لك لوحدك
مربك جداً أن تكون مقيما فى عشه فوق سطح منزل
في منطقه عشوائية
أو عايش في خرابه – يعنى مشرد من الآخر-
وبرغم كده بتغني ومبسوط
ومديها بقى محمد عبدا لوهاب
طول عمري عايش لوحدى
فريد وراضى بحالي
وان زاد على القلب وجدي اسهر معاه الليالى
وحيد م الأهل والخلان
عزيز النوم والقلب خالى
واخد بالك انت م القلب خالى دي
المهم فجأة تأخذُ وعداً بالعيشِ في أجملِ قصورِ الدنيا
نقله من اللي هيه يعنى حاجه تلبخ كده
هذا هو إحساس من يعشقُ أو يحب
فهناك قمقماً موجود في داخل كل منا
ويظل مارد هذا القمقم مسجوناً فيه
لا ينفلت من عقالهِ إلا بكلمةِ سرٍ
قد تكون كلمةً أو تصرفاً أو لمسةً
المهم أن تكون من القلبِ هذا شرطُها الوحيد
هنا ينفلت العقال وينطلق مارداً جميلاً
تصرخ وجناته من حمرة الروعة
يجمل شفتيه بأجمل وأعذب الألحان
يُجملُها بأرق الكلمات وأقلها حروفاً
ولكن تظل معانيها في حجم الكون
ويصيرُ أكثر جمالا بل يكون مدهشاً
عطوفاً حنوناً مبهراً مثيراً
لكنه يظل مارداً
لا تستطيع التنبوء بتصرفاتِه
ولا يملكُ بشراً القدرةَ على حسابِ ردودِ أفعالِه
التي تتأرجحُ بين ضمةِِِ تفعصُك
فتتحول إلى خبرٍ في صفحةِ الحوادثِ
وربما إلى أربعةِ أسطرٍ
في الصفحةِ قبلَ الأخيرة من جريدةِ الأهرام القاهرية
صفحة الوفيات
أو نفخةٍ من بين شفتيهِ الرحيمتين
فتطيح بك إلى جحيمِ الحيرةِ والهجران
وساعتها كل اللي تقدر تعمله
أن تستبدل فقط الأغنية فتصير
ظلموه للراحل أيضا عبد الحليم
نادماً على انك تركت الحاج عبده
يغنى بمفرده طول عمره عايش لوحده
وماردكَ هذا يملكُ كل حدود الرحمةِ
في نفسِ اللحظةِ التي يملكُ فيها كل آلياتِ الظلمِ
يملكُ الوردةَ والسيف
ماردكَ أعمى هكذا وصفوه ويقودُه الجنون
وهذا يفرض عليك أن تكونَ مبصراً طولَ الوقتِ
مفنجل عينك ع الآخر أوعى ترمش
على رأى روتانا مش تقدر تغمض عنيك
كما يفرضُ عليكَ أن تكونَ عاقلاً طول الوقت
يعنى أي استهبال تروح فيها يا مقطقط
ولا عزاء للسيدات إن كنت رجلاً
ولا عزاء أيضا للسيدات
إن كنت امرأة يعنى جنازة أُرديحى
فالحبُ منتهى الأنانية
حتى وهو يعلن أمنياته لك
بأن تكون الأجمل والأكثر روعه
فهو يريدك مكسح وكفيف لا مؤاخذه
ومتنيل بستين نيله
بشرط أن تكون له وحده
هناك مطربة ذكية اكتشفت هذه الحقيقة
فغنت منذ فتره طويلة فيما يسمونه الزمن الجميل
أغنيه اسمها
لك لوحدك
وبما إني مش عارف أرجَع أغنى
طول عمري عايش لوحدى
ولسه ما وصلتش إني أغنى ظلموه
خلاص يبقى أغنى لك لوحدك
والنعمه لأغنيها