هناك صور متعددة من ملامح البخل تصادفها على امتداد العمر، فمثلاً احدى الصديقات خُطبت أختها لشاب
يبدو مهذباً من حكم والدها عليه، ولكن بعد عقد القران بدأت أمور بخله تبدو أكثر وضوحاً، رغم ان دخله جيد،
فالغسالة في الشقة ليست ضرورية وبالامكان أن نغسل عند أهلك، أو والدتي، والمكواة أيضاً،
ولا علاقة لنا بالمكروويف أو التبديد في المطاعم، قليلاً قليلاً وجدت الفتاة نفسها غير قادرة على
التعامل معه خصوصاً عندما تخرج هي وأخوها طالب الجامعة برفقتها لتؤثث المنزل، وتفتح أبواب حوار معه،
المهم حدث الانفصال بعد أن أصرت على رفضه خصوصاً وأن البخل كما هو معروف لا شفاء منه،
واتفقت الأسرة على لقاء أسرته لرد مهره كاملاً وحاجياته، ولكن المفاجأة كانت في الورقة
التي قدمها مكتوبة بالتواريخ والساعة والمأكولات التي تناولتها العروس مع أخيها،
وأغلبها آيسكريم وسندوتشات، وثلاث مرات فشار، وبليلة من الكورنيش وذرة ..
تفاصيل مذهلة حرص على تسجيلها وكتابتها وطالب دون حياء بقيمتها ممتناً عليهم
أنه فصل ما أكله عن طعامهم!
احتفظت أسرة صديقتي بالورقة واستلم هو ماله وغادر ورغم أن الموقف كان قاسياً
إلا أنه بدا كوميدياً وغريباً لرجل يحرص على تسجيل طعام زوجة المستقبل وقيمته،
ومن ثم يسترد ثمنه.
من
المفرح لمن هم بخلاء إن أرادوا التخلص من هذه الصفة السيئة إعلان باحثين أمريكيين
قرب التوصل إلى عقار جديد يمكنه تحويل الشخص البخيل إلى شخص كريم،
وذلك بفضل هرمون «الاوسيتوسين» الذي يتم إفرازه في المخ لدى الرجال والنساء، الدراسة أجريت
على مجموعة من المتطوعين البخلاء؛ حيث تم إعطاء بعضهم جرعة من هذا الهرمون
قبل أن يطلب منهم اقتسام مبلغ كبير من المال، مع شخص آخر لا يعرفونه، فتبين ان ٨٠٪ من البخلاء
الذين تناولوا الجرعة قبلوا اقتسام المبلغ، بينما رفض ٩٠٪ من البخلاء الذين لم يتناولوا الجرعة
رغم اطلاعهم على الظروف الصعبة التي يمر بها الأشخاص المحتاجون.
وأسعد الخبر من لهم علاقة بالبخلاء عندما ينزل الدواء في الصيدليات قريباً
لكن هل سيشتري البخلاء هذا الدواء؟ أم سيحرص المتضررون منهم على شرائه؟!
تحياتي واحترامي