دقائق رومانسية

اسندت ظهري الى صخرة ورحت اراقبها
بينما كانت تقفز من صخرة الى اخرى
ويعبث النسيم بثوبها الاحمر الرقيق
فبدت مثل فراشة جميلة تتنقل بين الورود مرفرفة بجناحيها
ثم تنزل لتعدو على الشاطيء الرملي
فتترك اثار قدميها الحافيتين على الرمال الرطبة
تقفز تارة وتركض اخرى
فيطير شعرهافي الهواء كلهب نار مرة
ومرة ينسدل على ظهرها كشلال ماء سكبت عليه شمس الغروب لون اشعتها الذهبية
وتلفح النسمة وجنتيها
فتميل بشرتها البيضاء الى الحمرة قليلا
لتعطي خدها لون تفاحة ريانة اينعت في ظل وريقاتها
فلم تلمح شمس صيفها ابدا
وتخطف النسمة من عينيها الصافيتين دمعة
كلؤلؤة نادرة صقلتها يد فنان مبدع
وينهدل جيبها عن نحرها الناصع فخلتها قد خلقت من ثلج
وليس من طين كسائر البشر
وفجأة تستدير باتجاه البحر المترقرق الامواج
وتجري بدلال وتقترب اكثر فتغازل بقايا الموجات المتلاشية قدميها
فساقيها
تركض فتتطاير قطرات الماء حولها متناثرة مع نقل خطواتها
تتعثر بموجة كبيرة شيئا ما
فيسقط جسدها الرشيق ليحظى البحر باحتضانه
وبسرعة البرق يلفها بردائه المائي الماء
وكانه يسابقني ليضمها

ركضت نحوها مستكشفا
خشية ان يكون قد الم بها مكروه
فما اوشكت ان نهضت
قبل ان اصل لنجدتها قامت
لتحرمني فرصة ان المسها
تلفتت مستطلعة ما اذا كنت قد لاحظت وقوعها

ثم حركت رأسها كرقصة الثعبان
حركة دائرية سريعة حول رقبتها
فرشقت مروحة شعرها اللآلئ المائية المتطايرة من حولها
وهدأت فاشتقرت خصلات شعرها على كتفيها وصدرها
وتدلى بعضها وقطرات الماء تتساقط منها على وجهها المستدير
كالبدر ليلة التمام
بينما التصق ثوبها الرقيق المبتل بجسمها
فرسم بدقة كل تفاصيله
فبرز رمان صدرها العامر وضمور بطنها
ودقة خصرها
فبدا جسدها الرقيق
جميلا كجسم نحلة
عندما وصلت اليها كانت قد نقضت ثوبها بحركة ذكية
لتلغي ارتسام تفاصيل جسدها
وكفت باصابع بدت كانامل طفلة مدللة خصلات الشعر المتدلية على وجهها
نظرت اليها بصمت متفحصا
فاسدلت اهداب عينيها حياءا
ركزت نظري الى عينيها
وما ان رفعت ناظرها حتى ابحرت في ليل عيونها الحالك
ارتسمة ابتسامة خجولة على شفتيها فبادلتها الابتسامة
ورحت احدث عينيها
حتى رأيتهما يشعان بريقا وحيوية
شعرت برغبة ملحة لاطوق بيداي خصرها واضمها
والثم الرحيق من شفتيها
ولم لا اشعر بذلك؟
الست رجلا؟
ولي غريزة!!!
الست بشرا؟؟
وبي احساس ومشاعر!!!
كيف لاتهزني امرأة بهذه الروعة؟
وانا لست بملاك!!!
لقد احدثت ثورة بداخلي قلبت كل موازيني
خلقت بداخلي ناسك زاهد ومارد يتحداه
ورغما عني
بل ودونما اشعر
امتدت يداي نحوها كأنهما تتسولان الوصال
فناولتني ياها وحضنت كفاي راحتيها الناعمتين
وضمت اصابعي اناملها الرقيقة
وبرفق سحبت الي يداها
وجمعتهما الى شفتاي
ورسمت قبلة على ظهري سبابتيها
ثم نظرت الى عينيها مجددا
واذا بهما يحدثاني
ضممت يداها الى صدري فشعرت وكانها تتحسس دقات قلبي
فالقت بنفسها الي
واسندت رأسها على صدري
ويداها على كتفاي
احسست بدفء يغمرني يتحدى ثلوج العالم باسره
التفت ذراعاي حول خصرها
وتسللت اصابعي بين خصلات شعرها تغازل فروة رأسها
ثم دسست انفي خلف اذنها
لاجد كرائحة الحناء في شعرها
ادارت وجهها وعلى صدري قبلتني
قبلة نفذت الى قلبي
فاحسست حرارتها بداخلي
شعرت بدفء انفاسها ينساب بين قميصي وجسدي
احسست وكأنني اسمع دقات قلبها خلجات نفسها
طوقت جسدها بذراعاي وضممتها الي بمزيج من الود والقوة
دون العنف
فلم تنكر علي ذلك او تبدي استياءا
بل شعرت برغبتها

ولم لا؟
فلنتحد
جسا واحدا
روحا واحدة
ليذوب كلانا ....ننصهر معا
علنا نطفيء ما بداخلنا من رغبة
وبينما نحن كذلك
ومن خلال ذلك الصمت المسيطر
ينساب صوتا عذبا الى مسمعي

الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
............
......
.............
ففتحت عيناي على صوت آذان الفجر
وشفتاي تتلذذان ببقايا طعم القبلات العالق بفمي

بينما راحت يدي تتحسس فراشي البارد
بحثا عن زائرتي
*************
***********
********
*****
***
**
*