كلُّ ما نفعله انفعال؛ حبنا انفعال، كراهيتنا انفعال، رسائلنا القصيرة مجرد انفعال..
أبداً لم نهدأ مرة ونحن نحاكم مشاعرنا، ردّة أفعالنا، مساحة الفرصة المتوافرة لنا وللآخر..
كي نراه كما هو، وكي يرانا كما نحن..
لكننا لا نرى الفرصة، ولا نشعر بها، ولا نتعامل معها..
لا نعطِ فرصة، وكأنَّ الزمن قد خلص من بين أيدينا، أو كأنَّ الحياة قد انتهت داخل قلوبنا..
لأننا انفعاليون، نهتزُّ ونحن نكتب انفعالنا رسالة غاضبة، ونهتزُّ أكثر عندما نكتب انفعالنا رسالة شوق..
نخسر، وكأننا لم نتعرف إلى ربح في حياتنا، ونخسر أكثر كما لو أننا لم نتذوَّق طعم الحبِّ في قلوبنا..
نجافي بلا هوادة، ونقسو بلا ارتباك..
نبني كلَّ شيء فينا على أساس انفعالات عابرة، انفعالات تحكمنا في حضورها الباهت، وفي طريقة إغلاقها لقدرتنا على التفكير..
في اللحظة، في الموقف، في من هو لنا، ومن هو في روحنا..
ثم نبكي ونحزن، ثم نتألم ونندم..
على ما أضعنا وعلى من جرحنا في انفعالنا، وعلى ما قلنا وما تصرَّفنا..
أيضاً في انفعالنا.. نَدَمُنا أيضاً انفعال..
نندم عليه كلما تذكرنا كم كان انفعالنا..
مجرَّد انفعال.. فارغٍ إلا من الغباء!!..