3 – الأقليات الصغيرة :
في العراق أيضا أقليات صغيرة تقوم على أساس ديني وليس عرقي وأهمها هي، البريدية و الصابئة و الكلدان و الأشوريون .
لم يحض اليزيديون في مناطق بمحافظة نينوى ومناطق أخرى بشمال العراق ،وقد تمتعوا كبقية الأقليات الدينية بحرية العبادة وممارسة طقوسهم في النظام السابق ولكنهم لم يكونوا ممثلين في السلطة او الحكومة .
ويعاني الصائبة الدين يقطنون جنوبي العراق من الأمر ذاته فقد أصدروا بيانات تندد بتهميشهم سياسيا غير أنّ هذه البيانات لم تحقق أي تغيير يذكر في الواقع السياسي للبلاد .
وليس لهاتين الطائفتين قدرات عسكرية ،كما أنّ مطالبهم لم تتعزز بتكتيف عملهم السياسي أو تشكيل أحزاب وطرح برامج ذات بعد وطني .
ومن ناحية أخرى يحضى المسيحيون بتمثيل سياسي من خلال رئيس الحركة الوطنية الديمقراطية الأشورية ،لكنهم عبروا عن تذمرهم بسبب اعتبار الطائفة الأشورية ممثلة لكل المسيحيين في العراق .
ولقد أصدر بعض الكلدان والأشوريين بيانا أدانوا فيه دمجهم تحت مسمى " الكلدوأشوريين " في نص قانون الدولة الإداري مؤكدان أنهما طائفتان مستقلتان ،وطالبو أيضا بدور سياسي وموقع في الحكم يتناسب وتعدد أطيافهم و مرجعياتهم الدينية .
والأقليات العراقية بمجملها لا تطرح شعارات سياسية مضادة للاحتلال ،كما أنها لا تطرح بالمقابل شعارات مؤيدة لبقائه في العراق ،فهي بحكم وضعها تسعى للاستفادة من الوضع الراهن من غير أنّ تكون مستعدة للمخاطرة بالتعايش المميز الذي حققته في علاقاتها بالأغلبية العربية و المسلمة ،ويستثنى في هذا بطبيعة الحال طائفة الأكراد كونهم أقلية كبيرة ومؤثرة .
نلاحظ أنّ هذه الأقليات لم تحصل – في وقت ما – على مواقع محددة في السلطة كما ترغب ،لاسيما بعد صدور قانون الدولة الجديد خاليا من نظام المحاصصة الطائفية و العرقية الذي تشمل على أساسه مجلس الحكم و الوزارة .
وكذلك نتحدت عن الاقليات الدينية
الشارع العراقي منقسم بين تيارات تسمى من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ،وكلّ هذه التيارات تعبر عن نفسها بأحزاب بعضها له جذور وأصول والآخر حديت النشأة والمولد ،وثالث نشا في المنفى بدعم من هذه الدولة أو تلك مشكلا معارضة تتشارك في الحكم .
لكن هذا العدد الكبير من الأحزاب الذي بدأ وكأنه محاولة لتعويض سنوات طويلة من حكم الحزب الواحد مازال يفتقد إلى تأييد الأغلبية الساحقة من العراقيين وولائهم ،فبدلا من أن ينخرط العراقيون في عمل سياسي أساسه التعددية توجهوا ا بولائهم نحو تيارات و قوى غير حزبية ليمنحوا التأييد ،وباتت هذه القوى هي المحرك الأساسي للشارع العراقي والقادرة على توجيه الأحداث بالرغم من أنها غير مشاركة في إدارة البلاد .
وهذه القوى بمجملها قوى دينية حصلت على ولاء الناس في إطار موروث قديم بعد أن فقدوا الأمل من التيارات السياسية التي لا تحضي بالمصداقية ،ولا تملك البرنامج المقنع وليس فيها الزعيم القوي الذي يمكن ان يلتفّ حوله الشعب .
