قبل ساعات من انطلاق مناقشات مجلس الشيوخ الفرنسي علي قانون التقاعد, اتخذت المواجهات بين المتظاهرين والشرطة شكلا أكثر عنفا حيث أمرت الحكومة الفرنسية بفك حصار المحتجين عن مستودعات الوقود الرئيسية بالقوة.
في الوقت الذي واصل فيه العمال والشباب أعمال العنف في ضواحي باريس وأغلقت المطارات الفرنسية وأعطي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للشرطة الضوء الأخضر لفك الحصار عن جميع مستودعات الوقود التي حاصرها المتظاهرون الغاضبون بالقوة, مهددا بملاحقة معطلي مصافي البترول. وقال ساركوزي في بيان صادر عن قصر الاليزيه إنه أعطي تعليمات مشددة لاستعادة النظام وإعادة الأوضاع إلي طبيعتها بأسرع وقت ممكن, مؤكدا أن الدولة ماضية في قانون الإصلاح. وشدد ساركوزي علي أن العديد من الفرنسيين أصيبت حياتهم اليومية بالفوضي بسبب أزمة إمدادات الوقود, موضحا أنه إذا لم يتم إيقاف هذه الفوضي- التي تسببت في شلل البلاد- بسرعة فإنها ستؤثر سلبا علي الوظائف من خلال تدمير النشاط الاقتصادي. وأكد الرئيس الفرنسي أنه سيمضي قدما في قانون الاصلاح الخاص بالتقاعد, من منطلق ان واجبه كرئيس للجمهورية هو ضمان الحق للفرنسيين وأطفالهم للاعتماد علي تقاعدهم ومستوي المعاشات التقاعدية. وأنه يريد لهذا الإصلاح أن يتم بصورة عادلة وبما يتناسب مع امكانيات الحكومة واقتراحات الشركاء الاجتماعيين( النقابات).
ومن جانبه,أعلن وزير الداخلية الفرنسي بوريس اورتفوه أن بلاده لن تسمح للاضراب الذي تقوم به الأقلية من الشعب الفرنسي حسب تعبيره- ليلقي بظلاله علي أغلبيتهم بسبب تبعات نقص الوقود للحافلات مما يصيب البلاد بحالة شلل حقيقي. وأشار اورتفوه إلي أن قوات الأمن ستتعامل بقبضة من حديد مع مثيري الشغب والعنف, موضحا أنه منذ بداية الأزمة ودخول الشباب طرفا في النزاع القائم مابين الحكومة والنقابات قامت قوات الأمن بحركة اعتقال واسعة النطاق بين صفوف الضالعين في التخريب, وهم الآن تحت طائلة القانون لينالوا عقابهم علي الاستخدام الخاطئ للحرية وحق الاضراب أو المظاهرات وفي هذا الإطار أوقفت الحكومة1400 شاب منذ بداية أعمال العنف. وأشار في الوقت نفسه إلي أنه تم فك الحصار عن ثلاثة مستودعات رئيسية للوقود هي لاروشيل ودونج ولومان. وأضاف أن فتح هذه المستودعات جعل هناك بالفعل إمكانية لتوزيع ملايين اللترات من الوقود. بينما أعلن فرانسوا فيون رئيس الوزراء الفرنسي أمام الجمعية العامة أن التخويف والحصار والعنف يعدان رفضا للديمقراطية والميثاق الجمهوري. وأضاف أنه ليس لأحد الحق في أن يجعل فرنسا كلها رهينة له, موضحا أن الوضع يحتاج إلي خمسة أيام لتعود الأمور إلي طبيعتها.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الشرطة وشهود عيان أن المتظاهرين أغلقوا المزيد من مستودعات الوقود. وقال الاتحاد العام للنقابات العمالية في فرنسا إن أعضاء الاتحاد في جنوب فرنسا منعوا الوصول إلي مستودع رئيسي للوقود يزود مطارات مدنية وعسكرية بالوقود, من بينها مطار يستخدمه حلف شمال الأطلنطي( الناتو). ويزود المستودع الذي حاصره عشرات المضربين المطارات المدنية في كل من مارسيليا ونيس وليون بالكيروسين وكذلك قواعد أورانج ودي ميليه وسالون دو بروفنس العسكرية.
وأفادت تقارير إعلامية فرنسية بأن المتظاهرين أغلقوا الطرق المؤدية للمطارات في مدن تولوز وبوردو ونانت وكليرموندفيراند, فيما عطل سائقو الشاحنات حركة المرور في أكثر من10 طرق في أنحاء فرنسا.
ونفد الوقود في أكثر من4 آلاف محطة من إجمالي12 الفا و500محطة وقود, نتيجة لإضراب العمال في مصافي البترول, إضافة إلي الحواجز التي أقيمت حول عدد من مستودعات الوقود.
وفي الوقت نفسه, قام شباب ملثمون بنشر الفوضي خاصة في مدينة ناتير حيث قاموا بتحطيم واجهات المحال التجارية واشتبكوا مع قوات مكافحة الشغب. وو صفت قوات الأمن تدخل الشباب كطرف في النزاع بين الحكومة والنقابات وما يقومون به من أعمال عنف بالحرب المدنية.