أحداث من نضالات الجزائر ( الأمير عبد القادر الجزائري )

السلام عليكم

يشهد التاريخ العربي الإسلامي أن الشيخ عبد القادر كان أول أمير بويع في غمار الحرب من 21/نونبر/ 1832، حرب المستعمر الفرنسي الغاشم. ففي سنة 1830م وفي الرابع من يونيو كان الإستعمار يجثم على صدر الجزائر الحبيبة.

ولنختصر السرد ونقف عند محطات بعينها لنصل سريعا للمحطة الأخيرة. فقد عقد الأمير مع العدو اتفاقية هدنة ومعاهدة مع (دي ميشيل) في 26/ فبراير/ 1834 وفيها اعترفت فرنسا بإمارته، قبل أن ينتهكوها ليعودوا مرة أخرى مضطرين لعقد معاهدة ثانية في مايو من سنة 1837م وفيها أصبح الأمير ندا للمستعمر وعندما أحس العدو بقوته المهدِّدة لوجوده عاد حتما للحرب التي وقعت فعلا في 18/ نونير/ 1839.

على أن الفرنسيين كانو قد تعلموا شيئا من أساليب الأمير القتالية وقرروا استخدامها تحت قيادة الجنرال (بيجو bugeauy) حاكم عام الجزائر يومها متخلين عن الأساليب القديمة التي كانت تعتمد التكتل وعدم الإنسحاب مهما بلغت التضحيات. وهي تعتمد الطوابير الخفيفة المتحركة ذات المرونة في الهجوم والإنسحاب عند اللزوم، فبدأت شوكتهم تقوى ومراكزهم تثبت في قلب المجتمعات العربية القبلية.

لم يكلأ الأمير في هذه الأثناء جهدا لولا تعويضهم السريع للخسائر البشرية والمادية ، حينها بدأت مراكز الأمير الثابتة تتهاوى جراء تعرضها للغزو المستمر فاندفع بعض القبائل السائمة للتحالف مع العدو.

وبعد عجزه عن توفير الحماية لأهالي المجاهدين وأموالهم تفتق ذهن الأمير عن (الزْمْلة).

والزملة لفظ عربي أصيل من (زَمِلَ) أي رافق أو اتَّبع كما تطلق على الأولاد، فيقال: ترك فلان وراءة (زملة) أي عيالا، أما السكون فكل الوطن العربي تقريبا يسكِّن الحرف الأول.

والذي يهمنا من الإسم مقصده بالنسبة للأمير فاللفظ عموما يعتبر تعريبا دقيقا لمعسكر ضخم يضم عيال وأسر المجاهدين شيبا وشبابا وقد توسعت الزملة لتصبح مع مرور الوقت عاصمة ضخمة متنقلة يتحرك في ركبها 20.000 مواطن ليبلغ ما يقرب من 60.000 فكانت بحق مدينة متحركة تجمع في ثناياها كل مقومات الحاضرة . على أن الخيانة لم تلبث أن دبت لتلعب دورا خسيسا على يد شيخ عربي من أحط خلق الله دناءة وجبنا. يدعى: الشيخ عمر بن فراح، من بني عياد خان دينه وقومه ووطنه وعرض خدماته على العدو فأرشدهم إلى معسكر الزملة الذي لم يستطع العدو الفرنسي رصده فأحرى الوصول إليه فكانت الحملة بقيادة دومالd'aumale وهو ابن الملك لويس فيليب الذي واتته الفرصة في فجر يوم مشؤوم وهو 16/5/1843 تغلب فيها الدوق مع قلة من جنوده 600 متنكرين بزي جنود الصبائحية ذوو البرانس الحمراء وهو لباس الجنود الغير النظاميين في المعسكر فكان ما كان.

وللأمانة نترك الأمير عبد القادر يروي لنا الواقعة كما وصلت إليه وحكاها... فيقول، واصفا النكبة وصفا دقيقا ومؤثرا:

(( عندما هاجم الدوق دومال الزملة كان أهلها لا يقلون عن 60.000 نسمة، ولكنه لم يأخذ سوى عشرهم، لقد كانت الزملة تمتد من طاقين إلى جبل عمور، فإذا صادف أن فقد عربي أسرته فيها، فإنه يظل يبحث عنها يومين قبل أن يجدها ! وحيثما حلت الزملة تجف مياه اللآبار والجداول. وقد أقمت قوة من الشرطة خصيصا لمنع تلويث المياه من قطعان الماشية أو الإسراف فيها ورغم هذه الإحتياطات فإن كثيرا من أفرادها هلكوا من العطش..

لقد كانت الزملة تحتوي عمال فنيين في الدروع والسروج والخياطة، وكل صنعة كانت ضرورية لإقامتها وتنظيمها. وكانت تقام سوق عظيمة يؤمها سكان التل أما الحبوب والقمح والشعير فقد كانت تجلب إلينا أو نرسل في جلبها من قبائل الشمال.

