عندما يتمزق الوطن من المسؤول

.
.
عندما يتمزق الوطن من المسؤول

عندما يتمزق الوطن من المسؤول ..؟ عندما يجدف الصغار والكبار في وسط مستنقع يعج بالمسميات من المسؤول ..؟ عندما يكون الفرق بين المعقول واللامعقول ( شعرة ) وكأنها آلاف الأميال من المسؤول ..؟
في مشهد رأيته أمس كتبه ناصر وعبدالله وأتقنا فيه دوريهما لدرجة أنهما تفوقا على أنفسهما فيه ..
عبدالله كان نموذجا لرجل الدين الذي كرس كل همه في اعلاء كلمة الله .. وناصر كان نموذجا لذلك الرجل الذي كان جل همه تطوير مجتمعه .. وكان الفرق بينهما في الشكل وليس في المضمون .. عبدالله ذو الذقن الطويل والثوب الغير مسبل .. وناصر كان حليق ذقن .. ينام عبدالله ويرى فيما يراه النائم أنه يسير وسط شوارع العاصمة ويسأل عن أقرب مطعم فتتوقف عنده سيارة الشرطه ليتوجه لقائدها بالسؤال التالي ( ممكن تدلني على أقرب مطعم هنا ) وكانت المفاجئة أن سيارة الشرطة تقودها امرأة برتبه ضابط فترد عليه قائلة ( لا يوجد في هذا الوقت المتأخر من الليل سوى القليل من البارات والملاهي الليلية ) ينزل الخبر كالصاعقة على عبدالله .. امرأة تقود سيارة شرطة .. ملاهي ليلية .. ثم يتجه ليلقي نظرة في أحد الملاهي الليلية ليجد ناصر يتمايل طربا وسط كؤوس الطلا والراقصات .. ويكبر حجم الصاعقة .. ويصحو عبدالله من ذلك الكابوس ليقسم بأنه لن يتركها لهم ولن يترك الوطن لقمة سائغة في فم هؤلاء .. أو يموت دون ذلك .... انتهى المشهد الأول
ناصر يغط في سبات عميق ويرى فيما يراه النائم ورشة عمل متكاملة تملؤها شاشات المراقبة .. شاشة مراقبة العلمانيين وأخرى لليبراليين وأخرى وأخرى .. وبالجوار مدارس تعلم النشء كيفية عمل قنابل يديوية .. وفي ساحتها هناك من يتدرب وسط الاسلاك الشائكة .. ثم ينطلق مهرولا من هول الصدمة ليرى مشهدا آخر .. في المطار يجد عبدالله ومعه زملاؤه يقفون ومعهم أجهزة قياس الاطوال يقيسون فيها ذقون الداخلين الى ارض الوطن ومامدى التزامهم بالطول المقنن للملابس وهل هي تصل الى اسفل القدم ام هم من المسبلين ومن خالف انظمتهم يعود من حيث أتى .. يفيق ناصر من ذلك الكابوس ... ويقسم بأنه لن يترك الوطن مرتعا لهؤلاء المتطرفين ... انتهى المشهد
في صالة أحد الأعراس يلتقيان ناصر وعبدالله ويدب الخلاف بينهما بسبب كلمة ساخرة ألقاها ناصر على عبدالله مما أجج نار الفتنة بينهما ليصف ناصر عبدالله بالتطرف وبأنه تكفيري وووووو .
ويرد عليه عبدالله واصفا اياه بالعلماني المنحل ووووووو .
ويصل أمرهما الى ان وقفا امام القاضي والذي حكم على كلا منهما بالسجن سنة كاملة ..
وحدث بين اسوار السجن مالم يتوقع كل منهما حدوثه .. ناصر يرى عبدالله وهو يقوم باسعاف شخص غير مسلم مغمى عليه .. وبعد فترة حدث ما اثار دهشة عبدالله عندما خرج احد المساجين من غير جنسية البلد ولكنه مسلم واذا بهذا السجين يقبل راس ناصر فسأل عبدالله من حوله عما يراه فقيل له ان ناصر قد تكفل سداد دين ذلك الرجل والذي بسببه هو في السجن مما دعى ادارة السجن ان تطلق سراحة ...
عبدالله يراجع نفسه لانه رأى في جوهر عبدالله ماليس في مظهره من علامات حب عمل الخير مع كل من هو مسلم ... وناصر يراجع نفسه ويرى في عبدالله حب مساعده الغير حتى لو كانوا من غير بني الاسلام ..
اذا كلا منهما رأى أنه تطرف في فكره تجاه الآخر .. وأن هناك من زرع هذه الفجوة الكبيرة بينهما فهما متفقان في جوهرهما وفي اهدافهما ولكن لكل منهما طريقته .
يخرجان من السجن ويعملان سويا في حقل واحد هدفه النهوض بوطنهم وأمتهم دون تطرف يساري او يميني بل وسطي معتدل يناسب الجميع ..
هنا فقط وبعد هذا السرد الذي اتمنى الا يكون مملا .. اتسائل الف مرة .. من هو المسؤول عن تمزيق الوطن وسط تلك المسميات ومن هو واضع سيناريوهات التصنيفات التي تجتاح عقولنا كل يوم ... امبريالي .. علماني .. ليبرالي .. تكفيري .. متطرف .. قاعدي ... الخ
ترى من هو المسؤول
حتما اذا عرفنا من هو المستفيد بالتاكيد سنعرف من هو المسؤول

والمستفيدين كتير يا خالد من تمزق لاوطان وليس الوطن الواحد

عاوزين يخربوها

مجهودك مشكور ربنا يباركلك

عندما يتمزق الوطن من المسؤول 27470673

مقال معبر وجميل صدقت القول اخى الكريم

المسولين هنا كثيرون كل مسؤال بمكانه

عندما يتمزق الوطن من المسؤول 27470673

» عندما يصبح الوطن وليمة
» الوطن مو كلمة بتنحكي بالفم..الوطن مثل خلايا الدم
» اغتيال الضابط المسؤول عن ملف الإخوان بالأمن الوطني
» في مخطط التقسيم.. السودان يتمزق ومصر تكتوي بالنار
» صوت الوطن