في الوقت الذي استمر فيه تضارب الأنباء حول مكان العقيد معمر القذافي, احتفلت ليبيا أمس بأول عيد فطر بعد سقوط الزعيم الليبي الهارب ووسط تكبيرات آلاف المصلين في ساحة الشهداء بطرابلس.
أكد خطيب صلاة العيد أن هذا يوم العيد الحقيقي بعد سقوط الطاغية الظالم , واصفا الثورة الليبية بأنها أعظم ثورة في العصر الحديث وداعيا الليبيين للوحدة ونبذ الفرقة. وقال الخطيب موجها حديثه للقذافي: لا مكان لك اليوم بيننا فقد قام الشعب علي الظلم. وأضاف أن ليبيا في حاجة إلي النهوض بها في جميع المجالات ولن تستطيع تحقيق ذلك وحدها وان ذلك يحتاج إلي مساعدة من جانب جميع الدول, مؤكدا ان ليبيا لا تحتاج إلي وصاية من أحد سواء كانت إسلامية او اجنبية. ودعا الله أن يرحم شهداء الثورة كما دعا المواطنين إلي العفو والصفح والمحافظة علي المنشآت العامة وطالب الشباب بتسليم اسلحتهم من أجل سلامتهم وسلامة المجتمع.
وميدانيا, بدأت قوات الثوار حصارا لمدينة سرت مسقط رأس القذافي وآخر معاقله الرئيسية وسط توقعات بصدام مسلح مع الموالين للعقيد الهارب باعتباره المقر الأخير لهم.
كما استولي الثوار علي مزرعة القذافي الواقعة في ابو قرين قرب خط الجبهة علي بعد نحو100 كيلومتر الي الغرب من مدينة سرت التي كان يلجأ اليها ليخلو فيها الي نفسه أو للصيد وتضم منازل وملاعب للتنس وحمامات سباحة ومراعي.
وعلي الصعيد السياسي, أكدت السلطات الجزائرية نيتها القبض علي العقيد الليبي معمر القذافي وتسليمه إلي المحكمة الجنائية الدولية في حال دخوله أراضيها.
وذكرت صحيفة الشروق الجزائرية أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قال لوزارء في حكومته خلال اجتماع وزاري أمس الأول إن بلاده تحترم القانون الدولي في كافة القضايا المتعلقة بالنزاع في ليبيا.
وكانت العلاقات الدبلوماسية بين المجلس الانتقالي الليبي والسلطات الجزائرية قد شهدت توترا ملحوظا في اعقاب سماح الجزائر بدخول جزء من عائلة القذافي اراضيها الاثنين الماضي حيث اكدت وزارة الخارجية الجزائرية وصول زوجة القذافي صفية وابنته عائشة ونجليه محمد وهانيبعل. وعلي الصعيد الدولي, تستضيف العاصمة الفرنسية باريس اليوم مؤتمر أصدقاء ليبيا والذي يهدف لضمان نجاح المرحلة الانتقالية في ليبيا وتفادي أي فشل حسبما أكدت الرئاسة الفرنسية في بيان لها أمس. وأكد البيان ضرورة حشد المجتمع الدولي خلف السلطات الليبية الجديدة في ليبيا لمساعدتها علي الانتقال الديمقراطي وإعادة بناء ليبيا الجديدة.
وقال مصدر حكومي فرنسي- في السياق نفسه- إن فرنسا طلبت من لجنة العقوبات بالأمم المتحدة الإفراج عن5 ر1 مليار يورو من الأصول الليبية المجمدة في فرنسا.
وأبلغ المصدر رويترز أن حجم الأصول الليبية المجمدة في البنوك الفرنسية6 ر7 مليار يورو, قائلا: بدأنا بالفعل عملية الإفراج عن5 ر1 مليار يورو. نأمل أن تستكمل بنهاية الأسبوع.
وفي بروكسل, قال دبلوماسيون أوروبيون إن عقوبات الاتحاد الأوروبي علي ستة موانيء ليبية وأربع شركات نفطية وأكثر من عشرة كيانات أخري قد ترفع بحلول الغد.
وأضافوا أن حكومات الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي توصلت إلي اتفاق أولي لرفع القيود المفروضة علي28 كيانا في خطوة تهدف لمساعدة المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا علي استئناف النشاط الاقتصادي بشكل طبيعي.
كما اتفق ممثلو28 دولة في حلف شمال الأطلسي الناتو علي الاستعداد لاستمرار وجود الناتو بسفن وطائرات أمام وفوق ليبيا حتي عقب انتهاء المهمة العسكرية التي يقودها الحلف حاليا هناك.
وأشارت مصادر إلي أنه من الممكن أن تظل طائرات الاستطلاع فوق ليبيا والسفن أمام سواحلها لفترة محدودة إذا رغبت الحكومة الليبية المقبلة في ذلك