شهد
اعتصام ميدان التحرير أمس تطورا نوعيا بعد ان تبنت كتلة المستقلين- غير
المنتمين لأحزاب أو كيانات سياسية- والتي تشكل أكثر من70 في المائة من
عدد المعتصمين توجها عاما يقضي بتوحيد كافة القوي السياسية تحت راية
الثورة.
والترفع عن الانتماء الحزبي لأي كيان أو فصيل سياسي نظرا لدقة المرحلة التي
تمر بها الثورة, وضرورة تبني مواقف موحدة وواضحة إزاء الوضع السياسي
الحالي ومستجداته المتلاحقة.
وقام شباب المعتصمين المستقلين بالطواف حول الميدان بمكبرات الصوت رددوا
هتاف الشعب يريد توحيد الميدان وقام شباب المعتصمين بالمرور عبر خيام
الكيانات والقوي السياسية لإقناعهم بنزع اللافتات والشعارات الخاصة بهم.
وحظيت دعوة شباب المستقلين بقبول واسع في الميدان حيث بادرت مجموعة من
الإئتلافات والأحزاب بنزع اللافتات عنها وقامت بتغطية رموزها وشعاراتها
لتتوحد غالبية خيام المعتصمين حول المطالب الجماعية للثوار, كما حاول عدد
من الشباب في السابعة من صباح أمس تفكيك المنصات الموجودة في الميدان بهدف
الإبقاء علي منصة واحدة تمثل جميع المعتصمين.
وكان من بين هذه الإئتلافات التي وافقت علي المبادرة التي قامت بها الكتلة
المستقلة: المجلس التنفيذي للدفاع عن شرعية الثورة واتحاد المستقلين من
أجل مصر ومبادرة الجبهة الوطنية الشعبية للثوار واتحاد القوي الوطنية وحزب
المحافظين وائتلاف نساء الثورة والجبهة القومية للعدالة والديمقراطية وحزب
الغد- جبهة أيمن نور- وجبهة ثوار التحرير وحركة بداية وحركة ثورة الغضب
المصرية الثانية وحركة شباب التغيير بقليوب وائتلاف التصحيح والتغيير وحركة
شباب صوت الميدان وحركة صمود واتحاد شباب الثورة, فيما انتظر عدد من
الكيانات السياسية أبرزها حركة6 ابريل وائتلاف شباب الثورة توافق جميع
الجهات المشاركة في الاعتصام علي هذا التحرك كشرط لنزع شعارها.
فيما توافق أغلبية المستقلون علي اعتبار تمسك أي كيان سياسي بشعاره الحزبي
خروجا علي الإجماع وشقا لصفوف الثوار واستغلالا للاعتصام كورقة ضغط لتحقيق
مكاسب خاصة.
وأوضح ياسر محمد المتحدث الإعلامي باسم اتحاد المستقلين من أجل مصر- حركة
غير سياسية أن الائتلافات والاحزاب السياسية مع كامل الاحترام لها والتقدير
لدوره لا تمثل الثورة وإنما تمثل نفسها, والاختلاف في التوجهات والتحركات
بينها من شأنه أن يصل بالمعتصمين إلي حالة من الانقسام بكل ما تحمل هذه
الحالة من خطورة شديدة علي وحدة الاعتصام وقوته وزخمه ونجاعة تحركاته
بالتصعيد أو التهدئة وأكد ان المعتصمين لن يسمحوا لأي فصيل سياسي وإن حسنت
نواياه بالسطو علي مكتسبات الثورة أو التحدث باسم الثوار لتحقيق مكاسب خاصة
من أجل تحقيق مطالب الثورة.
من ناحية أخري استقبل المعتصمون التعديل الوزاري الجديد بالدهشة الشديدة
حيث أجمعوا علي انه لم يكن ضمن مطالبهم بالأساس ترقيع الحكومة وأنهم طالبوا
منذ البداية بتشكيل مجلس رئاسي مدني يقود المرحلة الانتقالية ويكون هو
المنوط بتشكيل حكومة انقاذ وطني- وليس تعديلا وزاريا تكون لها جميع
الصلاحيات والاختصاصات التي من شأنها تغيير النظام الاداري الفاسد الذي
رسخه النظام السابق.
وبادرت المنصات الموجودة داخل الميدان في الساعات الأولي من صباح أمس
بالدعوة لمليونية أطلقوا عليها الوحدة بالتحرير يوم الجمعة المقبل اعتراضا
علي عدم تجاوب المجلس العسكري والحكومة مع مطالب الشعب المشروعة والتي تم
التوافق عليها والمناداة بها منذ اليوم الأول من بدء الاعتصام و للتأكيد
علي رفض الأنقسام وتماسك الثوار.
وأكد المتحدث الاعلامي للجبهة المستقلة أن التعديل الأخير من شأنه تثبيت
المعتصمين علي موقفهم الرافض لفض الإعتصام مشيرين الي انهم لن يقبلوا بأي
حكومة برئاسة الدكتور عصام شرف الذي اكتسب شرعيته من ميدان التحرير بعدما
ارتضي أن يكون دمية يحركها المجلس العسكري بدليل أنه قال في بيانه الأخير
أنه أخذ الضوء الأخضر لتحقيق طموحات الثوار, كما أنه لم يتخذ حتي الآن
قرارات ثورية ترضي الشعب المصري الذي خرج بالكامل لاسقاط نظام الرئيس
المخلوع حسني مبارك بدليل عدم اقالته لوزيري العدل والداخلية وأشار الي أن
التعديل الوزاري المرتقب ما هو الا نوع جديد من المسكنات وكان أولي به أن
يتخذ قرارات أكثر حكمة بدلا منه مثل الافراج عن المعتقلين الذين تم القاء
القبض عليهم أثناء الثورة وعدم محاكمتهم أمام القضاء العسكري.علي جانب آخر
عقد ممثلون من جميع الكيانت الموجودة بالميدان بما فيهم المستقلين اجتماعا
فجر أمس لبحث تنظيم الميدان توافقوا فيه علي الاقتراح الذي تقدمت به
الدكتورة ايمان صادق من العيادة المركزية والذي تضمن تشكيل اربع لجان
أساسية للأمن والاعاشة والنظافة ولجنة طبية ويتم تحديد مهام محددة لكل لجنة
علي أن يتم جمع تبرعات من الخيام لتأمين المؤن والاغذية لتوزيعها علي
المعتصمين لتضييق الخناق علي الباعة الجائلين كما تضمن الاقتراح انتخاب
برلمان للميدان مكون من120 شخصية عن طريق اجراء اقتراع علني لاختيارهم
بالاضافة الي تعيين شخصين للتحدث مع الاعلاميين بشأن الترتيبات والبيانات
المحددة التي تصدر عن المعتصمين.