ثقافة العوالم في عالم العولمة

االسلام عليكم

وهبه الله من الذكاء ورجاحة العقل ما جعله سريع القفز نحو القمم، فقد تنبأ له مدرسوه في بلاد الغربة بأعلى المراتب لما لمسوا منه من عبقرية وفطنة تمنطقتها الهمة والإخلاص ودَءابة النشاط المتحفز حتى أنهم أوجدوا له عملا مرموقا بإحدى الشركات خوفا منهم من أن تنفرد بلاده بهذه العبقرية حيث تخسرها بلدهم المضيفة وهكذا كان...

تدرج مهندسنا بدأب وحنكة حتى ارتقى سريعا لنائب المدير وأثناء مقابلته الأولى لصاحب الشركة وبعد تبادل المجاملات والبروتوكولات حسب العرف العلماني باغت الرئيس بالقول:

سيدي .. أنت تعلم أني أحاول جاهدا هنا لتطوير العمل والإنتاج بما يتلاءم والسوق وقد تكللت أعمالنا بالنجاح من خلال إدارتي لفريق متجانس قادرا على الإبداع والخلق فما كان من الرئيس إلا وأن أنعم القول مضيفا الإمتنان والشكر على المجهود الملحوظ متوقعا المستقبل الباهر بمعيته غير أن مهندسنا الهمام إستطرد سريعا :

ولكن يا سيدي لدينا ضمن الفريق فرد لا يتجانس مع الآخرين فهو كسول وبطيء في الفهم ولا يبذل أي جهد في تطوير نفسه والحقيقة أنه عضو مثبط للعزائم ولا يصلح لأن يكون ضمن الطاقم النشيط وأنا شخصيا لا أدري كيف تمكن شخص مثله أن يقنعك لتوضيفه واعذرني سيدي إن حسمت الأمر على أن لا يبقى تحت إدارتي الشخصية لأن المصلحة العامة أولى من فقدانها بسبب شخص

كان رب العمل يستمع والمرارة تستبق الظهور على محياه وإذ أجاب بعد تردد قائلا:

الصراحة يا سيد .... أنني شعرت بنفس الوخز الذي طالك والعمال وكان هذا عند أول مقابلة له غير أني كنت مضطرا لقبوله لا بل مرغما لأنه صديق إبنتي الوحيدة وهي مصرة على إعطائه عملا بالشركة وخوفا من ضياعها وهي الوحيدة فقد رضخت مرغما حتى لا تترك البيت وقريبا ستعلن خطبتهما وأتمنى أن تكون من الحضور الكريم وهنا اعترض مهندسنا الخبير قائلا :

نحن تعودنا وتعلمنا من الغرب أن المصلحة العامة فوق الجميع على أن العلاقات الشخصية والعمل أمران منفصلان لا تربطهما محسوبية ولا مجاملة ، حينها ابتسم الرئيس متفوها :

ليس في كل الأحوال يا بني العزيز مع الأسف الشديد !!

هنا انتفض الشاب واقفا وهو يصرح:

إذا أنا من يستقيل يا سيدي لأنني لا أرضى أن يكون تحت إمرتي و مسؤولياتي شخص كل مؤهلاته أنه سيكون زوج إبنة الرئيس على أني سأعود إلى وطني الذي تركته بسبب الوساطات والمحسوبيات مادام الكل يحيى في ظلها وهو في الحقيقة أولى بي منكم

وبالفعل فقد عاد المهندس الشاب واستقبل بعمل لصيته في إحدى المؤسسات الحكومية البارزة متقلبا في سلكها حتى رقي لنائب المدير العام ولأن الرئيس كان على وشك التقاعد فقد كان حدس صاحبنا يؤكد له بأنه هو من سيكون صاحب المنصب بلا منازع

وجاء اليوم الموعود فقد إستدعي المهندس المخضرم إلى مكتب المدير الذي استقبله بحفاوة زائدة كان فيها قلب صاحبنا يصم أي كلام غير الفرحة بأنه هو الموعود

