وخرج الجمهور قبل نهاية المسرحية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المشهد الأول: القائد بين أزلامه .
ـ إن العالم الشعبي أجمع مع حماس غزة والمقاومة عموما لذا علينا بالظهور قبل الفطور ولو بحضور.
ـ نعم سيدي، قال رئيس الجوقة.
ـ يجب أن لا نبقى وراء الكواليس، صاح القائد وبنبرة خبيثة.
ـ أمرك سيدي. صاح الأزلام وبنبرة موحدة كالفرقة النحاسية.
تثاءب أحدهم فظن القائد أنه أراد الكلام فأشار إليه ناهرا بالصمت، فابتلع الخدوم ريقه بسرعة وقد ذاب رعبا.
عندها أكمل القائد: إذا سنحضر القمة.
هللوا جميعا: سمعا وطاعة سيدي .
وما هي سوى برهة وجيزة حتى انطلقت الصحف والجرائد ونبحت الأبواق واستدارت الموائد وفي حينها تفتقت العبقريات في تحليل مسهب لخطاب القائد المؤوَّل التاريخي ( سنحضر القمة ) وانطلقت الأهاجيج في مدحها المتواصل .
بعد ثلاث ساعات من الزمن رن الهاتف. سررررررررررررررررر.
رفع القائد السماعة الحمراء: ألو من معي.
ـ البيت الأبيض ومعك على الخط الناطق الرسمي.
لا يهم من المتكلم قد يكون صوت امرأة أو رجل لا فرق، قد يكون المتكلم رئيسا أو وزيرا ، نائبا أو حتى فراشا المهم أنه من البيت ... ثم أردف الصوت وبعجالة مبهمة فُهم منها فقط: عليك بإلغاء الحضور يا...

المشهد الثاني:
حدث هرج ومرج داخل القاعة وبدا أن الجمهور قد ترك كراسيه وخرج إلى الشارع في مظاهرة عارمة وقبل أن تتم المسرحية هي كل ما تبقى له من حقوق للتعبير في ظل الديموقراطية العجفاء: بالروح بالدم نفديك يا فلسطين...
نعم لقد فهم الجمهور أن القائد لم يكن سوى نادلا في البيت الأبيض.


وتقبلوا تحيات أخيكم عبد العزيز دمتم في رعاية الله.