القوة الدولية قلّصت عملياتها إلى الحد الأدنى...لبنان: تفجير «يونيفيل» حلقة في مسلسل استهداف استقرار سورية

اهتزّ الأمن اللبناني في اليومين الفائتين مع حادثة تفجير الدورية اللوجستية التابعة للكتيبة الايطالية العاملة في إطار القوة الدولية المعززة في الجنوب (يونيفيل).

وتبيّن أن حادث الاعتداء على الدورية الايطالية مساء الجمعة عند مدخل مدينة صيدا، انعكس سلبا على حركة القوة الدولية في منطقة عملها بحيث اقتصرت على الحد الأدنى.
وفي جولة داخل منطقة عمل «يونيفيل» في القطاع الشرقي ولاسيما في محاور ابل السقي- مرجعيون - الوزاني -الغجر والعرقوب، تبين أن دورياتها شبه معدومة باستثناء الحركة الضرورية جداً والمحدودة. ووضعت مختلف الوحدات على أعلى درجات الاستنفار داخل مراكزها وفي المراكز المتاخمة للخط الأزرق ورفع عدد عناصر الحراسة المولجين حماية مواقعها وتجمعاتها.
وذكر ضابط دولي أن الانفجار فاجأ القوة الدولية، وهي في صدد اتخاذ تدابير احترازية بالتنسيق مع القوى الأمنية اللبنانية لحماية قواتها.
وتفقد قائد لمنطقة الجنوب الإقليمية في الدرك العميد منذر الأيوبي منطقة الانفجار، وعاد جرحى «يونيفيل» في مستشفى حمود، متحدثا عن «معالم وخيوط بدأت تتبلور للأجهزة الأمنية اللبنانية عن ملابسات هذا الانفجار».
وقال مصدر سياسي رفيع لـ«الوطن»: إن هذا الاعتداء يأتي في وقت تشهد المنطقة المحيطة بلبنان غلياناً غير مسبوق، نتيجة تسارع التحديات ورغبة الدول الكبرى في استغلال الحراك الشعبي العربي لفرض مفهومها للشرق الأوسط الجديد القائم على إلغاء فكرة المقاومة والممانعة وجعل العواصم العربية طيّعة في خدمة المشروع الأميركي الإسرائيلي.
ولفت إلى أنه لا يمكن مقاربة هذا التفجير إلا في هذا السياق، نظراً إلى أنه حلقة في سلسلة الضغوط التي يتعرض لها محور المقاومة والممانعة من لبنان إلى سورية فإيران. وتوقع أن تزيد وتيرة هذه الرسائل الأمنية - الدموية، كلّما أظهر هذا المحور إرادته الصلبة في التصدي لهذا المشروع.
ورأى أن هذا التحدي يتطلب تماسكاً لبنانياً على المستوى السياسي، وتضامناً كاملاً مع سورية في وجه المخططات التي تحاك ضدها، وبعضها يتطلع إلى استعمال لبنان ساحة لضرب استقرارها ولتصفية الحسابات الدولية معها.
في تداعيات حادثة تفجير الدورية الايطالية، أعلن وزير الدفاع الايطالي ايناسيو لا روسا أن روما لا تنوي ترك لبنان، لكن 1780 جندياً يشاركون في مهمة القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان هو عدد كبير، مشيراً إلى أنه من الضروري الإسراع في خفض عناصر الكتيبة إلى 1100 رجل.
ورأى أن من الضروري المباشرة على الفور بتحرك دبلوماسي لإشراك بلدان أخرى من أوروبا وأميركا اللاتينية في العملية. أضاف: إن عدد الجنود الذين يشاركون في القوة لا يمكن خفضه لأن الوضع الميداني بالغ الصعوبة لكن المشاركة الإيطالية غير متناسبة.
وقال: لدينا اليوم 1780 جندياً ولكن هذا العدد كبير. ولأننا لم نعد نتولى قيادة المهمة، يجب أن نخفض العدد إلى 1100 رجل في أسرع وقت. وتابع: طلبنا مع الإسبان إشراك بلدان أخرى. واعتبر أن انسحاب القوة الايطالية سيكون خطأ ترتكبه إيطاليا.

يعطيكي العافيه علي الخبر

تحياتي لمرورك اسير