سياسيون راضون عن محاكمة مبارك ونجليه ويصفون اليوم بـ"المعجزة"
إحساس عارم بين صفوف المصريين بأن فرحة القصاص قادمة، على الرغم من وجود فترة زمنية يجب انتظارها حتى تنتهى الجلسات وتطمئن المحكمة إلى صحة الاتهامات الموجهة للمتهمين من النظام السابق، بداية من الرئيس السابق حسنى مبارك، ونجليه جمال وعلاء، وصولا إلى وزير داخلية النظام السابق حبيب العادلى وكبار رجال وزارته السابقين.
المفكر اليسارى عبد الغفار شكر اعتبر أن مجرد نظر الدعوى ومثول مبارك فى قفص الاتهام، بمثابة طمأنة للشعب المصرى أن العدالة سوف تأخذ مجراها، كما أن إذاعة المحاكمة سيجعل الرأى العام بتابع الحقائق التى سيتم الكشف عنها أثناء المحاكمة بشفافية، مما لا يترك مجالا للشائعات.
وأشار شكر إلى أن قرار الإبقاء على مبارك فى المركز الطبي العالمى على طريق مصر- الإسماعيلية الصحراوي قرار مهم، ويؤكد أنه لن يعود إلى شرم الشيخ مرة أخرى، وأنه أصبح قيد سيطرة المحكمة. مضيفا أن "القضية رسالة لكل رئيس قادم، بأنه يجب أن يحرص على الالتزام بحدود اختصاصاته ويطبق القانون".
وأوضح شكر أن القاضى أحمد رفعت رئيس المحكمة التى تُنظر بها قضايا مبارك ورجاله، حسم أمور بعض طلبات الدفاع التى لم يكن لها مبرر، مضيفا أنه من الواضح أن الدائرة متخذة القضية بشكل جدى وحازم، وتسعى لإجراء جلسات المحاكمة بشكل يومى لحسم القضية فى أقرب وقت للحسم.
اتفق معه فى الرأى المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، وكيل مؤسسى الحزب الاشتراكى المصرى -تحت التأسيس-، والذى وصف مجرد وجود مبارك ونجليه وكبار رجال نظامه داخل قفص الاتهام بأنه انتصار حقيقى للثوار، وسيظل التاريخ يذكره باعتباره أهم أحداث العالم فى الألفية الجديدة.
وأضاف "لم نكن نتخيل خلال الـ10 سنوات الماضية أن نصل إلى هذا الإنجاز، ولكنها الإرادة المصرية التى استطاعت تحقيق المعجزة". وأوضح شعبان أن المحاكمة هى إعلان لكل حكام العالم، والعالم العربى، وبالأخص فى مصر، أن عصر استبداد الأمم قد انتهى، وأن أى حاكم سيفكر في أن يتعامل كأنه فوق الشعب يجب أن يتذكر ما حدث فى مصر لمبارك ونظامه، ويتذكر هذا الدرس العظيم الذى قدمه الشعب المصرى إلى العالم.
وعن وجود فترة زمنية بين جلسات المحاكمات، أكد وكيل مؤسسى الحزب الاشتراكى المصرى، أنه طالما دارت عجلة التاريخ وعجلة القصاص من القتلة، فلن يكون مهما الالتفات إلى هذه المدة التى سننتظرها لحين انتهاء المحاكمة.
كما اعتبر شعبان أن جلوس مبارك وبقية المتهمين فى قفص الاتهام، عدالة للتاريخ وتأكيد على انتصار إرادة الشعب المصرى أخيرا.
"شفى غليل أهالى الشهداء وجموع المصريين". هكذا علّق الدكتور عمار على حسن رئيس مركز الأبحاث بمركز دراسات الشرق الأوسط، على مشهد محاكمة مبارك ونجليه وبعض رجال نظامه اليوم. مؤكدا أن ما حدث اليوم أصبح بمثابة النموذج الذى أراد المصريون تقديمه للعالم، مؤكدين أنهم ليسوا شعب الأغنام، وأنهم استطاعوا جلب الفاسد والجلاد إلى قفص الاتهام بعد أن استهان بالشعب المصرى. مضيفا أن هذا مشهد تاريخى من المشاهد النادرة فى تاريخ البشرية.
وأوضح حسن أن المستشار أحمد رفعت قاضى مبارك، يتسم بالنزاهة، وشديد الثقة بنفسه. مشيرا إلى أنه على النقيض كان فريق الدفاع عن أسر الشهداء يحتاج إلى مزيد من التنظيم والعمق فى المرافعة، وعدم اختزال القضية فى التعويضات. كما طالب نقابة المحامين بضرورة ندب محامين ممتلئين بروح الثورة ولديهم خبرة قانونية أكبر من المحامين الذين تواجدوا اليوم فى الجلسة عن أسر الشهداء، حتى تتكشف الجرائم الأخرى.
وأضاف أن بقاء مبارك إلى المركز الطبي العالمى قرار مهم حتى يظل قريبا من مكان المحاكمة، بعدما تسبب فيه بقاؤه فى شرم الشيخ في حرج شديد للمجلس العسكرى، وإحداث حالة إرباك فى الأمن وتأثير على السياحة.