تــعمدت أن أختزل الصراع الذى يدور بين مفكرى وشباب الثورة العظيمة فى تلك المعارك التــى تدور
فـى شارع محمد محمود الذى يبدأ من ميدان التحرير ويمــر بناصية شارع الفلكى حيث يقع مبنى وزارة الداخليـــــة
والجميع يعلم بأنه عقب مليونية ناجحة يوم الجمعة الماضى , هجمت قوات الأمن المركزى وبمنتهى القسوة والضرواة
على بضــع مئــات من المعتصمين فى الميدان, من المنطقى أن وزارة الداخلية شأنها شأن معظم الجهات المماثلـــــــة
تســتعين بمستشـــار نفســـى وعادة يكون أكثر من واحد طبيب من أطباء علم النفس برتبة عسكرية يعطى النصح
والمشورة للقادة العســـكريين هذا هو الفاشــل الأول فى المعركة التى وقعت حيث أنه تصور أنه بالأعتداء سيعيد
الثقة المنهارة الى صفوف الجنود والضباط بعد أن فقدت الشرطة كلها هيبتها بعد آحداث 28 يناير , توافقت رؤية
المستشار النفسى مع المتربصيين بهذه الثورة فقاموا بالهجوم المباغت والخسيس على الأبرياء العـــزل , من المؤكد
أن هناك تواصل مستمر بين المعتصميين داخل الميدان وبين أخوانهم الذين أنصرفوا الى بيوتهم فضــلا عن كل
الأماكن والمقاهى حول الميدان لاتنام قبل الصباح وشباب ثورى معنى بهموم ثورته يظل حتى الصباح يتحاور
فى مجريات الأحداث , كل هذه الأعداد وهى ليست بالقليلة عادت فى دقائق الى الميدان فأخلت مرة آخرى بحسابات
قادة الأمن المركزى العقيمة , ومن المعروف أن فرد الأمن المركزى يتم آختياره وفق معايير ابرزها أن يكون بليد
الفكر والحس والأحساس , وقادتهم تربوا على الشراسة والغلظة , فضلا عن مايحصلوا عليه من مرتبات وبدلات
عالية وآمتيازات ليست لغيرهم , المهم هـــو أنه فشـــل الآمـن مرة ثانيــة فى فرض سطـــوته على الرغم مما قام
به من استخدام القوة المفرطــة , وقنابل جديدة لم تستخدم من قبل مصنوعة فى معقل الحرية " آمريكا " وواحة
الديموقراطية " آســرائيل " ... فشـــلت القوى المضادة مرة آخرى وهبت كل ميادين الحرية فى كل بقعة
تؤيد وتناصر الميدان , آمــــس أســتمعت الى حوار رائع وعلمى دقيق لمفكر أنسانى وواحد من رواد هذه الثورة
هو الشاب المثقف الواعى ككل أمثاله من الثوريين يشــرح ويحلل مايدور وكيف أنه لم يعد هناك خـــوف ولا
هلع من القبضة الشرطية , وان شباب الثورة عازمون على المضى لتحقيق اهدافهم وأوضح بأن هذه آخر مالديهم
من أوراق للرعب , فقد قاموا عمليــا بترويع وتهديد الناس بالقتل , لكن الشباب لم يعبأ بالموت لم يعد يخشـــــــــــاه
حتى يصل الى بلوغ مســـعاه , وينال حقه فى الحياه , ..... بعد أن تابعت هذا المفكر الجميل د. علاء الاسوانى
فى شرحة العلمى الدقيق والجميل , استراحت نفســـى , وآويت الــى فراشى ونلت قسط جميل من الراحة فقمت
على الفور لأســـطر هذه السطور فى محاولة منى لنقل نفس الشعور ,, وألقاء بعض الضوء عما يدور ,
وهاهو آت اليك يامصــــر النـــور , تحيـــا الثورة , ومفكرى الثورة وتحيـــــا مصـــــر