جلالة العيون العسلية :
في قلبي ألف حمامة ..
وألف زنبقة ..
وألف سفينة تمخر عباب الخوف نحو عينيك
وفي قلبي ألف راهب نذروا أرواحهم لآلهة الحب " عيونك " .
.
وفيه كذلك محراب تصلي فيه عشائري وقبائلي تبتهل الى الله فيهما ..
يا ذات العيون العسلية ..
لم يكتب قبلي أحدٌ عن عيونك .. ولم يتذوق أحد طعم الشهد من مقلتيك ..
لأنك يا حبيبتي كنتِ تختبئين خلف غابات الياسمين ..
وخلف أسوار الكاذي ..
تتشحين بظلال النخيل وأوراق الكروم ..
تقتاتين الخوف كحمامة صغيرة ..
ما تلبث إلا أن تُرفرف بجناحيها هرباً كلما سمعت صوت تهشيم قشة بالقرب ..
وكان جميع الرجال قبلي يركضون خلف خيوط الرماد ..
إلا أنا يا حبيبتي من لم يُخفكِ وقع أقدامي بقربك ..
فانحنيتُ لك وحملتكِ بحنو ..
مسحتُ بكفي كل الخوف ..
وكل الألم .. وأطعمتك الحُب والأمل ..
وها أنت اليوم ..!
أميرة تتسيد على قلبي ..
تحمل بيديها كل السحاب وكل الحب ..
فتنثره بمساحات قلبي الشاسعة فيُزهر الورد ويثمر الدراق ..
ويصحو الأموات .. ويولد الصغار ..
وينمو الياسمين ..
ها أنتِ يا أميرتي تبعثين الحياة وتبثينها ..
فأي وطن جميل تكوّن بداخلي !
وأي مارد للحب بات يحرسك في قلبي !
مولاتي ..
يتسابقن للتربع على عرش القلب ..
لكنك سبقتهن جميعاً فاستحوذت على كل مساحاتي ..
ألغيتي النظام الإقطاعي واستفردتِ بملكيتي ..
مساحاتي الشاسعة والتي لم تطؤها أقدامهن باتت تدعوك للمرور عليها مرات ومرات ..
ولا تزال هنالك مساحات كثيرة أكاد لا أعلمها ولا أحصيها ..
وأدعوك لأن تمر خيول موكبك المهيب فتضمها للملكية الأميرية لحضرة صاحبة قلبي المبجلة ..
يا ذات العيون العسلية ..
حاولت عبثاً أن أكتب الشعر فيهما ..
لكن هيهات أن أُروض خيول الشعر في عينيك !
إنها جامحة كالأعاصير ..
يصعب إحتوائها .. ويصعب التنبؤ بما ستخلفه حين هدوئها ..
لله ما سحر العيون فإنها
قد غافلتني وعجّلت بمماتي
لله ما هذا الجمال فإنها
تفني العقول وتشعل اللذات
أدعو الإله بأن يبارك حسنها
دوماً ويحفظ عزها مولاتي