يبدو أن عدوي الجدل بشأن إقامة المركز الاسلامي ومسجد جراوند زيرو في نيويورك بأمريكا قد انتقلت جنوبا إلي أستراليا
فقد خرجت أصوات مؤخرا في تلك الدولة القارة تعارض إقامة مشروع مركز إسلامي ومسجد ولكن تلك المرة ليس في نيويورك وإنما في منطقة جولد كوست الساحلية بشرق أستراليا وذلك بزعم المخاوف الأمنية من الإسلام فضلا عن بعض المخاوف الاقتصادية المتعلقة بالتأثير علي أسعار العقارات في المنطقة.
ولكن بعض الأستراليين المقيمين بالقرب من مساجد أو تجمعات من المسلمين وكذلك بعض أئمة المساجد في أستراليا حاولوا طمأنة الناس وهؤلاء المعارضين بشأن ذلك القلق علي اعتبار أنه مبالغ فيه وغير مبرر.
وعلي الرغم من ذلك فقد بدأ التحرك بالفعل من المعسكر الرافض للمركز الإسلامي مع قيام مجموعة من سكان ورونجاري في منطقة جولد كوست بتوكيل محامي وشكلوا فريق عمل للتصدي بحزم والوقوف بقوة ضد فكرة إنشاء مركز إسلامي في الكيرا واي الواقعة في جولد جوست.
وليست هذه هي المرة الأولي التي يتعرض فيها المسلمون الذين هم أقلية ولا يشكلون أكثر من1.7% من إجمالي السكان البالغ عددهم22 مليونا و472 ألف نسمة لمضايقات في أستراليا فقد كانت هناك في العام الماضي معارضة واستياء من محاولة إقامة مدرسة إسلامية لبعض أبناء الجالية المسلمة في مدينة كانبرا الواقعة بجنوب شرق البلاد علي بعد10 كيلو مترات من ورونجاري بحسب ما يفيد موقع إيه بي سي للإذاعة الأسترالية.
ويعتقد سكان ورونجاري أن وجود مركز إسلامي في المنطقة سيؤثر سلبا علي أسعار المنازل والعقارات ويؤدي إلي تراجع قيمتها كما يرون أنه أيضا يهدد أمن الحي ويزيد من السلوك غير الاجتماعي نظرا لاعتقادهم برغبة المسلمين في الانعزال والانزواء وعدم الاختلاط والاندماج مع غيرهم من أبناء المجتمع لاختلاف العادات والتقاليد والخلفيات والموروثات الثقافية.
وقد وصل مستوي الإسلاموفوبيا الخوف من الإسلام إلي حد قول بعض السكان الذين انتقلوا مؤخرا للعيش في الحي إنهم سيفكرون في مغادرة المنطقة نهائيا إذا تم الموافقة من السلطات الأسترالية علي التصريح بإقامة هذا المركز الإسلامي.
وعلي الجانب الآخر يقف المسلمون الراغبون في تنفيذ فكرة المركز الإسلامي والمسجد حيث يعيش في المنطقة نحو خمسة آلاف مسلم ويؤكد زعيم الجالية الإسلامية في جولد كوست وإمام مسجد لابرادور عمران حسين إننا في حاجة إلي هذا المركز الإسلامي والمسجد الذي يخدم المسلمين في المنطقة ويوفر لهم مكانا للصلاة والثقافة والأنشطة الدينية.