تشهد العاصمتان الألمانية والإيطالية, اليوم وغدا, مشاورات مكثفة للرئيس حسني مبارك, حيث يلتقي في برلين اليوم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل, في بداية جولته الأوروبية,
وذلك قبل توجهه غدا إلي العاصمة الإيطالية روما, حيث يقوم بافتتاح فرع أكاديمية الفنون بروما, ثم يلتقي كلا من الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو, ورئيس الوزراء سيلفيو بيرلسكوني.
ومن جانبه صرح أحمد أبو الغيط وزير الخارجية أمس, بأن زيارة الرئيس حسني مبارك إلي كل من ألمانيا وإيطاليا اليوم تأتي في سياق جهود متواصلة يقوم بها الرئيس من أجل توفير أكبر دعم ممكن للعملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين, مشيرا إلي أن المرحلة الحالية تتطلب تكاتفا للجهود علي الصعيد الدولي من أجل الحفاظ علي استمرار المسيرة السلمية التي لاتزال في مراحلها الأولي.
وأضاف أبو الغيط أن الرئيس مبارك ينوي إطلاع الجانبين الألماني والإيطالي علي تطورات المحادثات, فضلا عن الرؤية المصرية لتجاوز العقبات التي تعترض المسار السلمي في المرحلة المقبلة وسبل تذليلها, مؤكدا أن مصر تري أن الدور الأوروبي في العملية السلمية محوري ولا غني عنه منذ إطلاق أولي جولات المحادثات في مدريد منذ ما يربو علي19 عاما, مرورا بأوسلو وغيرها من جولات التفاوض, وأشار أبو الغيط إلي أن الدول الأوروبية طالما لعبت دورا إيجابيا ومتوازنا في العملية السلمية, وأن الجانب العربي يثمن المواقف الأوروبية الداعمة للحق الفلسطيني في دولة مستقلة تقام علي حدود الرابع من يونيو1967.
وأوضح أبو الغيط أن ثمة تقاربا في وجهات النظر بين مصر وكل من ألمانيا وإيطاليا بشأن ما يجب فعله لتجاوز عقبة تجميد الاستيطان من أجل المضي قدما في طريق التفاوض, مضيفا أن رؤية الرئيس مبارك تتلخص في أنه لا يمكن, ولا يجب, المخاطرة بهدم المسيرة السلمية في بدايتها من أجل بناء عدد من المساكن هنا أو هناك, وأن علي الطرف الإسرائيلي أن يدرك خطورة المرحلة الحالية التي تتطلب التوصل إلي حسم مسألة وقف الاستيطان, وبما يسمح بالاستمرار في التفاوض, وأن وضع الشروط المسبقة والعقبات لن يكون في مصلحة أحد.
وذكر أبو الغيط أن اللقاء مع المستشارة الألمانية ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي بيرلسكوني سيتناول مجمل الأوضاع في الشرق الأوسط, بما في ذلك الوضع في العراق ولبنان وغيرها من القضايا الإقليمية والدولية, وفضلا عن ذلك فسوف يتناول الرئيس خلال زيارته للبلدين الاستعدادات الجارية لعقد القمة الثانية للاتحاد من أجل المتوسط المقررة في برشلونة يوم21 نوفمبر المقبل, وسوف يتطرق الحديث إلي وجهات النظر تجاه الموضوعات التي ستتم مناقشتها خلال القمة, لاسيما أن مصر تتولي الرئاسة المشتركة للاتحاد.
كما يبحث الرئيس مع كل من المستشارة الألمانية ميركل, ورئيس الوزراء الإيطالي بيرلسكوني سبل تعزيز علاقات مصر الثنائية مع كلا البلدين, التي تشهد تطورا ملحوظا تمثل في عقد القمة الاستراتيجية الثالثة بين مصر وإيطاليا في19 مايو من العام الحالي في روما, وتم خلالها توقيع عدد كبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات, ومن المنتظر خلال الزيارة متابعة تنفيذ ما تضمنته خطة العمل الثنائية الموقعة عام2009, وتغطي الفترة حتي عام2012, وكذلك الاتفاق علي موعد عقد القمة الرابعة في القاهرة العام المقبل, كما أنه من المقرر دراسة الموعد الملائم لإتمام الزيارة المؤجلة التي كان من المقرر قيام المستشارة الألمانية ميركل بها إلي القاهرة في يوليو الماضي.
وتأتي أهمية القمة المصرية ـ الإيطالية في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين إلي مستوي المشاركة الاستراتيجية القائمة بين البلدين لتوطيد التعاون المشترك, حيث تجسد العلاقات بين البلدين نموذجا عمليا لفكرة المتوسطية التي تسعي مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط إلي تعزيزها, وتعتبر زيارة مبارك لإيطاليا هي الزيارة العاشرة للرئيس منذ عام1982, وهو ما يعكس أهمية العلاقات بين البلدين, خاصة أن إيطاليا تعد الشريك الأول لمصر بين دول الاتحاد الأوروبي بحجم تجارة يقترب من6 مليارات يورو, والثاني عالميا بعد الولايات المتحدة, كما أصبحت إيطاليا منذ2007 أكبر سوق في العالم تستهلك المنتجات المصرية.
وتتطرق مشاورات الرئيس في روما إلي سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات الاستثمار, والسياحة, والصناعة, والنقل, وتدريب العمالة المصرية, ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة, واستعراض مراحل إنشاء القمة المصرية ـ الإيطالية التي تجري الآن.
ويرافق السيد الرئيس كل من: السيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية, والسيد أنس الفقي وزير الإعلام, والسيد الوزير عمر سليمان, والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية, وينضم إلي الوفد رفيع المستوي في روما السيد فاروق حسني وزير الثقافة.