مع وعد بالعفو.. جهود حوارية لتسليم المسلحين أنفسهم ابتداءً من جبل الزاوية والمعرة....70 دبلوماسياً شهود عيان على مقبرة جماعية ثالثة في جسر الشغور
في
الوقت الذي أجرى فيه دبلوماسيون عرب وأجانب جولة في مدينة جسر الشغور استجابة لدعوة
وزارة الخارجية والمغتربين، اكتشفت مقبرة جماعية جديدة في المدينة تضم جثامين عدد
من شهداء الأمن والشرطة اغتالتهم التنظيمات الإرهابية المسلحة.وفي حين استبعد مصدر مسؤول دخول وحدات الجيش حالياً إلى مدينتي معرة النعمان
وخان شيخون رغم ما شهدته هاتان المدينتان من أعمال مسلحة، علمت «الوطن» من مصدر
مسؤول بإدلب بأن هناك جهوداً حوارية بدأت في جبل الزاوية ومعرة النعمان مع عدد من
الفعاليات الاجتماعية والدينية والمعارضين من أجل قيام المسلحين بتسليم أنفسهم ضمن
وعود بالعفو.
وبحضور 70 من رجال السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي وعدد كبير من
مراسلي المحطات الفضائية المحلية والعربية والعالمية، وبحضور نائب محافظ إدلب
ومديري الدوائر الرسمية والحزبية والجبهوية بإدلب، وقيادة الوحدات العسكرية
والأمنية في منطقة جسر الشغور، تم الكشف عن مقبرة جماعية ثالثة تضم بين 17-20
شهيداً من عناصر مفرزة الأمن العسكري في جسر الشغور الذين قضوا على يد المجموعات
المسلحة التي هاجمت المفرزة في الرابع من الشهر الجاري، حيث قامت الوفود
الدبلوماسية والإعلامية بزيارة مبنى المفرزة المنهار واطلعت على حجم الجريمة بحق
رجال المفرزة الذين لم يستسلموا حتى نفاد آخر طلقة لديهم بعد حصار استمر 28 ساعة،
وبما يعكس ذلك حجم الدمار الذي لحق بالمبنى الذي فجرته العصابات المسلحة فوق رؤوس
رجال المفرزة البالغ عددهم 82 عنصراً، استشهد منهم 72 عنصراً تفجيراً وقتلاً وذبحاً
مع تشويه متعمد لمعظم الجثث.
وتبين من خلال إخراج الجثث أمام الوفود الدبلوماسية
والإعلامية في المقبرة الجماعية الثالثة التي تبعد عن جسر الشغور شمالاً بـ4كم
فظاعة الجريمة التي تجاوزت كل الحدود حيث الجثث المقطوعة الرؤوس والأطراف والجذع
والمحروقة والمشوهة.
وأدلى مواطنون شهود عيان لـ«الوطن» تفاصيل تنفيذ الجريمة
واكتشاف المقبرة، حيث كشف جمال سليمان، صاحب شركة تعهدات، أنه أجبر بقوة السلاح من
قبل مسلحين على قيادة بلدوزر بالحضور إلى مكان قرب مكب للقمامة في وادي نهر البيض
تحرسه مجموعة حراسة في أعلى المنحدر، وكان هناك مجموعة أخرى من المسلحين قرب شاحنة
مغطاة بشادر تبين بأن في داخلها ما بين 17-20 جثة في مشهد فظيع محمولة فوق بعضها
بشكل عشوائي منهم بغطاء ومنهم عارون، وأمروني بحفر حفرة كبيرة تم إلقاء الجثث فيها
وردمها بالتراب الملوث الذي يشكل بقايا مكب قمامة هناك.
