مرورا بكتاب الإشارات الإلهية والأنفاس الروحانية
والهوامل والشوامل وأخلاق الوزيرين والصداقة والصديق
والبصائر والذخائر و الإمتاع والمؤانسة
ونقف عند المقابسات وهم 106 مقابسه
تحدث فيها الرجل وافرد ولكن سأقف عند المقابسه 91
وقد توضح الكثير
قال: ما حد الكلام الجواب: أنه مؤلف من صوت وحرف ومعان.
يقال: كيف يحصل الجواب: بجذب الإنسان الهواء بالحركة الطبيعية
وحصره في قصبة الرئة ودفعه ومصاكته بالحركة الإرادية للهواء الخارج
بحروف تجذبها آلة اللهوات. وهذه مركبة دالة بحروف اتفاق واتساق مع معاني فكر النفس بالمنطقية
بقدر الهواجس الطارئة والخواطر السانحة والصواب المؤيد من العقل والأثر الحاصل في القلب.
يقال: ما الشعر الجواب: كلام مركب من حروف ساكنة ومتحركة بقواف متواترة
ومعاني معادة ومقاطع موزونة ومتون معروفة.
يقال: ما الغناء الجواب: شعر ملحن داخل في الإيقاع والنغم الوترية منعطفة
على طبيعة واحدة ترجع مشاكلة إليه.
يقال: ما الإيقاع الجواب: فعل يكيل زمان الصوت بفواصل متناسبة متشابهة متعادلة.
يقال: ما اللحن الجواب: صوت بترجيع خارج من غلظ إلى حدة ومن حدة إلى غلظ بفصول يقال
: ما النغم الوترية الجواب: استحالة الصوت من نسبة شريفة إلى نسبة غير شريفة
المقاطع ومواضع استراحات الأنفاس مع تمام دور من أدوار الإيقاع.
يقال: ما الطنين
الجواب:
هو رجوع الهواء من جرم المقروع إلى جزء منه وذلك أن الجرم العميق الأملس
إذا قرعه شيء نبا عنه ثم عاد إليه كالكرة إذا ضرب بها الأرض. وكذلك الصدى من المتكلم.
يقال: ما الجدل الجواب: مباحث مقصود بها إيجاب الحجة على الخصم
من حيث ألا يقوى ومن حيث لا يقدر أن يدفع.
يقال: ما المحال الجواب: الجمع بين المتباينين في شيء ما في زمان واحد وجزء واحد وإضافة واحدة.
وسمعت أبا سليمان يقول: المحال لا صورة له في النفس. فقيل له: الباري في هذا ما يقول فيه أمحال هو
فقال: لا لأن عليه شهادة من العقل فبشهادته ثبتت أنيته وبارتفاع صورته اتفقت كيفيته وهذا غير التوحيد.
وقد مر كلام في التوحيد عن هذا الشيخ وعن غيره على سعة أطرافه وضيق عباراته فلا وجه للإطالة في هذا الموضع.
ولولا أن هذا القدر كالبيضاء
ما اقترن به واشتمل عليه لكان تركه أولى وعلى كل حال
ففيه تحديد لهذا الباب وبعث على ما تنزع النفس إليه من هذه الحقائق
وليس من فصل في هذه الرسالة
ألا وهو متحل بضروب من البيان وأصناف من القول ولكن الاقتصار أليق بالحال وأحسم لمادة الشغب والجدال.
يقال: ما الكون الجواب: خروج الشيء من القوة إلى الفعل.
يقال: ما الفساد الجواب: خروج الشيء من الفعل إلى القوة.
يقال: ما الجمع الجواب: انضمام المادة إلى نفسها وتلاقي أجزائه.
يقال: ما الانفراد الجواب: انفصال المادة بأقسام لطيفة صغيرة القدر.
يقال: ما الباطل الجواب: هو ما به نافي الموجود هو ما هو.
يقال: ما الخير بالحقيقة الجواب: هو ما يراد بالاستعارة لذاته.
يقال: ما الشر
الجواب:
هو ما يهرب منه لأجل ذاته وأيضاً الشر هو ما يهرب منه
لأجل أنه يؤدي إلى الاستعارة وإلى ما يهرب منه لأجل ذاته.
يقال: ما الذكر الجواب: إحضار الذهن ما تقدم وجوده في النفس.
يقال: ما الذهن الجواب: جودة التمييز بين الأشياء.
يقال: ما الذكاء الجواب: سرعة الإنقداح نحو المعارف.
يقال: ما التواني الجواب: هو نهاية الفكر.
يقال: ما الإرتياء الجواب: هو تجارب.
يقال: ما اليقين الجواب: هو مطابقة العقل معقوله.
يقال: ما العلم الجواب: هو وجدان النفس المنطقية الأشياء بحقائقه.
