علّقت معظم الصحف الألمانية على اتفاق تبادل الأسرى بين اسرائيل وحماس ورأت أنها صفقة ناجحة، وقد تناولت الدور الألماني في نجاح هذه الصفقة، إلى جانب الدور المصري الهام. وفيما يلي بعض هذه التعليقات، التي اعدتها صحيفة "DW" الالمانية على صفقة تبادل الاسرى.
ماذا تقول الصحف الالمانية حول صفقة تبادل الاسرى؟!
اطلاق سراح جلعاد شاليط هو
انتصار لنتنياهو
فقد كتبت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ Süddeutsche Zeitung) معلقة على صفقة تبادل الأسرى: "رجل واحد مقابل ألف رجل وسبع وعشرين إمرأة، حياة شخص واحد مقابل حرية قتلة مدانين وشركاء في الجريمة ومؤيدين لهم، لم يسبق وأن دفعت حكومة اسرائيلية مثل هذا الثمن الباهظ لاسترداد ضحية مخطوفة، وقد ساوم نتانياهو بشكل صحيح. وكانت اسرئيل سوف لن تسامح رئيس الوزراء لو أنه تردد مرة أخرى أو فوت فرصة التي أتيحت له للمساومة مع حماس، وكانت الفرصة مناسبة أيضاً ليس لأن نتنياهو يحتاج نجاحاً، وإنما لأن هناك ضغطا على حماس أيضاً، منذ أن نبهت الثورات العربية الشباب الفلسطيني في قطاع غزة إلى أن السلطة ليست مقدسة". واضافت الصحيفة "لكن هناك رابح آخر أيضا، وهو مصر، ففي القاهرة تم التوقيع على الصفقة، كذلك كان للوسطاء الألمان والأتراك دور في قضية شاليط، لكن الحكومة الاسرائيلية توجهت بالشكر لمصر، وهذا ما يمكن أن يساهم في تحسين العلاقة بين القاهرة واسرائيل، التي ساءت كثيراً بعد مغادرة سفير اسرائيل للقاهرة".
أما صحيفة (فرانكفورتر آلغمانية تسايتوغ) فرأت أن "اطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط المختطف في قطاع غزة منذ خمسة أعوام، هو انتصار لنتنياهو الذي لم يحقق نجاحاً في الفترة الأخيرة. المانيا أيضا بذلت جهوداً خفية من وراء الكواليس وباركت الصفقة. الآن يمكن للمرء التفاؤل بأن هذه العملية قد تدفع الأطراف إلى تحريك الجبهات التي تراوح مكانها في الشرق الأوسط."
صحيفة (تاغس شبيغل Tagesspiegel) أيضاً تساءلت فيما إذا كانت صفقة تبادل الأسرى ستساهم في تسهيل حل القضية الفلسطينية - الاسرائيلية، فكتبت معلقة: "اسرائيل ومنذ تأسيسها في حالة دفاع، ويطلب من المواطنين الكثير، ويقال لهم: إننا نكافح من أجل كل واحد منكم حتى النهاية، ولن يترك أي واحد منكم يواجه مصيره لوحده. هذه الرسالة تساهم في تلاحم المجتمع. ومن هنا فإن جلعاد شاليط يرمز إلى أمرين: الأول هشاشة البلد ولا أخلاقية عدوه، أما الثاني فهو قوة وأخلاقية البلد. ومن يعلم؟ فيمكن أن يولد ذلك شجاعة جديدة: إذ أن من يطلق سراح مجرم لتحرير شخص، يستطيع أن يسمح لشعب بتقرير مصيره أيضاً، ليحرر نفسه من نير سلطة تحكمه".