اعتبر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن مبادرة الجامعة العربية للخروج من
الأزمة في سوريا قد "ماتت" مؤكدا في الوقت ذاته أن بلاده تنظر في الاعتراف
بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للشعب. وقال جوبيه أنه ليست هذه هي المرة
الأولي التي يعد فيها بشار الأسد بالقيام بشيء ثم يقوم بعكسه, مضيفا أنه "لم يعد هناك
مجال للثقة في تصريحات بشار الأسد". وأكد جوبيه أن "النظام السوري فقد شرعيته
بشكل كامل، وأنه في لحظة أو أخري يتعين تغييره".
واستبعد جوبيه القيام بعملية عسكرية في سوريا كما حصل في ليبيا مؤكدا أن "ثمة
وضعا مختلفا تماما عما كان عليه الوضع في ليبيا". كما أكد الوزير الفرنسي أن بلاده علي استعداد
للاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض شرط أن يوحد صفوفه. وتزامن ذلك مع دعوة عبد الحليم
خدام النائب السابق للرئيس السوري في باريس إلي التدخل عسكريا في سوريا
لوقف ما أسماه المذابح التي ترتكبها آلة الحرب التابعة لنظام الأسد. وقال خدام (79 عاما) في مؤتمر
صحفي إن "الشعب السوري لن يقف مكتوف الأيدي أمام العنف الذي سيدفعه إلي حمل السلاح للدفاع عن
نفسه" مشيرا إلي أنه لا يدعو أحدا إلي حمل السلاح. واستبعد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج خيار
التدخل العسكري مفضلا عليه تعزيز الضغوط الدولية علي النظام. وفي واشنطن, قالت المتحدثة باسم وزيرة
الخارجية فيكتوريا نولاند أن النظام السوري بدأ يشعر بتأثير العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة
عليه بسبب "القمع الدموي" ضد المتظاهرين.
واضافت أن النظام السوري أصبح يائسا مع ازدياد تأثير العقوبات علي الوضع المالي للنظام، مشيرة في
الوقت نفسه إلي ازدياد عدد الضباط الفارين. وقال صالح الحموي المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة
السورية ان 80 عسكريا من بلدة كفر زيتا انشقوا عن الجيش السوري في حماة مما ادي الي وصول المزيد
من التعزيزات الامنية اليها.
واضاف ان الجيش السوري قصف المدينة عشوائيا واقتحمها من جميع الجهات مستخدما الاسلحة الثقيلة
لمنع خروج المزيد من المظاهرات التي تطالب باسقاط نظام الاسد. وعلي الصعيد السياسي الداخلي, اعلن
المجلس الوطني السوري المعارض انه بدأ "تحركاً واسعاً بهدف حث الدول الاعضاء في جامعة الدول
العربية علي اتخاذ موقف جدي وفاعل ضد النظام السوري بما يتناسب مع التطور الخطير للاوضاع داخل
سوريا، وخصوصاً في مدينة حمص" التي تحاصرها القوات السورية. وأوضح المجلس أن خطة تحركه
"تشمل القيام بزيارات عاجلة إلي كل من الجزائر والسودان وسلطنة عمان وقطر والاتصال بعدد من وزراء
الخارجية العرب.
من جهة أخري، قال المجلس إن وفداً من مكتبه التنفيذي سيزور جامعة الدول العربية قبل اجتماعها
الوزاري المقرر السبت المقبل لنقل "مطالب "الشعب السوري"، طارحاً خمسة مطالب هي "تجميد
عضوية النظام السوري في الجامعة العربية" و"فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية " و"نقل ملف
انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الابادة إلي محكمة الجنايات الدولية"،
و"دعم جهود الأمم المتحدة الذي يهدف إلي تأمين الحماية الدولية للمدنيين السوريين وخصوصاً في حمص،
وإرسال مراقبين دوليين والسماح لممثلي وسائل الإعلام والمنظمات الدولية بالدخول إلي سوريا بكل
حرية"، و"الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلاً شرعياً للثورة والشعب في سوريا". وميدانيا أعلن ا
لمرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 14 شخصا في أعمال عنف في عدد من المدن السورية أمس بينهم
ثمانية جنود يعتقد انهم منشقون عن الجيش.