اخترقت الأفلام الأجنبية معظم المحطات التلفزيونية في الوطن العربي، وبات
لها جمهور غفير من مختلف الأعمار، ولكن متابعتها والإدمان عليها، من قبل
المراهقات خاصة، يحمل في طياته بعض المخاطر، لما تحمله من سلبيات قد تؤثر
عليهن، ولكنها على الطرف الآخر تحمل الكثير من الإيجابيات، منها التنبيه من
المفسدات، والاطلاع على ثقافات وعادات الآخرين، وغير ذلك، فما رأي
المراهقات بهذه الأفلام، وما مدى تأثيرها عليهن سواء بالسلب أو الإيجاب،
سؤال طرحته “سيدتي” على عدد من المراهقات، فبماذا أجبن؟
بداية،
تقول سلمى القزاز، 19 سنة، إنها تتأثر بالسلب والإيجاب في آن واحد، فمن
ناحية الجانب السلبي من الممكن أن تبث أفكاراً ورسائل لا تتماشى مع
المجتمع، ولكن هناك طرفاً إيجابياً، حيث يساعدها على معرفة مزايا وعيوب
المجتمعات الأخرى.
وتتفق معها كريمة عادل، 20 سنة، حيث ترى أن
الجانب السلبي يتمثل في التأثر بهم، وخاصة في العلاقات غير الأخلاقية بين
الشباب والفتيات، وأن أفضل الفتيات هي من ترتدي مكشوفًا أكثر، وهو ما قد
يدفع بعض المراهقات إلى تقليد هؤلاء. وعن الجانب الإيجابي، فهي تحترم
الأفلام الأجنبية التي يوجد بها خدع تصويرية وأفكار جديدة، بالإضافة إلى
أنها تكشف لها عن ثقافات أخرى كانت لا تعرفها إلا من تلك الأفلام.
من جهتها، تقول رضوى فاروق، 19 سنة، إن التأثر يكون على حسب الفيلم، حيث
يوجد أفلام رعب وعنف مبالغ فيها وتحتوي مشاهد دموية رهيبة، وبالطبع يؤثر
ذلك بالسلب، لكن توجد أفلام بها فكرة ورسالة من الممكن أن تفيد، ويرجع ذلك
في النهاية على حسب فهم الشخص نفسه.
أما آية الجوهري، 20 سنة،
فتقول إن تلك الأفلام تؤثر عليها بالإيجاب، وترى فيها كيف يحترمون المرأة،
ويحترمون كل المهن، من عامل النظافة وعامل محطة البنزين، ولا يرونه عملاً
مخجلاً، بالإضافة إلى احترامهم للإنسان والحريات والحيوانات، بعكس الأفلام
العربية التي لا تهتم بذلك أبداً.
من المتعارف عليه، أن الأفلام
الأجنبية التي يتم عرضها على المحطات التلفزيونية العربية، على امتداد
الوطن العربي، تحمل ثقافة وفكراً مختلفاً عن هويتنا العربية، ولا أحد
يستطيع أن ينكر أن تلك الأفلام تبث معلومات وثقافة جديدة، تساعد من عملية
الالتقاء الفكري مع العالم من حولنا، ولكن في نفس الوقت، من الممكن أن تبث
أفكاراً هدامة اجتماعياً، لا تتناسب مع قيم المجتمع العربي، بالإضافة إلى
الأفكار التي تضر بالناشئين، مثل استخدام العنف المتزايد، والذي يجعل الطفل
أكثر تقبلاً للتعامل بالقسوة والعنف مع من حوله، أيضاً الاستخدام المتزايد
للجنس، وإباحته، مما يحول جسد المرأة إلى مجرد سلعة، فيعطي نتائج سلبية
للمشاهد العربي على كيفية معاملة المرأة، ومن هنا يظهر أهمية دور الأسرة
والتربية السليمة، والإشراف على الأبناء، وعلى ما يتلقونه من معلومات، سواء
كانت ضارة أو نافعة، كما أن التوجيه يلعب دوراً حيوياً في تأثير تلك
الأفلام على الأبناء، حيث من المحتمل أنها تؤثر على بناء شخصية الفرد.