كان علي يحب زوجته وطفله الوحيد حسان كثيرا
لكنه كان يزعجهما دون ان يشعر
ويؤذيهما دون ان يقصد
فقد كان مدمنا على التدخين والاسوأ من هذا انه تعود ان يشعل لفافة تبغ عندما يستلقي على فراشه للنوم
وذات ليلة وعندما استلقى على فراشه وأخرج لفافة التبغ واشعلها
وما كاد دخانها ينتشر بالغرفة حتى بدأ حسان يتظاهر بالسعال
نهض علي وسأله
بني ؟؟ مابك؟؟
اجاب حسان انك تضايقني برائحة التبغ ودخانه
انه يخنقني
كان علي يدرك تماما ان ولده انما يمثل وانه ينفذ ما لقنته والدته
لكن ذلك راق له واعجب باسلوب زوجته التي لم تشأ ان تحسسه ان ثمة ما لا يعجبها في عاداته
فهي تحترمه كثيرا
وتحبه ايضا
فخرج علي ليكمل لفافة التبغ في شرفة الدار
بعد ان وعد طفله ان لا يدخن في الغرفة ثانية
*******
لم يتوقف الامر عند هذا
فبعد ان غير علي عادته الاولى تماما بل تخلى عن لفافة التبغ الاخيرة كل ليلة
وعندما دنا ذات ليلة من ابنه ليقبله قبيل النوم كعادته
ادار حسان وجهه عن وجه ابيه مظهرا عدم الرضا في تقاسيم وجهه
سأله علي باستغراب!!!!
مالك بني؟؟
هل انت غاضب مني؟؟؟
هل طلبت شيئا ولم احضره لك؟؟ هل ازعجتك بشيء؟؟؟
فاجاب حسان
لا يابي
فانا احبك ومسرور منك وفخور بك
انما هناك ما يزعجني
وما ذاك بني؟؟؟؟ اجاب علي
استدرك حسان قائلا انما يزعجني وتضايقني رائحة التبغ التي غلبت على رائحة انفاسك الطيبة الزكية
فكر علي بصمت برهة وقد لقد صعقه كلام طفله الذي لم يتم الرابعة بعد
كان علي يدرك ان رائحة كريهة تغلب على انفاسه وانها تزعج زوجته وطفله لكنها لا تريد جرح مشاعره وكبرياءه
حتى اصدقاءه من غير المدخنين كانو لا يطيقون تلك الرائحة
ورغم محاولته اخفاؤها بالمواضبة على تنظيف فمه واسنانه بالفرشاة والمعجون
وباستخدام السواك والعلكة المعطرة بالنعنع
لكن هذا لم يجدي نفعا
كونها تنطلق من داخل الرئة وليس من الفم ومبعثها تلك الرواب المتراكمة من مركبات التبغ وسمومه
وبعد ان افق علي من ذهوله
وفكر مليا
قال
حسنا بني
سوف اقلع عن التدخين
ولن ازعجك برائحته ثانية
فقطع على نفسه عهدا ان لا يدخن بعد اليوم