دﺧﻞ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻪ ﻋﻤﺮﺑﻦ
ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻈﻠﻤﺎ
ﻭﻓﻴﻪ ﺭﺟﻞ ﻧﺎﺋﻢ ﻓﻠﻄﻤﻪ ﻋﻤﺮ
ﺑﺮﺟﻠﻪ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻼﻡ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻣﺎﻫﺬﺍ ﺃﺃﻧﺖ ﺣﻤﺎﺭ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻻ ﺑﻞ ﺃﻧﺎ ﻋﻤﺮ
ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺮﺍﻓﻖ ﻋﻤﺮ : ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﻟﻚ ﻳﺎﺣﻤﺎﺭ
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻳﺎﺣﻤﺎﺭ ﺑﻞ
ﺳﺄﻟﻨﻲ ﻓﺄﺟﺒﺘﻪ
ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻤﺮ .. ﻣﺎﺃﺭﻭﻋﻪ .. ﻭﻣﺎ
ﺃﺣﻠﻤﻪ .. ﻭﻣﺎ ﺃﺗﻘﺎﻩ
ﺣﺪﺛﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ
ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ- ﺣﻜﻢ
ﺑﻀﻌﺎً ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ ﺷﻬﺮﺍً – ﻧﺸﺮ
ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ، ﻭﻋﺎﺵ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻋﺰ ﻟﻢ ﻳﺮﻭﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ،
ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻮﺟﻲﺀ ﺃﻣﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺸﻜﺎﻭﻱ ﻣﻦ ﻛﻞ
ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ )ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺸﺎﻡ
ﻭﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ(…، ﻭﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻜﺎﻥ
ﻟﺘﺨﺰﻳﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﻳﺴﺄﻟﻮﻥ:
ﻣﺎﺫﺍ ﻧﻔﻌﻞ؟
ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: ﺃﺭﺳﻠﻮﺍ ﻣﻨﺎﺩﻳﺎً ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻓﻲ
ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ:
· ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻣﻼً ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ
ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺑﻴﺖٌ ﻳﺴﻜﻨﻪ ﻓﻠْﻴُﺒْﻦَ ﻟﻪ
ﺑﻴﺖٌ ﻋﻠﻰ
ﺣﺴﺎﺏ ﺑﻴﺖ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.
· ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻣﻼً ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ
ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺮﻛَﺐٌ ﻳﺮﻛﺒﻪ، ﻓﻠْﻴُﺸْﺘَﺮَ ﻟﻪ
ﻣﺮﻛﺐ
ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺑﻴﺖ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.
· ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻳﻦٌ ﻻ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﻀﺎﺀﻩ، ﻓﻘﻀﺎﺅﻩ ﻣﻦ
ﺑﻴﺖ ﻣﺎﻝ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.
· ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺳﻦ
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺰﻭﺝ، ﻓﺰﻭﺍﺟﻪ ﻣﻦ
ﺑﻴﺖ ﻣﺎﻝ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.
ﻓﺘﺰﻭﺝ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻻﻋﺰﺏ ﻭﺍﻧﻘﻀﻰ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﻴﻦ ﻭﺑﻨﻲ ﺑﻴﺖ
ﻟﻤﻦ ﻻ ﺑﻴﺖ ﻟﻪ ﻭﺻﺮﻑ
ﻣﺮﻛﺐ ﻟﻤﻦ ﻻ ﻣﺮﻛﺐ ﻟﻪ.
ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ
ﺑﻌﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻣﺎﻛﻦ ﻟﺘﺨﺰﻳﻦ
ﺍﻻﻣﻮﺍﻝ ﻭ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ، ﻓﻴﺮﺳﻞ
ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﻻﺗﻪ:
“ﻋُﻮﺩﻭﺍ ﺑﺒﻌﺾ ﺧﻴﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺮﺍﺀ
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺣﺘﻰ ﻳﺴْﺘَﻜْﻔُﻮﺍ”،
ﻓﺄُﻋْﻄُﻮﺍ. ﻭﻟﻜﻦ
ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ،
ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ، ﺫﻟﻚ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ
ﻳﺆﺗﻴﻪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ، ﺧﺬﻭﺍ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺤﺒﻮﺏ ﻭﺍﻧﺜﺮﻭﻫﺎ ﻋﻠﻰ
ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻓﺘﺄﻛﻞ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻄﻴﺮ
ﻭﺗﺸﺒﻊ. ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻘﻮﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﺟﺎﻋﺖ
ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