قراءة المستقبل ( استشراف المستقبل ):

هناك خطان لقراءة المستقبل، خط عام و خط خاص.

الخط العام له مبني على قاعدة ( لكل نتيجة سبب ) أو ( لكل نهاية بداية ) و هذا القاعدة مأخوذة من قوله تعالى ( و ضرب لنا مثلاً و نسي خلقه قال من يحيي العظام و هي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة و هو بكل خلق عليم* الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون ) سورة يس الآية 78 ـ 80.

فالنار نتيجة و الشجر الأخضر السبب، و النهاية الموت و البداية النشأة الأولى.

و لله في خلقه سنن و قوانين كونية لا تتغير و لا تتبدل و لا يمكن أن تتعارض مع النقل، فمن سنن الله الكونية العمل بالأسباب و لذا عرف علماؤنا رحمة الله عليهم التوكل بأنه الثقة بالله مع الأخذ بالأسباب كما يقول الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى في كتابه الروح في معرض حديثه عن الفرق بين التوكل و العجز ما يلي: ( أن التوكل عمل القلب و عبوديته اعتماداً على الله و ثقة به و التجاء إليه، و تفويضاً إليه و رضا بما يقضيه له لعلمه بكفايته سبحانه و حسن اختياره لعبده إذا فوض إليه مع قيامه بالأسباب المأمور بها و اجتهاده في تحصيلها ).أ.هـ.

و من هذا الجانب يمكن للمرء أن يقرأ مستقبله العام و يستشرف النهاية و يقرر النتيجة التي يريدها بناء على الأخذ بالأسباب.

و لقراءة المستقبل ثلاث خطوات هي:

1. التخمين و هو يقوم على التهيؤات و التخيلات.

2. التوقع وهو يقوم على القدرات الذاتية و وجهة النظر.

3. التنبؤ و هو يقوم على إحصائيات و معلومات و نتائج سابقة و مؤشرات.

و اضرب مثالاً على ذلك: فلو أراد شخص أن يكون مستقبلاً طبيباً بشرياً، هنا تحديداً تبدأ الخطوة الأولى من خطوات قراءة المستقبل العام ( التخمين ) و هو مبني على الآمال و الأحلام و التخيلات.

و هذا الحلم أو الأمنية لا يمكن أن تتحقق بمجرد التمني فقط، بل تحتاج منه إلى إدراك قدراته الذاتية التي إما أن تسعفه في تحقيق حلمه أو لا، و هنا تبدأ الخطوة الثانية ( التوقع ) و التي يمكن أن يدركها المرء بمجرد أن يسأل نفسه سؤالاً بسيطاً ( هل أستطيع بقدراتي الذاتية أن أحقق هذا الهدف ؟ )، و حتى يعرف الجواب عن هذا السؤال يرجع إلى حاضره قليلاً و يقرأ واقعه بناء على مؤشرات تحصيله العلمي، و هنا تبدأ الخطوة الثالثة ( التنبؤ )، فإن كانت مؤشرات تحصيله الدراسي تؤهله لبلوغ مراده يرسم لنفسه بعد هذا قراءة واضحة المعالم لمستقبلة يبدأ فيها العمل بأسباب النتيجة الواضحة أمامه و ليتوكل بعدها على الله سبحانه و تعالى فإن الله بالغ أمره.

فإذا قدر الله له بعد أخذه بالأسباب أمراً كان قد قدره له فلا يمكن بعد هذا أن يعرف بذلك لأنه يدخل في إطار خط قراءة المستقبل الخاص الذي لا يعلمه إلا الله.

و لذا نرى كبيريات الدول المتقدمة أنشأت معاهد و مراكز لاستشراف المستقبل العام لا الخاص توضع فيها خططاً لخمس أو عشر أو حتى عشرين سنة قادمة مبنية على الخطوات الثلاثة سابقة الذكر.

ومضة:

يجب أن لا ننسى أن الله سبحنه و تعالى بيده مقاليد الأمور كلها قال تعالى: ( إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدري نفس ماذا تكسب غداً و ما تدري نفس بأي أرض تموت أن الله عليم خبير ) سورة لقمان الآية 34.
و لكم خالص الود

مقاله جميله

فعلا تلك الامور كلها نشعر بها

لكل بدايه نهايه
واما عامل التبؤ والتخمين والقدرات الخاصه مهماا كانت لها ابعاد خاص

لكل طاقه حدود
الا قدرات علام الغيوب
الحى الذى لا يموت

موضوعك هام جدا يا نبض،

رغم إني أول ما قرأت العنوان فهمته بشكل تاني .

لكن فعلاً علشان أوصل للنهاية لازم يكون في بداية،

وعلشان أوصل لهدفٍ ما لازم أولاً أفكر فيه وابني فكرتي على أساس وعلى قدرتي على التنفيذ

وزي ما كلنا عارفين: (العبد في التفكير، والرب في التدبير)

لكي تحياتي وتقديري ، وتقبلي مروري

» قراءة الفاتحة
» أجر قراءة القران
» قراءة إستراتيجية في الحرب على غزة
» صورة لبيت المستقبل
» أبشر يا من تريد قراءة و حفظ القران