قال المدير: أهلا بك يا فخر المؤسسة وعمودها الفقري فوالله إنه ليحزنني التقاعد فقط لفراقك والنشطاء جميعا ولقد إجتمع المجلس الإداري وقرر تعيين رئيس جديد للمؤسسة قادرا على المضي بالمؤسسة سريعا نحو العالمية والمنافسة في ظل العولمة الإقتصادية

تمتم المهندس : نعم سيدي ثق بأنها سترتقي للريادة وقريبا سيكون لها إسما عالميا يكتسح الآفاق

إبتسم الرئيس مستطردا : نعم يا بني وأنا متأكد من ذلك خصوصا وقد قررنا إنتداب رئيس أجنبي ليقوم بالمهمة الصعبة وهو ذو كفاءة عالية خصوصا ومؤهلاته العالية غير متوفرة في بلدنا النامي ورغم اننا مضطرين لدفع راتبه الخيالي مقارنة بأطرنا فهو يستحق ذلك سيما وقد زكاه مديروه ورؤساءه لما يتحلى به من حنكة وحسن إدارة وكما تعلم فالغرب لا يمدح زورا ولا يختار اعتباطا وقد إنتدبتك الآن لأعرفك عليه خصوصا وأنك ستظل نائبه وساعده الأيمن

وقبل أن يستفيق مهندسنا من الصدمة الغير المتوقعة فتح الباب وكبرت الصدمة فقد كان الداخل هو ذاك البليد والكسول المثبط للعزائم والذي من أجله ترك بلاد الغربة ليلتحق بالوطن وبسرعة قبل أن يتسنى له رد التحية كان يكتب على ورقة إعلان استقالته وهو يقدمها لرئيسه الموشك على الرحيل وقال مصمما:

سيدي وقبل أن تسلم مهامك للرئيس الجديد أرجو منك قبول استقالتي لأنني عزمت على العودة إلى بلاد الغربة فهناك على الأقل عندما يفرضون عليك شخصا تافها بالوساطة فإنهم يضعونه تحت إمرتك إلا أنه في بلدي يجعلوه آمرا عليك بل ومرتبه يفوق مرتبي بأضعاف وهنيئا لكم دخول عصر العوالم ، عفوا قصدي العولـــــــــمة !!!!!

وتحيات عبد العزيز

وهنيئا لكم دخول عصر العوالم ، عفوا قصدي العولـــــــــمة !!!!!

هكذا انت اختتمت كلامك هنا اخى عبد العزيز


مع الاسف الاوساطه والمحسوبيه طغت على عالمنا بشكل ليس له مثيل

Prof كتب:

وهنيئا لكم دخول عصر العوالم ، عفوا قصدي العولـــــــــمة !!!!!

هكذا انت اختتمت كلامك هنا اخى عبد العزيز


مع الاسف الاوساطه والمحسوبيه طغت على عالمنا بشكل ليس له مثيل

االسلام عليكم

شكرا لك أخي العزيز على المساهمة والمؤازة غير أني لا أرى للأسف محلا فالبرطلة أو ما يعرف في يومنا بالرشوة عشعش فينا وامتدت أذرعه الأخطبوطية بكل ماصاتها لتستنزف من الأخلاق والقيم التي جبل عليها الإنسان البدائي وبفقدانها طغت المحسوبية والمحاباة والوساطة و أصبع سماسرة الأعمال يحركون جل الإدارات إن لم نقل كلها على مقاييس ليس للكفاءة فيها مكانا وقد استشرى الأمر حتى في أبسط الأعمال التي كانت يوما منبوذة من الجميع
شكرا لك أخي الزيارة والإنارة ولا عدمناك رفيقا في مسيرة المساهمات
رمضان كريم يعود عليك وعلى المسلمين باليمن والبركة

وتحيات عبد العزيز