارتها, فقد قامت إيناس بكل الإجراءات بمنتهي السرعة لإحضار جثمانه من الإسكندرية حيث كان يستعد لعرض باليه بحيرة البجع هناك.
مما شاهدته للراحل القدير أنه كان مريضا بالسرطان في منطقة الزور لمدة6 سنوات لم يقعده هذا المرض الخطير عن عمله مطلقا,فقد كان يذهب لإيطاليا للعلاج ويحضر من المطار في القاهرة إلي دار الأوبرا مباشرة.
ومن الغريب أيضا أنه مات بالسكتة القلبية وليس بسبب هذا المرض الخبيث .