وسط أجواء ملبدة شهدت اشتعال الحرب الكلامية بين الاقتصادات الكبرى والناشئة حول العالم سواء فيما يتعلق بالتجارة أو أسعار العملات ـ افتتح الرئيس الكورى الجنوبى لى ميونج باك أمس القمة الخامسة لمجموعة العشرين فى سول.والتي تتناول التحديات الراهنة لتعافي الاقتصاد العالمي من الأزمة المالية العالمية وتفتح الطرق أمام نمو مستديم ومتوازن في المستقبل. وذلك في إطار المحاولات المبذولة لتقريب وجهات النظر بين الدول المشاركة خاصة بعد فشل وزراء خارجية دول المجموعة في التوصل إلي اتفاق حول القضايا الاقتصادية الشائكة التي سيطرت علي اجتماعاتهم.
فقد اشتعلت المواجهة- قبل ساعات من انعقاد القمة- بين الولايات المتحدة من جهة وعملاق التصدير الصين وألمانيا من الجهة الأخري, حول خطة لإعادة التوازن التجاري بين الدول التي تعاني العجز والفائض الإنتاجي.
يأتي ذلك في الوقت الذي توقع فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن تحدد القمة آليات لتحقيق نمو اقتصادي عالمي واسع النطاق ومتوازن. وقال أوباما, متجاهلا الانتقادات المتعلقة بالسياسة النقدية الميسرة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي( البنك المركزي الأمريكي), إن بقية دول مجموعة العشرين تدرك أن النمو الأمريكي مهم للاقتصاد العالمي.
وأوضح- خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك- أتوقع أن البيان الختامي للقمة سيبدأ في وضع آليات تساعدنا علي السعي وراء تحقيق نمو متوازن ومستديم وتشجيعه.
وفي إشارة للاقتصاد الأمريكي, أكد أوباماالشيء الأهم علي الإطلاق الذي يمكن أن نفعله لمعالجة الديون والعجز هو أن ننمو. ودعا إلي استمرار المباحثات مع كوريا الجنوبية حول اتفاقية التجارة الحرة, مؤكدا أن ذلك سيكون مفيدا للدولتين.
وفي الوقت ذاته, أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ضرورة بذل الزعماء المشاركين في اجتماعات قمة العشرين المزيد من الجهد للتوصل إلي اتفاقات بناءة حول انعدام التوازن الاقتصادي العالمي.
مشددا علي ضرورة تحطيم ما وصفه بحائط المال في الشرق وحائط الديون في الغرب ووضع حد لتيار الحمائية التجارية.
كما أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ضرورة التعاون الأمريكي- الألماني لضمان النمو الاقتصادي العالمي, مشيرة إلي أن أي تعاف يشهده العالم سيعود بالنفع علي البلدين, وهو ما تزامن مع دعوة الرئيس الكوري لبرلين للتضامن مع بلاده بهدف إنجاح القمة الاقتصادية المنعقدة حاليا في سول.
في حين أكد الرئيس الكوري الجنوبي حرص نظيره الروسي ديميتري ميدفيديف علي نجاح القمة, وقال إن الرئيس ميدفيديف سيترأس إحدي جلسات قمة الأعمال لمجموعة العشرين. بينما أعربت روسيا عن قلقها إزاء عدم استقرار أو توازن الاقتصاد العالمي, ولأن بعض الدول تخفض عملاتها لتحفيز النمو.