هل صحيح أن وراء كل قناع ضاحك هموما متراكمة

السلام عليكم

يتفق جل فلاسفة العصر الحديث من سبنسر إلى فرويد وكويسلر على أن الضحك هو تنفيس لطاقة عاطفية متشنجة لم تعد ثمة حاجة إليها أو مخرج لها، فتدفقت في هذا السيل العارم من المتعة، ولعل هذا التنظير يفسر ازدواجية الشخصية في معظم مشاهير الكتاب والممثلين والمهرجين الفكاهيين والساخرين.

من أطرف الأحداث الدالة على ذلك قصة شهيرة رواها الكوميدي الأنجليزي الشهير ( توني هانكوك tHONY HANKOK ) يقول: (( دخل رجل على أحد الأطباء النفسيين في فرنسا مستنجدا وفي حالة هلع واضطراب كبير، وتوسل إليه أن ينقذه من حالة الإنتحار التي وجد نفسه فيها، نتيجة الكآبة العميقة والتي يعاني منها. فأوصاه الدكتور بأن ينشُد بعض المسليات وما يخفف عن كربه ونصحه بالذهاب إلى الكاباريه ليسمع ويستمتع مع الكوميدي المبدع (غروك Grok) ونكاته وقفشاته فسينسيك كل شيء و... فقاطعه الرجل قائلا: أنا غروك يا سيدي.

ومن الطريف في القصة الحقيقية هاته أن توني هانكوك كان هو الذي رواها عن زميله الفرنسي وطبعا رواها لأنها انطبقت عليه بالذات، فبعد أشهر من روايته للحادثة وبعد عجز الأطباء الإنجليز عن معالجته من الكآبة، إنتحر هانكوك في لحظة من لحظات حزنه ويأسه العميقين.

فهل صحيح أن وراء كل قناع ضاحك هموما مِتلتلة كما يقال بالعامية المصرية؟؟

وبانتظار أقلامكم لكم مني أزكى التحيات

عبد العزيز

وراء كل قناع ضاحك هموما متراكمة

هل معنى هذا القول أنه ينفي أن الضحكة قد تكون من سعادة القلب

أعلم أن الفلاسفة حين يردون تكذيب نظرية عامة يأتون بنقيضها فإن صح النقيض أصبحت النظرية خاصة و هذا هو الحال هنا
فإن كانت الضحكة او الابتسامة سببها الهموم أحيانا ، تكون سببها السعادة والفرح أحيانا أخرى..........

في انتظار المواصلة شكرا

nassima كتب:

وراء كل قناع ضاحك هموما متراكمة

هل معنى هذا القول أنه ينفي أن الضحكة قد تكون من سعادة القلب

أعلم أن الفلاسفة حين يردون تكذيب نظرية عامة يأتون بنقيضها فإن صح النقيض أصبحت النظرية خاصة و هذا هو الحال هنا
فإن كانت الضحكة او الابتسامة سببها الهموم أحيانا ، تكون سببها السعادة والفرح أحيانا أخرى..........

في انتظار المواصلة شكرا

السلام عليكم

الحقيقة في الأمر أن الفيلسوف لا يريد بل الحقيقة التي يسعى إليها في نظره هي التي تجتذب فكره لما وراء الطبيعة علما بأن اختصار الفلسفة هي حب المعرفة واختلاف الفلاسفة وتباين نظرياتهم هي التي حفزت المجتمعات لمزيد المعرفة وإطلاق العنان لمخيلاتهم وتفكيرهم وقد كانوا سببا في تقدم المجتمعات مهما حاولنا إغماط حقهم ونعتهم بالزندقة وما شابة

الحزن و الفرح حالتان متلازمتان في حياة الانسان فهناك أوقات سعيدة ممتعة و أوقات صعبة و الكثير من الناس لا يستطيع أن يتغلب على حزنه و ألمه بالضحك و اطلاق النكت بل تجده غارقا في حالة نفسية كئيبة ومع مرور الوقت الصعب تجده إنسانا آخر بشوشا ضاحكا و هذا لايمنع بعض الناس بأن تكون لديهم موهبة -إن صح القول-إخفاء أحزانهم وهمومهم و كرأي شخصي أقول : لا يجب على الإنسان الضغط على نفسه لإظهار الفرح و هو في حالة حزن لأن هذا الأمر سيجهده نفسيا و يؤدي به إلى انهيار عصبي وقد لا يثبت على حالة نفسية واحدة

نحن نضحك لأننا بحاجة للضحك فهمومنا إن لم نقل معاناتنا تسبق أفراحنا لذلك نستخرج منها النكتة لتكون بلسما لجراحنا فلسنا والحمد لله سوى بسطاء وآمالنا لا ترهقنا بحيث نقتنع بأقل مما عند أولئك ولانبني أحلامنا أكثر من طول أعناقنا عاقلين على أننا إذا زدنا عليها بوصة سنسقط إلى الخلف ورسولنا الكريم قد أوصانا بأن ننظر لأقل منا لندرك نعمة الله علينا.

مع شكري لتواجدك مشفوعا بالرأي المحترم

وتحيات عبد العزيز