يقال: ما الحكمة
الجواب:
هي حقيقة العلم بالأشياء القائمة ووضع كل شيء في موضعه الذي يجب أن يكون فيه الوضع فقط.
يقال: ما التمييز الجواب: هو جمع القضايا واستخراج النتائج.
يقال: ما العزم الجواب: الرأي على العقل.
يقال: ما اليقين الجواب: سكون الفهم مع ثبوت القضية ببرهان. وأيضاً هو وضوح حقيقة الشيء في النفس.
يقال: ما المعرفة الجواب:
هي رأي غير زائل. والرأي هو الظن مع ثبات القضية عند التأدي فهو إذاً سكون الظن.
يقال: ما الجزم الجواب: هو قوة تحدثها قوة الثقة بأوائل الأمور مع سكون الظن بعواقبه.
يقال: ما الوهم الجواب: هو الوقوف بين الطرفين لا تدري في أيهما القضية الصادقة.
يقال: ما التوهم الجواب: هو موافقة الظن العقل من غير إثبات حكم.
يقال: ما الذكر الجواب: هو سلوك النفس الناطقة إلى تلخيص المعاني ومعرفة ما هياته.
يقال: ما الحفظ الجواب: هو ثبات صور المعقولات والمحسوسات في النفس.
يقال: ما الحس الجواب: هو قبول صور الحسوسات دون حوامله.
يقال: ما التخيل الجواب: هو حصول صور المحسوسات بعد مفارقتها وزوالها عن الحس.
يقال: ما الإدراك الجواب: هو تصور نفس المدرك بصورة المدرك.
يقال: ما المعرفة الجواب: هي إدراك صور الموجودات مما يتميز عن غيرها وهي بالمحسوسات
أليق لأنها تحصل بالوسم والوسوم مأخوذة من الأعراض والخواص والعلم بالمقبولات
أليق لأنه يخصك بالحدود والمعاني الثابتة للشيء.
يقال: ما الإستقصى الجواب: هو ما يكون فيه الشيء ويرجع إليه منحلاً منه الكائن بالقوة.
يقال: ما الصورة الجواب: هي التي بها الشيء هو ما هو.
يقال: ما المكان
الجواب:
هو حيث التقى الأفقان المحيط والمحاط به.
وأيضاً هو ما بين سطح الجسم الحاوي وانطباقه على الجسم المحوي.
يقال: ما الزمان الجواب: هو مدة تعدها الحركة ثابتة الأجزاء.
يقال: ما الجرم الجواب: هو ماله ثلثة أبعاد: طول وعرض وعمق.
يقال: ما الملازمة الجواب: هي إِمساك نهايات الجسمين بجسم ثالث بينهم.
يقال: ما الاجتماع الجواب: هو حال تقارب الأجسام بعضها من بعض. والافتراق تباعده.
يقال: ما الحال الجواب: هو كيفية سريعة الزوال.
يقال: ما الاتصال الجواب: هو اتحاد النهايات والانفصال تباين المتصلات.
يقال: ما الرطوبة
الجواب
: هي علة سهولة انحصار الشيء بذات غيره وغير انحصاره بذاته
وأيضاً هي الكيفية التي لا تحيط بشكل الجسم الذي هي فيه على شكل محدود ولا تمنعه أن يتشكل بشكل ما يحيط به بسهولة.
يقال: ما اليبس الجواب: هو علة انحصار الشيء بذاته وعسر انحصاره بغيره وأيضاً هو الكيفية التي تحفظ شكل الجسم
الذي هي فيه حتى لا يتشكل بشكل ما يحيط به بسهولة.
يقال: ما البرودة
الجواب:
هي جمع الأشياء من جواهر مختلفة والتفريق بين التي هي من جواهر واحدة.
يقال: ما الحرارة الجواب: هي علة جمع الأشياء التي هي من جوهر واحد وتفريق الأشياء التي هي من جواهر مختلفة.
يقال: ما المؤلف الجواب: هو المركب من أشياء متفقة بالحس مختلفة بالحد.
يقال: ما العقل الجواب: هو تأثير في مؤثر يأتي للتأثير وأيضاً هو الحركة
التي تكون من نفس المحرك والقابل عنه.
يقال: ما الاختيار الجواب: هو إرادة تقدمتها رؤية مع تمييز.
يقال: ما التحديد الجواب: هو جمع ذوات مختلفة إلى ذات واحدة.
يقال: ما النفع الجواب: هو الشيء المشوق من الكل.
يقال: ما النسمة الجواب: هي لفظة تجمل ما يفصله الكتاب.
يقال: ما المدخل الجواب: هو قول يفصل من المعاني ما تحتاج إليه في معرفة ما هو مدخل إليه.
