نظرت الى عينيها رايت حزنا وهما يتدفق منهما وكانه نهرا لا يتوقف عن الجريان.اخذت اتمعن عينيها لعلني اجد تفسيرا لذلك الحزن الذي اراه.كانت تجلس متعبة منهكة الجسد على كرسيا لا يبعد عني الكثير,وكانت تفكر وتفكر.وعندما لاحظت تطلعاتي الغريبه لها ابتسمت للحظه ولكنها سرعان ما عادت الى تفكيرها العميق حيث لا ادري.لوهلة اردت الاقتراب منها محاولا مواساتها,ولكن باي حق ساتدخل بشئ لا يعنيني,فرجعت الى نفسي محاولا تجاهل وجودها,ولكن في الحقيقه لم استطع ذلك فقد كنت اشعر بمدى المها وحزنها,وكيف لا وهي ما زالت شابه صغيره في ريعان شبابها.مسكينه,ما الذي يؤلمها الى هذه الدرجه؟احقا تستحق الحياة منا كل هذه التعاسه والحزن؟وبينما كنت غارقا في تفكيري رن هاتفي المحمول,في هذه الاثناء استرقت النظر اليها واذا بها تخرج هاتفها من حقيبتها وكانني ذكرتها به,اخرجته لترى الساعة,صراحة اردت لو انها تسالي ما الساعة الان حتى يفتح لي المجال بالتحدث معها,ولكن هذا لم يحدث.
لحظه,هل هذه دمعه؟لا اعتقد ذلك,انحنيت قليلا باتجاهها لاتاكد من ذلك,نعم انها تبكي وتذرفع الدموع بغزاره وكان هاتفها ذكرها بشئ حزين.لم احتمل رؤيتها وهي تبكي فقررت الاقتراب منها لارى ما بها,ماذا سيحدث لو حاولت التحدث معها؟؟هل ستقول لي هذا ليس من شانك؟؟فليكن اذا…على الاقل ساشعر بانني فعلت شيئا,فاستجمعت شجاعتي من عيون من حولي واقتربت منها,سالتها بصوت متردد:هل استطيع مساعدتك؟نظرت الي باستغراب محاولة اخفاء دمعتها وقالت:لا شكرا,عرفت حينها بانني يجب ان اقول لها شيئا لا يهم ما هو,فوضعت عقلي جانبا وطلبت من قلبي بالتدخل السريع وسالتها:هل تسمحين لي بكلمه؟ردت قائله:طبعا,تفضل:
لا اعلم ان كان ما ساقوله صحيح ام خطا ولكني ساقوله على اي حال,لا اعرف لماذا انت حزينه الى هذا الحد,وهل الشخص او مهما كان سبب حزنك يستحق كل هذا الحزن والالم وحتى انك تذرفين الدمع؟؟فاكملت قائلا:لا اعتقد انه يستحق ذلك,فالحياة لا تنتهي بانتهاء الاشياء,وتاكدي انه عندما تذرفين الدمع لا احد يشعر بمدى حزنك والمك,فردت مبتسمه:ولكنك فعلت,واهتممت بي فكيف تقول هذا الكلام؟…ضحكت ولم اعرف كيف سارد عليها فسالتها:اين انت الان؟؟نظرت الي باستغراب واجابت:في الحافله,شعرت بانها ليست متاكده من ذلك..فسالتها مرة اخرى:وهل الحافله تسير ام واقفه؟؟فاجابت:انها تسير ولكنها تقف عند كل محطه,ضحكت وسالت لماذا تسال؟..قلت لها:هذه الحافله تمثل الحياه,فالحياة لا تنتظر احدا تماما كهذه الحافله ولا تحب من يبكي على الاطلال,والمحطات التي تقف عندها هذه الحافله كل مره ما هي الا محطات من حياتنا ورغم هذا لا يجب ان نقف عندها طويلا بل يجب ان نعبرها ونكمل طريقنا,وبغض النظر اذ ما كانت هذه المحطات سيئه ام رائعه…فاذا كانت سيئه نتنساها ونتجاهلها اما اذا كانت رائعه فيجب علينا وضعها في صندوق بزاوية من زوايا قلبنا حتى تكون قوت لنا في وقت الياس والالم…
فلم الحظ الا وان الحافله قد وصلت الى المحطه فهممت بالنزول ولكنها سالتني من اكون فاخبرتها باسمي وودعتها,فشكرتني على الكلام الجميل على حد تعبيرها..وعندما ارتجلت من الحافله,ضربة يدي براسي متعجبا:ما كان ذلك؟؟وهل كان حقيقيا؟؟ضحكت كثيرا على نفسي واكملت طريقي…….
منقول
الإثنين 17 يونيو 2024, 11:55 am من طرف 