من جهته، الطبيب الشرعي
زاهر حجو، أوضح أن الكشف عن المقبرة الثالثة تم قرب الثانية التي كشفت مؤخراً، وأن
مشاهدته الأولية لأسباب الوفاة تعود في أغلب الحالات إلى الانفجار والطلق الناري،
وتبين وجود تمثيل بنسب عالية من الجثث وبشكل فظيع من تقطيع أطراف وقطع وتهشيم رؤوس
وأطراف وجذع وحروق، مضيفاً أنه «بالرغم من التشويه الشديد بالجثث وتحللها وصعوبة
التعرف على هوية أصحابها فإنني أعد أهل الضحايا بالتعرف عليها خلال عشرة
أيام».
خوري بلدة حللوز قرب جسر الشغور الأب جورج بدر أكد أن رئيس وعناصر
المفرزة كانوا مسالمين حتى آخر لحظة مع المجموعات المسلحة، ولم يقابلوهم بالسلاح
حتى وصلوا إلى مرحلة الدفاع عن النفس، مضيفاً أن «ما شاهدناه تشنيع كبير أثر فينا
كثيراً، فقد نفذوا جريمتهم بعناصر المفرزة رغم محاولة آخرين ثنيهم عن ذلك، لأنهم
قادمون إليها واضعون هذا الهدف الإجرامي، لهذا فإن الشعب في النهاية طلب دخول الجيش
لأنه لا أمان إلا مع الجيش»، موضحاً، ولكن هناك مخربين في قرية حلوز يحملون
موبايلات فيها خطوط وشرائح تركية والثريا، وتصلهم المؤن والسلاح من تركيا عن طريق
قرية خربة الجوز.
كذلك أكد زكوان عاصي جبهوي من جسر الشغور أن جسر الشغور كانت
مسالمة ولم يتحرك أي عنصر أمن أو شرطة ضد المظاهرات رغم حرق المتظاهرين لمبنى شعبة
الحزب ومخافر الشرطة في المرحلة الأولى، ورغم وصول عدد المتظاهرين إلى 8000 شخص
والمسلحين إلى 1500 مسلح، ولكن فجأة جاء مسلحون مجهولون أبادوا 80 إنساناً في مفرزة
الأمن العسكري منهم ثمانية ذبحوا ذبح النعاج، لقد أعدموا الجميع ومثلوا بجثثهم من
أجل تصعيد الوضع لحصول ردة فعل أقوى بهدف فتنة تحرق البلد بالكامل.
من ناحية
أخرى وفي الوقت الذي استبعد فيه مصدر مسؤول دخول وحدات الجيش حالياً إلى مدينتي
معرة النعمان وخان شيخون رغم ما شهدته هاتان المدينتان من أعمال مسلحة، علمت
«الوطن» من مصدر مسؤول بإدلب بأن هناك جهوداً حوارية بدأت في جبل الزاوية ومعرة
النعمان مع عدد من الفعاليات الاجتماعية والدينية والمعارضين من أجل قيام المسلحين
بتسليم أنفسهم ضمن وعود بالعفو عن المسلحين الذين لم يستخدموا السلاح في
القتل.
وبينت مصادر محلية مطلعة بأن المواطنين الذين تركوا منازلهم غادروها إلى
أماكن إقامة أقاربهم داخل المحافظة وإلى أماكن أخرى من دمشق إلى حلب ومنهم إلى
تركيا، وذلك مع استمرار ظهور بعض المجموعات المسلحة في بعض قرى جبل الزاوية ومعرة
النعمان. وأضافت المصادر أن البعض الآخر اتجه إلى القرى الشرقية من منطقة معرة
النعمان عند تخوم البادية ليكسبوا الحماية العربية كدخلاء من بعض البدو وبعض
العشائر، في حين تحصن البعض الآخر في مناطق جبلية وأثرية في جبل الزاوية.
على
حين عبر العديد من المواطنين لـ«الوطن» عن تفاؤلهم بحل المشكلة الأمنية في المحافظة
عبر الحوار المفتوح الذي رعته الدولة من أعلى المستويات.