ذكرت
مصادر دبلوماسية تركية أن مبعوثا عن الحكومة التركية سيتوجه خلال أيام
قليلة إلي دمشق حاملا صيغة لإنهاء الوضع المتوتر ووقف العنف وتهيئة الأوضاع
للبدء الفوري في تنفيذ الإصلاحات.
التي وعد بها الرئيس بشار الأسد عند إنطلاق الاحتجاجات ضده في مارس الماضي
وذكرت وسائل إعلام قريبة من الحكومة أمس أن المبعوث التركي, الذي قد يكون
وزير الخارجية أحمد داودأوغلو أو رئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان, سيحمل
معه رسالة تحذيرية أخيرة للرئيس السوري مفادها أن غالبية الشعب السوري ترفض
بقاء شقيقه ماهر الأسد وفريقه الأمني والعسكري في ممارسة مهامهم الحالية.
وأضافت المصادر أن الرسالة التركية ستطالب بالعمل فورا علي إبعاد ماهر
الأسد عن جميع مراكز السلطة من خلال إصدار مرسوم بإقالته من الجيش, لذا قإن
تركيا مستعدة لضمان حمايته بعد خروجه من سوريا. ولفتت المصادر إلي أن
الرسالة تطالب أيضا بضرورة رفع الحظر المفروض علي تشكيل الأحزاب السياسية
بما في ذلك السماح لجماعة الإخوان المسلمين بتشكيل حزبهم وإطلاق حرية
التظاهر والتعبير. يأتي ذلك في الوقت الذي تظاهرفيه مئات من النازحين
السوريين الفارين إلي الأراضي التركية- والمقيمين حاليا في مخيم بوينيوجون
الذي أقامته السلطات التركية أمس داخل المخيم مرددين شعارات تطالب بإسقاط
نظام الرئيس السوري بشار الأسد.و نظمت السلطات التركية المشرفة علي مخيم
بوينيوجون( جنوب تركيا) مؤتمرا صحفيا عالميا لعدد من المواطنين السوريين
الموجودين في المعسكر لإعلان شهاداتهم علي ما يدور في الاراضي السورية التي
لا تبعد سوي كيلومترات قليلة عن مقر المخيم.وسرد النازحون السوريون وعددهم
ستة بينهم سيدة وشابة في العشرين العديد من الوقائع التي تتهم النظام
السوري بقمع المظاهرات وارتكاب عمليات قتل وتعذيب ضد المواطنين, فقد شهد
المؤتمر الصحفي مناوشات مع بعض الصحفيين العرب عقب تأكيد اثنين من
النازحين( لم يذكرا إسميهما), أن لهما هوية عسكرية وأنهما منشقان, وأن
الجثث التي يتم تداولها علي مقاطع فيديو لأشخاص يرتدون زيا عسكريا هي جثث
لعسكريين من السنة تم قتلهم علي حد تعبيرهم علي يد قيادات وعناصر علوية في
الجيش السوري. ورفض بعض الصحفيين العرب تصديق هذه الرواية واحتجوا
عليها..مؤكدين أنها تفتقد أي أدلة وأن الهدف منها هو تأجيج الطائفية في
سوريا..ودخلوا في جدال حاد مع من يرددون تلك الدعاوي خلال المؤتمر.وزاد من
حالة الجدل التي كادت تهدد استمرار المؤتمر الصحفي إعلان أحد السوريين
المشاركين فيه أن المتظاهرين السوريين في جسر الشغور اكتشفوا وجود عناصر
إيرانية مسلحة من قوات النخبة الايرانية( الباسيج) بحسب قولهم ارتكبوا
مجازر ضد المدنيين في هذه البلدة السورية.