1 – تيار على السيساني :
وهو تيار يكتسب قوته من سطوة المرجعية الدينية لعلى السيساني الدي يقلده عشرات الملايين من الشيعة في العراق و العالم ،وهذه القوة لم تظهر بعد الحرب لكن نمط الولاء لما أخد أشكالا اكتر حرية ،وانتقل التعبير عنه من الفقهي الى السياسي .
والسستاني إيراني المولد درس علومه الدينية في النجف الأشرف ،وهو يأخذ بالرأي القاتل أن ولاية الفقيه ولاية خاصة وليست عامة ،إي أنّ الإمام أو المرجع يختص بأمور تتعلق بالفتوى بأمور الدين وقضايا الحسبة ،مختلفا في ذلك عن فقهاء شيعة آخرين يعتقدون أنّ ولاية المربع الديني هي ولاية عامة تعني بأمور الدولة . (1)
لكن رأي السيساني بالولاية الخاصة لم يحل دون تدخله المبكر في توجيه الأحداث في العراق ،ففي الأسابيع الأولى التي تلت نهاية الحرب اصدر فتوى حرّم فيها سرقة ممتلكات الدولة وبالفعل استجاب له الكثيرون وأعيدت معظم المسروقات .
وفي جويلية 2004 اصدر السيستاني بيانا طالب فيه لأول مرّة بإجراء انتخابات عامة في البلاد باختيار أعضاء اللجنة التي تتولى كتابة الدستور ،وكان ذلك مع بدأ الحديث عن صياغة دستور دائم للبلاد يسبق تشكيل حكومة عراقية للبلاد تنتقل إليها السلطة ،وكان لهذه الدعوة في حينها اثر على تغيير خطط سلطات الاحتلال فجرى صياغة دستور مؤقت وحكومة انتقالية قبل انتخاب اللجنة الدستورية سنة 2005 .
وقد ألهمت مواقف السيستاني أتباعه وجعلتهم يلجأؤون إليه بوصفه الوحيد القادر على مواجهة الاحتلال بالطبع فانّ بعض السياسيين في داخل مجلس الحكم أرادو الاستفادة من الاندفاع الشعبي في تأييد السستاني ليحصلوا على تأييد من خلال الإعلان عن العمل تحت ولايته وفي ظل توجيهاته ، وقد شجعهم على ذلك عدم وجود طموحات سياسية لالسيساني .
وتسابق السياسيين للفوز يرضى السيستاني يجعل من شعبيته اكتر قدرة على التأثير في اتخاذ القرار .
2 – تيار مقتدى الصدر :
وهو تيار ظهر بعد الحرب لكن جذوره تسبق ذلك بسنوات ،حيث استند الزعيم الشعبي مقتدى الصدر إلى تراث والده أية الله محمد صادق الصدر ،الذي يتهم النظام السابق باغتياله وكدا إلى تراث عمه أية الله محمد باقر الصدر الذي جرى قتله أيضا على يد النظام السابق عام 1979 .
وعائلة الصدر عربية أصيلة وهذا الذي يميز علماءه ،وهي تتبنى الرأي القائل بالولاية العامة للمرجع الديني اي التدخل بأمور الحكم و اتخاذ القرار .
والمدرسة الصدرية لا تختلف عن التيار السستاني في معارضة الاحتلال لكنها اكتر حدة ،وبالرغم من انّ مقتدى الصدر ليس مرجعا بحد ذاته لكنه يحضا بأتباع كثر ،كما تولى تأسيس " جيش المهدي " الذي قال انه سيتولى الدفاع عن الإسلام .
ويعد تيار الصدر اليوم إحدى العلامات الفارقة في المشهد السياسي العراقي ،وذلك باستعجاله الكثير من العراقيين ،لكن الملاحظ إنّ القوى السياسية التقليدية لم تتحالف معه كما هو الحال مع السستاني ،ربما لقوة مواقفه الأمر الذي يحرج الأطراف السياسية .
وان أردت التوسع في الموضوع يمكنك ايجاد
موضوع خاص بالديموقراطية في العراق
خاص بي بحت قمت به
موجود في المنتدى في قسم بحوت جامعية
شكرا لك
وجزاك الله خيرا