يقال: ما المنطق الجواب: هو صناعة أدوية تميز بها بين الصدق والكذب
في الأقوال والحق والباطل في الاعتقادات والخير والشر في الأحوال.
يقال: ما الصناعة الجواب: بالإطلاق هي قوة للنفس فاعلة بإمعان
مع تفكر وروية في موضوع من الموضوعات نحو عرض من الأعراض.
يقال: ما الصدق الجواب: هو قوة مركبة من الحق يقصد بها العدل والحق.
يقال: ما اليقظة
الجواب:
هي استعمال النفس المنطقية لاستعمال آلات البدن من غير مرض يقال:
ما الحياة الجواب: هي رباط الحركة وحس وعقل ونماء وتربية. والموت ضد ذلك.
يقال: ما الشجاعة الجواب: هي قوة مركبة من العز والغضب تدعو إلى شهوة الانتقام. الجبن ضده.
يقال: ما الفرح الجواب: هو انبساط النفس من داخل إلى خارج على المجرى الطبيعي.
والخوف ضد ذلك.
يقال: ما العجول الجواب: هو الذي لا يقنع ما يتخيل في وهمه تخيلاً ضعيفاً من غير نظر ولا فحص. والغيظ هو ابتداء الغضب.
يقال: ما الركيز الجواب: هو الذي تكون العزيمة منه مع تميز وتفكر.
يقال: ما الحسود الجواب: هو الذي لا يحب لأحد خيراً ويجتهد في الإضرار بهم وبنفسه كي يلحقهم بذلك مكروه.
يقال: ما الذحل الجواب: هو حقد يقع معه رصد الفرصة والانتقام.
يقال: ما الحقد الجواب: هو غضب يبقي في النفس على وجه الدهر.
يقال: ما الغضب الجواب: هو غليان دم القلب لشهوة الانتقام وهو الحركة لقهر ما أضر بالبدن.
يقال: ما العجب الجواب: هو ظن الإنسان بنفسه أنه على الحال التي يجب ِأن يكون عليها من غير أن يكون عليه.
يقال: ما الرضى الجواب: هو قناعة النفس بما كانت غير قانعة به.
يقال: ما الحياء الجواب: هو خوف الإنسان من تقصير يقع من هذا فضل منه في شيء ما أوفى كل شيء.
يقال: ما الاستطاعة الجواب: هو التهيؤ لتنفيذ الفعل بإدارة المختار من غير مانع ولا عائق.
يقال: ما الشهوة الجواب: هي التشوق على طريق الانفعال إلى استرداد ما نقص
بما في البدن وإلى نقص ما زاد فيه. قال: نريد بالانفعال أنه شيء يجري
على
خلاف ما يجري به الأمر الذي هو بالتمييز والفكر
.
يقال: ما المحبوب الجواب: هو مطلوب النفس ومتممه القوة التي هي علة اتحاد ما من شأنه أن يتحد.
يقال: ما الوقت الجواب: هو بقاء الزمان المفروض للعمل.
يقال: ما الحد الجواب: هو قول دال على طبيعة الشيء الموضوع بمنزلة ما هو سواه.
يقال: ما الرسم الجواب: هو قول مميز للموضوع من غيره مركب عن صفات عرضية
أكثر من يقال:
ما الخاصة الجواب: هي كالرسم إلا إنها من صفة واحدة عرضية.
يقال: ما الإنسان الجواب: هو حي ناطق مائت فالحي دلالة على الحس والنطق والحركة
والناطق دلالة على العقل والروية والمائت دلالة على السيلان والاستحالة.
يقال: ما الممكن الجواب: هو الذي بالقوة تارة وبالفعل فيما يوصف تارة.
يقال: ما الممتنع الجواب: هو الذي ليس بالفعل ولا بالقوة فيما وصف به أبد.
يقال: ما القول المطلق الجواب: هو مالا يثبت بثباته آخر.
يقال: ما الكيفية الجواب: ما هو شبيه وغير شبيه.
يقال: ما الكمية الجواب: ما احتمل المساواة وغير المساواة.
يقال: ما الصدق الجواب: هو مطابقة القول لما عليه الأمر ويقال أيضاً: الإخبار عن الشيء بما هو عليه.
يقال: ما الكذب الجواب: هو ما لا مطابقة للقول لما عليه الأمر وأيضاً الإخبار عن الشيء بخلافه.
يقال: ما الحق الجواب: هو ما وافق الموجود وهو ما هو.
يقال: ما العنصر الجواب: هو طبيعة كل ذي طبيعة.
يقال: ما الجوهر الجواب: هو القائم بنفسه الحامل للأعراض لا يتغير ذاته موصوف لا واصف.
