حتماً هو يتابع ويتساءل من سيصبح رئيس مصر القادم، لكن من المؤكد أنه لا يرى المشهد كما نراه، ليس فقط لأن الانتخابات تجري على منصب شغله لمدة ثلاثين عاماً، لكنه يتابع انتخابات الرئاسة وهو ينتظر مصيره يوم 2 يونيو القادم بعد إصدار الحكم النهائي في محاكمته النهائية.
الرئيس السابق والمتهم الحالي وأول حاكم عربي يحاكمه شعبه إنه حسني مبارك الرئيس الأشهر في تاريخ مصر، وقد ولد في قرية كفر مصيلحة في محافظة المنوفية عام 1928، وبعد إتمامه الثانوية التحق بالكلية الحربية التي تفوق فيها وعين محاضر بالكلية الجوية، الوظيفة التي تعرف من خلالها على السادات الرئيس الراحل الذي أعجب بخبرته العسكرية فعينه قائد أركان القوات الجوية، وقاد الضربة الجوية في حرب أكتوبر 1973.
لاحظ السادات أن مبارك يتسم بغياب الطموح السياسي فعينه عام 1975 نائباً له، لكنه لم يكن صاحب حضور سياسي يذكر حتى اغتيال السادات عام 1981 بسبب توقيعه لاتفاقية السلام مع إسرائيل ليجد نفسه رئيساً لمصر.
منذ بداية حكمه خاطب ود البيت الابيض، والتزم باتفاقية كامب ديفيد واسترد "طابا" وتم تحريرها عام 1983،ودعم كامل الموقف الامريكي في الملف الفلسطيني الإسرائيلي، وقام بتعميق العلاقة المصرية الإسرائيلية.
ولكي يحظى على تأييد الإدارة الامريكية للبقاء في السلطة لمدة ثلاثين عاماً، قدم نفسه على أنه ضامن الأمن والمسيطر على الإرهاب وواجه الجماعات الاسلامية منذ بداية حكمه وبلغت أشدها حينما نجحت 1997 في تنفيذ عملية الأقصر التي راح ضحيتها 58 سائح وعين بعدها حبيب العادلي وزير داخلية ومدد الطوارئ والمحاكم العسكرية .
الشعار سقط عام 2005 حيث نجحت الجماعات الإسلامية في ضرب منتجع شرم الشيخ وسقط قناع الديمقراطية الذي كان يكرره مبارك في خطاباته ويضمن لنفسه نجاح سابق في تمديد الفترة الرئاسية الجديدة من خلال الاستفتاء او الانتخاب في التجديد الخامس 2005 وملف توريث السلطة بعدما ظهر عشر سنوات جمال مبارك ومكن رجال الاعمال على حساب معاناة الفقراء.
واقع مخيف لم يقلق مبارك الرجل المحظوظ الناجي من الازمات ومحاولات الاغتيال التي من أخطرها موكبه عام 1995 في اديس ابابا وهو في مؤتمر القمة الافريقية ، ونجا وزور انتخابات مجلس الشعب عام 2010 وهى القشة التي اثارت غضب المصريين فثاروا في 2011 وصمموا على رحيل النظام.
وبعد رحيله صمم الثوار على تقديمه المحاكمة افساد الحياة السياسية وقتل المتظاهرين، ومحاكمة مبارك المعروفة بالقرن ضمت المشاهد الحساسة اهمها لم يأت بعد فحتماً سيكون هو المشهد الختامي مبارك يستمع ومعه المصريون والعالم والمستشار احمد رفعت يحدد مصير مبارك وينطق بالحكم مشهد لم يكون لحظة تمر وانما التاريخ كله.