مازال الرئيس السابق محمد حسني مبارك يخضع للعلاج لليوم الخامس علي التوالي بالجناح رقم305 بالطابق الثالث بمستشفي شرم الشيخ الدولي.
ترافقه زوجته سوزان ثابت من أول يوم دخل فيه المستشفي, في الوقت الذي فرضت فيه أجهزة الأمن حراسة أمنية مشددة علي جميع مداخل ومخارج المستشفي لمنع دخول الصحفيين ومراسلي القنوات الفضائية وفي مغامرة صحفية لـالأهرام تمكن مندوبا الأهرام من اختراق جميع الحواجز الأمنية المفروضة علي المستشفي, واستطاعا الدخول إلي الطوارئ بعد قطع تذكرتين تحملان رقمي823867 و823868 بقيمة20 جنيها للتذكرتين, وبعد الكشف الطبي تحدثا إلي شهود العيان, ومنهم أحد الموظفين بالمستشفي الذي قال: إن مبارك قيد في سجل الدخول بالطوارئ بعد وصوله في نحو الساعة الرابعة والنصف يوم الثلاثاء الماضي, وكان يرافقه نجلاه جمال وعلاء ووالدتهما سوزان ثابت, وقيد برقم880 باسم محمد حسني مبارك(84 سنة), محل الإقامة المنوفية, وتم تسكينه بالجناح رقم 305 بالطابق الثالث بقسم العلاج الاقتصادي بأجر يومي 500 جنيه للإقامة فقط, فضلا عن زيارات الأطباء اليومية, وصرف العلاج والخدمات التي تقدم له.
وأضاف الموظف ـ الذي رفض ذكر اسمه ـ أنه شاهد الرئيس السابق لأول مرة علي مسافة تبعد نحو عشرة أمتار غير مصدق ما حدث له.
وخلال وجودنا بحجرة الكشف تمكنا من معرفة أن مبارك لم يزره أحد سوي زوجتي ولديه خديجة وهايدي اللتين كانتا تترددان عليه كل يوم للاطمئنان علي صحته ثم تنصرفان في آخر الليل, حيث كانت ترافقه زوجته سوزان ثابت من أول يوم دخل فيه المستشفي.
وقد علم مندوبا الأهرام أنه تم استكمال التحقيقات مع مبارك ونجليه في يوم واحد داخل المستشفي بعد أن تعرض لهبوط حاد وانخفاض في ضغط الدم, كما ذكر أحد الأطباء أن هناك طبيبا يرافق مبارك منذ دخوله المستشفي, وهو الذي يتابع حالته, فضلا عن الإشراف الطبي بالمستشفي, وقد ذكر أحد الأطباء أن الرئيس السابق لم يكن يعلم بحبس نجليه إلا في اليوم الثالث لوجوده بالمستشفي ولم يكن يعلم أيضا بصدور حبسه خوفا علي حياته, لكنه كان متماسكا للغاية, وعندما سأل عن نجليه ذكروا له أنهما بالقاهرة لاستكمال التحقيقات.
كما أضاف طبيب ـ رفض ذكر اسمه ـ أن مبارك حالته مستقرة, ومن المقرر أن يتم نقله خلال الساعات القليلة المقبلة.
كما أنه يتم التعامل معه كأي مواطن عادي ويقوم الأطباء بالمرور اليومي عليه مثل أي مريض آخر, وحول عدد المرضي الموجودين بالمستشفي قال: إنهم 32 مريضا من بينهم الرئيس السابق.
أصعب اللحظات
قال أحد العاملين بالأمن: إن عملية التحقيقات التي أجريت مع مبارك وأولاده كانت سرية للغاية, ولم يتقابل مبارك مع أي صحفيين أو مراسلي القنوات الفضائية حتي الآن, مشيرا إلي أنه فور علمه بقرار حبسه ونجليه تأثرت حالته النفسية بشكل كبير, وأصابته حالة من الاكتئاب, وذلك علي حد قول المترددين علي السويت الذي يقيم فيه.
كما قال أحد موظفي المستشفي: إن ما حدث لمبارك وأسرته والوزراء ورجال الأعمال لا يصدقه أحد, وإن كبار رجال الدولة يشعرون بأنهم في كابوس يريدون أن يستيقظوا منه, لكنها حقيقة وليست حلما. وأضاف أن الشعب ـ وأنا واحد منهم ـ يريد الانتهاء من هذا الكابوس ويدخل جميع الظالمين السجن, مشيرا إلي أنه ليس حزينا علي مبارك وأسرته وما حدث لهم.