يقال: ما النفس
الجواب:
هي تمام جوهر ذي آلة قابلة للحياة وأيضاً هي جوهر عقلي متحرك
من ذاته بعدد مؤتلف وأيضاً هي جوهر علامة مؤلفة بالفعل.
يقال: ما العقل الجواب: هو جوهر بسيط يدرك الأشياء بحقيقتها
لا بتوسط زمان دفعة واحدة وأيضاً هو الذي من شأن الجزء منه أن يصير كلا وفي معنى هذا القول:
من شأن عقل زيد مثلاً وهو عقل جزئي أن يعقل كل المعقولات التي من شأنها أن تعقل أن يقصر به الزمان
أو يعترضه عائق وليس شيء من الموجودات له هذا المعنى سواه.
يقال: ما الفعال للخير الجواب: هو الذي لا يبخل على أحد في شيء من الأشياء.
يقال: ما الأزلي الجواب: هو الذي لم يكن ليس وما لم يكن ليس لا يحتاج في قوامه
إلى غيره والذي لا يحتاج في قوامه إلى غيره لا علة له.
يقال: ما القائم بذاته الجواب: هو الذي حده داخل فيه وما ليس هو قائماً بذاته هو الذي حده خارج منه.
يقال: ما العلة الأولى الجواب: هو مبدع الكل متمم الكل غير متحرك وأيضاَ أنية فقط وأيضاً غير محض يشتافه كل شيء سواه
ولا يشتاق إلى شيء سواه وأيضاً هو وجود مطلق لكل وجود عقلي وحسي
وأيضاً هو الواحد بالقول المطلق لا كالجنس الواحد ولا كالشخص الواحد.
يقال: ما النفس أيضاً الجواب: هو روح الله منبجسة بتوسط العقل.
يقال: ما الحس الجواب: هو قوة روحانية تفعل فعلها من خارج.
يقال: ما الحركة الجواب: هي على ثلثة أوجه: مستوية ومستديرة ومنفرجة.
يقال: ما الطبيعة الجواب: هي صورة عنصرية ذات قوى متوسطة بين النفس والجرم
لها مد وحركة وسكون عن حركة.
يقال: ما السماء الجواب: هي جوهر مستدير مركب متحرك حركة شوق دائمة.
يقال: ما الفرح أيضاً الجواب: هو انبساط الطبيعة من داخل إلى خارج والطبيعة هنا الحرارة الغريزية.
والحزن انقباض الطبيعة من خارج إلى داخل.
يقال: ما النوم أيضاً الجواب: الجواب هو غوص القوى في عمق النفس.
يقال: ما الإرادة الجواب: هي بدو حركة قوة بسيطة نفسانية عن فهم يعمه الشوق.
يقال: ما اللذة الجواب: هو انطباق الشهوة الطبيعية من النفس بلا مانع.
هذا آخر المقابسة التي أتت على حدود هذه الأشياء وهي وإن كانت تحتمل التخفيف
فبعض المطالبة والاعتراض ببعض الإستقصات
قد حوت معاني غريبة وطرقاً واضحة وقد كنت عرضت أكثر هذا على أبي سليمان
وعلى غيره فما أصبت عند أحد منهم ما يحكى إلا ما قاله جماعة من النحويين
فإنهم بهرجوا كلمة بعد كلمة منها من ناحية الإعراب والصوغ فأعدت على أبي سليمان ذلك فقال:
إذا استقام لك عمود المعنى في النفس بصورته الخاصية
فلا تكترث ببعض التقصير في اللفظ قال: وليس هذا مني في تصحيح اللفظ واختلاف التزويق وتخير البيان ولكن أقول:
متى جمح اللفظ ولم يوات واعتاص ولم يسمح
فلا تفت نفسك خصائص المطلوبات وغايات المقصودات فلأن تخسر صحة اللفظ الذي يرجع إلى الإصلاح
أولى من أن تعدم حقيقة الغرض الذي يرتقي إلى الإيضاح.
ولولا هذا الذي قاله هذا الشيخ لما اخترت نثر هذه الحدود على ما عرفتك من أعلامها واطراد القول عليها
ومن بحر الحكمة تدفقة فقد أوتى فضلاً كثيراً وفاز فوزاً عظيماً وأحرز ملكاً كبير.
ويؤخذ علي الرجل انه كان يذوق الامرين من امره
فهو لايستطيع ان يساير بيئته من الفقراء لانه كان
يشعر انه افضل منهم بعلمه وثقافته
ولا يستطيع ان يساير الاغنياء والامراء
لانه في قراره نفسه يشعر انه اقل منهم
وهذا ما اثر علي شخصيته
اخي اطلت عليك ولكني اعلم انك ستقرأ كل حرف
ولو ان معلوماتي ضئيله لكنت تطرقت لمواضيع اخري
تحياتي