أبدى نظام الرئيس السوري بشار الأسد ترحيبا باستخدام روسيا والصين حق النقض (فيتو) لمنع مجلس الأمن من تبني مشروع قرار يدين قمع المتظاهرين المطالبين برحيل النظام. جاء ذلك بينما أعربت القوى الغربية عن أسفها فيما حذرت المعارضة من أن الفيتو سيشجع على مزيد من العنف.
وفي هذا السياق اعتبرت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري أن الفيتو يمثل يوما تاريخيا "لأن روسيا والصين كدولتين وقفتا إلى جانب الشعوب وضد الظلم", على حد قولها.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بثينة شعبان أن السوريين مرتاحون "لوجود قوى أخرى بالعالم تقف في وجه الهيمنة والتدخل العسكري في شؤون الدول والشعوب".
في مقابل ذلك, نددت الدول الغربية التي قدمت مشروع قرار يدعو إلى اتخاذ "تدابير محددة الأهداف" ضد دمشق، بالفيتو الروسي والصيني، وفي مقدمها الولايات المتحدة وفرنسا.
وقد صوتت تسع دول مع مشروع القرار في حين لجأت روسيا والصين إلى الفيتو, بينما امتنعت أربع دول هي جنوب أفريقيا والهند والبرازيل ولبنان عن التصويت.
غضب أميركي
وعقب التصويت, أعربت سفيرة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة سوزان رايس عن استياء بلادها "الشديد" لإخفاق المجلس بالتعامل مع ما سمته تحديا ملحا ومتزايدا للسلام الإقليمي.
وقالت أيضا إن الشعب السوري يستطيع الآن أن يعرف من يدعم تطلعه إلى الحرية وحقوق الإنسان العالمية داخل المجلس ومن لا يفعل ذلك.
بدوره, قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه "إنه يوم حزين للشعب السوري، إنه يوم حزين لمجلس الأمن".
أما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ, فاعتبر استخدام روسيا والصين حقهما في الفيتو "خطأ فادحا ومؤسفا".
كما اعتبر وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله أن فشل إصدار قرار في مجلس الأمن الدولي "أمر مؤسف للغاية".
على الجانب الآخر, دافعت روسيا عن موقفها ورفضت القول بأنها محامية الدفاع عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
كما أعلن الناطق باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أن روسيا ستستقبل مندوبين عن المعارضة السورية خلال الشهر الجاري. بدوره قال السفير الصيني بالأمم المتحدة لي باو دونغ إن بكين تعارض التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا.
المعارضة تحذر
في هذه الأثناء, حذر برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري وهو الهيئة الرئيسية للمعارضة، من أن الفيتو الروسي الصيني سيشجع أعمال العنف.
وقال غليون في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية من باريس "إن دعم الأسد في مشروعه العسكري والفاشي لن يشجع الشعب السوري على البقاء في الثورة السلمية".
أما رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فتوعد النظام السوري وقال إن تركيا ستفرض مجموعتها الخاصة من العقوبات.
وقال أردوغان "بالطبع الفيتو لا يمكن أن يمنع العقوبات، سنطبق حزمة من العقوبات بالضرورة", مشيرا إلى أنه سيعلن مجموعة من العقوبات عقب زيارته لمخيم للاجئين السوريين في تركيا خلال الأيام القليلة المقبلة.