سفينة الإجهاض وإسلام الدولة

السلام عليكم

كانت الجمعة صاخبة خطْباتها فقد تناولها الخطباء جميعا قضية السفينة التي قدمت من هولاندا ــ بعد أن مرت ببعض الدول الكاثوليكية كإسبانيا وأحدثت ضجة عارمة ـ تريد المغرب وجهة لإجهاض من تريد التبرأ مما حبلت به وكانت الدعوة لها من قبل مجموعة تهتم بالحريات لا داعي لذكرها وهي لا تستحق ذلك

لقد أطنب الخطباء كإعلامنا في مدح الدولة وإسلامها وصالت الأفواه وجالت تنغيما وترنيما مكيلة الشتائم للقادمين ومادحة القائمين فانبرت حينها التساؤلات التي لا تجد غير الآذان الصماء والأعذار البتراء وقد وجهتها لخطيب الجمعة التي حضرتها :
لنفترض سيدي جدلا أننا أبعدنا فعلا السفينة بكل هذا الصخب ونحن على حق فهل أغلقنا بذلك باب الإجهاض بكل مساوئه
القادمون سيأتيهم فقط من يريدون الإجهاض فهل هؤلاء سيتراجعون عما يريدون ، بالقطع لا فبلدنا تحفل بالكثير من العيادات الصغيرة منها والكبيرة من تمارس الإجهاض وبأبخس الأثمان ناهيك عن الممرضات اللآئي يستطعن تنفيذ مثل هذه العمليات لسهولتها ظنا كما يمارسنها بعض القابلات والعشابين وإن بمزيج من الأعشاب السامة
إن بلدنا يعج بالموبيقات على اختلاف أصنافها وألوالنها ومنها ما يروج برخص من الدولة كالخمارات والكازينوهات والمواخير ناهيك عن التسيب بين الشباب في المقاهي والشوارع والحدائق وفي وضح النهار دون رادع وقد سهل المحمول لهم مبتغاهم فلم تعد الحواجز مجدية في الردع
فإذا كنا مسلمين أو ندعيه حسب العرف فهل يكفي إبعاد السفينة أم أن الدولة برمتها تستحق تطهيرا جذريا عجزت كل الحكومات عن ملامسته اللهم ملاسنته

رحم الله الشاعر حافظ : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت **** فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا

معذرة فقد إرتجلت الكلام ارتجالا فإن بذا فيه ما يقوم فقوموه وكلي ثقة في أفكاركم واستدلالاتكم النيرة وفقنا الله جميعا لصواب القول والعمل

لكم جميعا تحياتي

عبد العزيز

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت **** فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا

ولان ازيد