الفصل والوصل من خصائص أسلوبنا العربي فلا تقل: لا، بارك الله فيك ـ وقل.

السلام عليكم

أسلوبنا العربي في الكتابة لا يستسيغ توالي المعطوفات دون أداة وصل تربط بينها كالواو والفاء وثم، وليس الوصل فقط من خصائصنا بقدر ما هو من خصائص كل اللغات السامية ولا نكاد نلحظها في اللغات الأوروبية، ففي الترجمة إلى العربية مثلا لنص فرنسي تجد المعطوفات تتوالى دون روابط اللهم مع المعطوف الأخير مثال على ذلك: (Ahmed,Driss et Fatima) فالكلمة ( et) في الفرنسية هو ما يقابل الواو في العربية كرابط عطفي لمعطوفه والعكس صحيح، فالمترجم من العربية إلى ... سيجد نفسه مضطرا لحذف عدد من حروف العطف على اختلافها.

الفصل والوصل أقرب إلى البلاغة منه إلى النحو وقد تطرق إليه وربما لأول مرة الجاحظ في كتاب ( البيان والتبيين ) فقال: قيل للفارسي: ما البلاغة؟ قال: معرفة الفصل والوصل. وقد جاء في ( الصناعتين) كتاب لأبي هلال العسكري وفيه أتى بحديث للمأمون يدل على بصيرة ناقدة وذوق جمالي رفيع، فيقول: (ولكن البليغ من كان كلامه في مقدار حاجته، ولا يجيل الفكرة في اختلاس ما صعب عليه من الألفاظ، ولا يُكره المعاني على إنزالها في غير منازلها، ولا يعتمد الغريب الوحش، ولا الساقط السوقي، فإن البلاغة إذا اعتزلتها المعرفة بمواضع الفصل والوصل كانت كاللآلئ بلا نظام.

وقد نصح أكثم بن صيفي كُتّابه بقوله: افصلوا بين كل معنىً منقَضٍ، وصلوا إذا كان الكلام معجونا بعضه ببعض. ـ يقصد المتعاطفات ـ

وللتوضيح: فإن الوصل في العادة ثلاثة مواضع، أولها: أن يكون بين الجملتين كمال الإنقطاع مع الإبهام وذلك بأن تكون إحداهما خبرية والثانية إنشائية بحيث لو ترك الوصل لأوهم الفصل خلاف المقصود كأن نقول: هل تريد حاجة تساعدك؟ فيرد عليك: لا، وبارك الله فيك، تقدير (لا) في هذا الموضع تقوم مقام جملة خبرية هي (لا حاجة لي)، أما جملة (بارك الله فيك) فهي إنشائية معنىً، خبرية لفظاً، فالفصل بين هاتين الجملتين ـ وهي في الحقيقة كثيرة الإستعمال لفظا وبلا رابط (لا، بارك الله فيك) ـ توهم السامع بالدعاء عليه بدل الدعاء له، لذلك وجب الوصل.

والثاني : أن تكون الجملتين متفقتين خبرا وإنشاء، لفظا ومعنىَ وبينهما تناسب تام في المعنى وليس بينهما ما يستدعي الفصل، كقوله تعالى: {إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم } أما الإنشائيتين لفظا ومعنىً قوله تعالى: {واعبدوا ربكم ولا تشركوا به شيئا}.

الموضع الثالث: هو أن يكون للجملة الأولى محل من الإعراب ويكون القصد إشراك الجملة الثانية لها في الحكم الإعرابي وليس ما يمنع من الإشتراك كقول المتنبي:

وللسر مني موضع لا يناله******نديم ولا يفضي إليه شراب

فكلمة (موضع) نكرة وجملة (لايناله نديم ) صفة لها والظاهر أن المتنبي يقصد إشراك جملة ( ولا يقضي إليه شراب) في الحكم الإعرابي وليس هناك ما يمنع هذا الإشراك.

خلاصة القول: إن لكل لغة بلاغتها وفصاحتها وتميز أسلوبها فإذا قلنا أن العاطف في اللغات غير السامية كالفرنسية والإنجليزية وغيرها لا تحتاج إلى تكرار الوصل وأن كتابها المهرة يتجنبون استخدامها إلا اضطرارا فقد نقول كذلك إن الوصل في العربية يقتضي تكرار حروف العطف وهي أداة من أدوات الوصل وخاصيته امتازت بها اللغات السامية ولكل لغة اسلوبها الخاص.
أخوكم عبد العزيز

اخي عبد العزير

شكرا علي المعلومات القيمه

ونتمني منك دائما الوصل والا ينقطع حبل الوصل بينك وبين المنتدي

وان يدوم العطف ولا تحرمنا من طلاتك وتتعطف علينا بمواضيعك

تقبل احترامي قبل مروري

السلام عليكم

نعم الحب والوفاء أخي الكريم فما دام أمثالك في المنتدى يصعب التخلي إذ أن تواجدكم بيننا وحثكم لنا يعد عقدا يلتزم الوجدان به والعقد وأنت سيد العارفين لا يستحمل الفرط ومتى انفرط ضاعت لآلؤه

كفاني احترامك فإن تقديري لك يلامسه لا بل يعانقه ويحضنه

أصبح الشكر في حقك زهيد أخي العزيز لذا ارتأيت لك الجزاء من الله وقد أقزمني تواضعك

لك تحياتي القلبية

عبد العزيز

لك كل الشكر على الموضوع القيم

السلام عليكم

وكل الشكر لتواجدك كفراشة نشطة بين الأزهار كما أشكرك مزيدا على التنويه الذي صخبت به مداخلاتك الندية

تحياتي

عبد العزيز