فهل يعيد الحزن ما فــات

فهل يعيد الحزن ما فــات




فهل يعيد الحزن ما فــات

لو سقطت منك فردة حذاءك
واحدة فقط
أو مثلا ضاعت فردة حذاء
واحدة فقط ؟؟
مــــاذا ستفعل بالأخرى ؟
يُحكى أن غانـدي
كان يجري بسرعة للحاق بقطار
وقد بدأ القطار بالسير
وعند صعوده القطار سقطت من قدمـه إحدى فردتي حذائه
فما كان منه إلا خلع الفردة الثانية
وبسرعة رماها بجوارالفردة الأولى على سكة القطار

فتعجب أصدقاؤه
وسألوه
ماحملك على مافعلت؟
لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى؟
فقال غاندي الحكيم
أحببت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد فردتين فيستطيع الإنتفاع بهما
فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده

ولن أستفيد أنــا منها أيضا
نريـد أن نعلم انفسنا من هذا الدرس
أنــه إذا فاتنــا شيء فقد يذهب إلى غيرنــا ويحمل له السعادة
فــلـنــفــرح لـفـرحــه ولا نــحــزن على مــافــاتــنــا


فهل يعيد الحزن ما فــات؟!؟

منقول

لن يفيد الحزن على ما فات غير أن يضيع العمر هباءا و نحن نقف فى مكاننا
من الممكن أن نتعلم بأن لا نضيع الغالي و نحن نملكه
و الحاضر و المستقبل يتعلم من ماضينا
و لن يفيد البكاء على اللبن المسكوب
شكرا علاء على الموضوع المميز

السلام عليكم


حكمة رائعة يستدل بها لمن يعطي النصف ويحتفظ بالباقي فلا أفاد المُعطى ولا استفاد هو من الفضل ( إذ لا فائدة في عالم يعلم ولا يعلم )

قضية الفردة الواحدة ذكرتني بخفي حنين والذي فقد كل ما يملك بسبب خفين تباعدت فردتاه ، وإليكم الحكاية كما يرويها الثرات العربي المتوازي مع بحر خضم زاخر بالتعاجيب التي تجمع بين المتعة و الإفادة في ربقة لكن بسردي الخاص:

حنين هذا إسكافي حذق يصنع الأحذية والخفاف * ويبيعها لزبائنه . مرّ به أعرابي ذات يوم يساومه في خفين ، غير أن صاحبنا أبخسه الثمن كثيرا
مما يعني لحنين أنه بعيد عن الشراء.
غضب حنين كثيرا عندما انصرف الأعرابي ، فقرر كيده واستغفاله .
فما كان منه إلا أن حمل الخفين قاصدا مسار الأعرابي حيث وضع أحد الخفين في مكان والآخر بعيدا عنه بمسافة حسبها حنين بذكاء وربض خلف تلة يراقب ويرصد
لم يمضي كثيرا عندما ظهر الأعرابي على بعيره المثقل بالمشتريات وما إن رأى أحد الخفين حتى ترجل عن دابته وأمسك بالخف يقلبه ولسان حاله يقول مثل هذا الخف الذي أعزه حنين علي ليت الثاني معه لأستفدت منهما وبالمجان ، قال هذا بعد أن جال بناظريه حول المكان ولم يجد شيئا ، فتركه واستقل جمله يحث الخطى حتى لا يسدل الليل أستاره والمكان قفر ، وما هي إلا فترة من زمن حتى شاهد الفردة الثانية من الخف فنزل يقلبها والفرحة تعلوه فقرر العودة بسرعة على قدميه تاركا الجمل بما حمل لقرب المسافة بينهما كي يجمع الخفين على بعضها ويفوز بالمراد وكذلك كان ، لقد تأبط الخفين منتشيا وعاد أدراجه ، لكنه فوجئ بغياب البعير وكأن الأرض ابتلعته قلب وجهه يمنة ويسرة وجال حول المكان بلا فائدة ، وعندما يئس صبره وعيل قرر العودة إلى الديار بينما عاد حنين بالغنيمة المجزاة ذنوبا
استُقبل غبينا بالأحضان المنبهرة بعودته خالي الوفاض وعندما سُئل أشار لهم بما لديه قائلا : لقد عدت بخفي حُنَيْن .
سخر القوم منه وظلوا يرددون : عاد بخفي حنين وما زلنا نرددها على مسامع كل طماع أريب .
قد تختلف الروايتين لكن تجمعهما الحكمة {لمن ألقى السمع وهو شهيد }

* الخف : حذاء خفيف الملبس عار من خلف القدم يشبه البلْغة إلى حد بعيد وقد سمي بذلك لخفته غالبا ما يستعمله إلى اليوم المصلون عند ذهابهم إلى المسجد

الشكر مكفول إن شاء الله للأخ علاء وكل الزائرين الكرام مع كامل التقدير

وتحيات عبد العزيز

sara كتب:

لن يفيد الحزن على ما فات غير أن يضيع العمر هباءا و نحن نقف فى مكاننا
من الممكن أن نتعلم بأن لا نضيع الغالي و نحن نملكه
و الحاضر و المستقبل يتعلم من ماضينا
و لن يفيد البكاء على اللبن المسكوب
شكرا علاء على الموضوع المميز

لا تبكى على اللبن المسكوب

نريـد أن نعلم انفسنا من هذا الدرس
أنــه إذا فاتنــا شيء فقد يذهب إلى غيرنــا ويحمل له السعادة
فــلـنــفــرح لـفـرحــه ولا نــحــزن على مــافــاتــنــا


فهل يعيد الحزن ما فــات؟!؟


الدرس مفيد جدا ، وفعلاً لازم نتعلمه ، لكن النفس البشرية يا أستاذ علاء للأسف ضعيفة ، سريعاً ما تحزن على ما فات .
ولكن نسأل الله أن يرزقنا نفساً راضية بما يكتبه الله لنا .
تحياتي وتقديري وتقبل مروري .