وكان نظام المعسكر محترما من الجميع ومنظما تنظيما دقيقا. لقد كان معي ثلاثمائة أو أربعمائة جندي نظامي إلى جانب الفرسان غير النظاميين من بني هاشم الغريسيين الذين كانوا مخلصين لي إخلاصا خاصا، ولم يكن من السهل الوصول إلي ولم أفعل ذلك حفاظا على سلامتي الشخصية لكن شعرت بضرورة إنجاز عمل الله، وقد وضعت ثقتي فيه لتقوية وحماية الذراع الذي يحمل لواءه.

وفي الوقت الذي فاجأ فيه الفرنسيون الزملة كنت قرب (تاقدامت) أراقب الحامية الفرنسية بوهران التي كانت قريبة مني، والتي كنت أعتقد أن علي أن لا أخشاها بالدرجة الأولى. وكان معي 1500 أو 1600 فارس، وكان بن الخروبي مع فْليتة، وبن علال في الونشريس، ومصطفى بن التهامي بين بني ورغة ولم يكن لي أن أخشى أبدا تلك النكبة التي حدثت من ناحية المدية، ولم يكن أحدا من خلفائي يراقب تحركات الدوق دومال. ورغم ذلك فقد كان في الإمكان تفادي المفاجأة التي وقعت لو أن الله لم يطمس عيون شعبنا.

فقد اعتقد أهل الزملة عندما رأوا جنود الصبائحية مقبلين ببرانسهم الحمراء، ظنوا أنهم جنودي غير النظاميين عائدين، بل إن النساء استقبلنهم بالزغاريد ترحيبا واحتفاء بهم ولم يشعرن بالأمر إلا بعد إطلاق النار، ثم تلا ذلك حالة فوضى شلت جهود الذين حاولوا الدفاع عن أنفسهم.

ولم كنت حاضرا لكان علي أن أحارب من أجل نسائنا وأطفالنا، ولعاش الفرنسيون يوما لن ينسوه، ولكن الله أراد غير ذلك، ولم أسمع بالنكبة إلا بعد ثلاثة أيام من حدوثها ولكن الفرصة كانت قد ضاعت..(إنتهى)

على أن الأمير أعاد العزم بعد تخفف إلى حد ما من مسؤلية الزملة فاستمد نورا من الأمل والمسؤولية ظل يضيء به طريق نضاله الصعب أربع سنوات أخرى جفلت بحلاوة الإنتصار كما شهدت مرارة الهزائم حتى اضطر في النهاية بعد أن تكالب علبه الجميع إلى إلقاء السلاح.

الموضوع جد مختصر من كتاب (حياة الأمير عبد القادر) لمؤلفه: شارل هنري تشرشل ترجمة المؤرخ الجزائري: الدكتور أبو القاسم سعد الله ومنه نقلت كلمات الشيخ الأمير.

مع كامل احترامي وتقديري لهذا الأمير البطل رحمة الله عليه.

أخوكم عبد العزيز

صورة للأميرعبد القادر على صهوة جواده الأشقر إستعدادا للحرب





صورة لنابليون الثالث يزور الامير عبد القادر




صورة للأميرعبد القادر في بور سعيد بمناسبة تدشين قناة السويس

علي يمينه الخديوي اسماعيل





شجرة الدراره التي تمت مبايعة عبد القادر الجزائري تحتها





مراسم سورية لنقل رفات الامير عبد القادرالجزائري





يواجه حفيد الأمير عبدالقادر الجزائري الإعدام في أحد سجون نظام بشار الأسد،

حيث يوجد قيد الاعتقال منذ شهر يونيو، واستنجدت عائلته في سوريا بالرئيس عبدالعزيز بوتفليقة

للتدخل لدى الأسد كي يفرج عنه. واعتقل الأمن السوري حفيد الأمير عبدالقادر، مطلع شهر يونيو الماضي

أمام منزله بمشروع در بدمشق، وتمت مصادرة سيارته، واقتيد إلى مكان مجهول.







تحياتي

السلام عليكم

أشكرك أخي على المؤازرة والمشاركة المعززة بالصور كما هي الفائدة التي أتاحت لي التعرف على الحفيد السجين : محمد خلدون الحسني طبيب أسنان جراح وفقيه مفوه وقارئ جامع للقراءات العشر كما أن له اهتمامات أخرى في الأنساب خصوصا ما يعود منها لآل بيت رسول الله

بكل ممنونية أحييك أخي على التواجد والتفاعل

لك تحياتي

عبد العزيز

الأمير عبد القادر رمز الشجاعة والرجولة
هكذا هي صورته عند الجزائريين في كل أرجاء البلاد
و تمثاله لازال يزوره الناس من كل أقطار الوطن فمدينة معسكر معروفة بتاريخها العريق الذي ورثه لها ابناؤها
شكرا على الموضوع كفيت اخي الكريم


تمثال الامير عبد القادر بالعاصمة


تمثال الامير عبد القادر بمدينة معسكر



متحف الأمير عبد القادر بمعسكر