ميزانية السي آي إيه فقط ثلاثمائة مليار دولار ، تعادل ميزانيه مصر لمده ثلاث سنوات

أعلن بنك "أتش أس بي سي" في تقرير أصدره قيمة العائدات النفطية لدول الخليج خلال السنوات الخمس من 2002 - 2006 بحوالي 1.5 تريليون دولار
في حين تتجاوز ميزانية أمريكا ( لسنة واحدة ) مبلغ 2 تريليون دولار !
والتريليون مليون مليون دولار …
ومعنى هذا أن عوائد البترول للدول الخليجية البترولية (وهي تمثل نصف دول الأوبك تقريبا) في خمس سنوات ( وفي غمرة الأسعار الملتهبة للبترول ) تعادل نصف ميزانية أمريكا فقط لسنة واحدة ..
ولا يجوز أن يغيب عن بالنا أن ميزانية الدولة تُرصد من موارد دخلها والتي أهمها في أمريكا الضرائب ، ولنا أن نتخيل حجم الدخل السنوي لأمريكا إذا كانت ميزانيتها السنوية 2 تريليون دولار ! وقد ذكرت بعض المصادر أن الدخل السنوي الأمريكي لا يقل عن عشرة تريليونات دولار سنويا … وهذا الدخل يعادل دخل دول الخليج البترولية لمدة خمسين سنة تقريبا وفق الخبر المرفق أول المقالة !.
ولو اعتبرنا بعض الإحصائيات التي تتناول تفاصيل الميزانية الأمريكية مثل
ميزانية السي آي إيه ( المخابرات المركزية الأمريكية ) حيث تربو
على ثلاثمائة مليار دولار ، وهي تعادل ميزانية دول إقليمية شرق أوسطية مثل مصر لمدة ثلاث سنوات !
ولا شك أن الأرقام ليست دقيقة ولكنها تقريبية وكافية لتعطينا تصورا للأوضاع في هذا العالم العجيب الغريب .
يخطئ إذا من يظن أن أمريكا ستسقط بسهولة ، نعم هناك إرهاصات كثيرة تنبئ بسقوط هذه الدولة العظمى في العشرين سنة القادمة كما سقطت بريطانيا في سنين معدودة بُعَيد الحرب العالمية الثانية ، إلا أن سقوط أمريكا لن يكون بتلك السهولة ، وهناك الكثير من الضربات التي يجب أن تتلقاها أمريكا حتى يخبو نجمها في سماء الدول العظمى .
والغريب في أمر هذه الدولة أنها تتضمن كل عوامل فناء الدول مثل الفساد والرذيلة والإلحاد وانحطاط القيم وغياب الضمير وانتشار الذاتية المفرطة والفردية المتطرفة فيها ، وفي نفس الوقت تتضمن هذه الدولة عوامل البقاء مثل العدل ( بالمقارنة مع دول العالم الأخرى ) والشفافية في الحكم والرقابة وظهور صوت النصح ( المؤسسات الإعلامية والرقابية المستقلة ) وغيرها من المميزات التي تجعل هذه الدولة راسخة في بنيانها وثابتها في أدائها .

وبناء على هذه المعلومات فإنني أنظر بعين الريبة للأخبار التي تتواتر في وسائل إعلامنا بكثرة عن العجز في الموازنة الأمريكية والذي يبلغ أحيانا المائة مليار دولار !!.
فنشر هذه الأخبار بكثرة دون التلويح بحقيقة الميزانية الأمريكية يغدو بمثابة درء الحسد عن أمريكا ! وإلا فإن هذا العجز الأمريكي لا يعادل إلا شيئا يسيرا لا يذكر مع مجمل الميزانية ولو علمنا أن مجمل النفقات الحكومية الداخلية يقارب التريليون دولار سنويا فمعنى ذلك أن أمريكا تضحك على العالم حينما تتكلم عن العجز في ميزانيتها !
ويكون المرء منا مخدوعا لدرجة يُرثى لها حين يعلم أن الدولار الأمريكية ليس هناك أي شيء يغطيه في احتياطي الذهب الأمريكي !!! بل إن أمريكا تطبع الدولار الأمريكي دون وجود أرصدة حقيقية للدولار المطبوع وإنما يكتسب الدولار قوته المالية من وزن امريكا السياسي والعسكري والاقتصادي دوليا فصار الدولار بمثابة العملة الدولة التي لا مفر من استعمالها لتسيير التجارة العالمية وليس ضروريا حينئذ أن يغطي تلك العملة ذهب أو فضة أو حتى صفيح !!!

وهذه المقدمات تقودنا إلى ما يشبه النتيجة أن انهيار أمريكا لا بد أن يكون انهيارا عسكريا بالدرجة الأولى وعلى إثره يكون الانهيار الاقتصادي … وغالب الدول العظمى بدأ انهيارها الاقتصادي إثر انهيارها العسكري مثل الدولة البيزنطية ثم الفارسية مثل الخلافات الإسلامية ثم المغول ثم الإمبراطوريات الغربية واحدة إثر أخرى مرورا ببريطانيا العظمى وإمبراطورية نابليون الفرنسية وانتهاء بإمبراطورية الاتحاد السوفيتي … وأنا لا أ ظن أن أمريكا استثناء في القاعدة … بل إن القاعدة تشملها بلا ريب .

على قد لحافك حط ميزنيتك


واطبخى يا بلد كلفى يا حكومه

وتحياتى