وقال أحد أفراد الأمن المكلفين بحراسة المستشفي: إنه خلال وجوده بشرم الشيخ كان بعض البدو يقومون بتأمين مبارك خلال وجوده حيث وقعت بعض المشادات الكلامية بين المواطنين الذين تجمعوا أمس الأول أمام مقر المستشفي حيث اختلفت الآراء بين مؤيدين ومعارضين لوجود الرئيس المخلوع, فالبعض منهم يري أن وجوده بمدينة شرم الشيخ لا يمثل مشكلة بالنسبة للسياحة, مشيرين إلي أنه يعتبر بمثابة رمز من رموز الدولة, فضلا عن بلوغه 84 عاما فيجب أن نحترمه ونقدره, بينما رأي عشرات المواطنين أن وجود مبارك يمثل مشكلة كبيرة ويؤثر سلبا علي السياحة في شرم الشيخ, خاصة أن السياحة بدأت تنتعش في الفترة الأخيرة بعد صدور قرار النائب العام بالتحقيق مع مبارك وعائلته, فيرون أنه ينبغي عليه أن يرحل حتي تعاود السياحة نشاطها من جديد, ووسط هذه الآراء المتباينة كان لبدو شرم الشيخ موقف آخر في أن من يريد التظاهر فعليه الذهاب إلي بلده أو ميدان التحرير, مشيرين إلي أن شرم الشيخ ليست مكانا للتظاهر, وإنما هي بلد السياحة الأولي في مصر, فينبغي علينا ألا نضيع هذه الميزة والسعي إلي تحقيق الاستقرار في المدينة.
وعقب خروجنا من المستشفي قمنا باستقلال تاكسي للتمويه حتي لا يكتشف أمرنا بسيارة الأهرام, والتقينا أحد السائقين الذي قال: هو مبارك مشي ولا لسه, فأجبنا بالنفي, وأننا لا نعلم موعد رحيله إلي القاهرة, لكن السائق العجوز قال: خلاص الدنيا اتغيرت والشباب غير اللي إحنا مقدرناش نغيره, وبرغم أخطاء مبارك الكثيرة كانت له بعض الحسنات ومنها تنحيه عن الحكم حتي لا يحدث ما يجري في ليبيا الآن برغم أنه تأخر بالفعل في عملية التنحي, مما تسبب في مقتل الشباب بميدان التحرير.
وقال السائق العجوز: إنه كان يقوم بتوصيل ابنة شقيقته للمستشفي في الحجرة بالطابق الثاني, ووجد رجال الأمن يقفون بالطوابق العليا لحراسة مبارك. وفي تصريحات خاصة لمندوب الأهرام أكد اللواء محمد الخطيب مدير أمن جنوب سيناء ان عملية نقل الرئيس السابق مرهونة بقرار النائب العام, حيث لم يصل القرار حتي الآن إلي مديرية الأمن, وان مبارك مازال محبوسا بالمستشفي, وذلك لظروفه الصحية, وأن تلك الإجراءات الأمنية إجراءات تأمين وتحفظ علي شخص محبوس حبسا احتياطيا, ومن الناحية الأمنية فإن الوجود الأمني في جنوب سيناء وشرم الشيخ في تصاعد وتفعيل مستمر, ونحمد الله أنه لا توجد حالة انسحاب أمني واحدة خلال الفترة السابقة, ولم يحدث تعد علي رجال الشرطة والمنشآت الشرطية والحيوية في سيناء, وأن أهل سيناء قاموا بدور فعال منذ بداية الأحداث تمثل في التعاون مع رجال الشرطة في تأمين المدقات الجبلية والأكمنة الحدودية للمحافظة, وردا علي استفسار عن موعد نقل مبارك إلي القاهرة قال: بالنسبة لعملية نقل الرئيس نحن جهة تنفيذية ننفذ قانون وقرارات النيابة, وحال وصول قرار النائب العام بنقل الرئيس السابق إلي جهة تحددها النيابة سنتولي تنفيذ ذلك في إطار الإجراءات الأمنية المفروضة.
وفي تصريحات خاصة لمندوب الأهرام أكد الدكتور محمد فتح الله مدير مستشفي شرم الشيخ أن حالة الرئيس السابق الصحية وفقا لآخر التقارير مستقرة, ويتناول العلاج بانتظام, مؤكدا أن التقارير ترفع يوميا للدكتور السباعي محمد السباعي كبير الأطباء الشرعيين, وهو المسئول عن حالته. وأضاف أن إدارة المستشفي تقوم بمعاملة مبارك كغيره من المرضي, وأن تعليمات الدكتور أشرف حاتم وزير الصحة هي تقديم الخدمات الطبية الصحية الشاملة لجميع المرضي, لا فرق بين غني وفقير, أو وزير وخفير, وأن الوزارة توفر لجميع أبناء مصر كل ما يحتاجونه.
كما أضاف مدير المستشفي قائلا: إن العلاج الاقتصادي وغيره حق لكل مواطن, وهناك علاج تأمين صحي لموظفي الدولة وفقا لما يتم تطبيقه من قوانين.