حداد جديد وعرس جديد ينطلق من القنيطرة المحررة ليوزع أزهار الشهادة على المدن السورية والمخيمات الفلسطينيةثلاثة وعشرون بينهم شابة وطفل، شيعهم أمس الآلاف من مشفى أباظة بمحافظة القنيطرة ليصلوا إلى مثواهم الأخير بعدما استشهدوا برصاص قوات الاحتلال خلال مشاركتهم الأحد في تظاهرة إحياء الذكرى الرابعة والأربعين للنكسة.
ساعات التشييع اختلطت فيها المشاعر، بين الحزن على من سقط من الشهداء، والحماسة لمشهد العودة الذي لاح بالأفق، بعدما صبغ الشهداء وأكثر من 450 جريحاً أول أمتار في الأراضي المحتلة عند خط فصل القوات في الجولان المحتل بالأحمر القاني.
وأدانت سورية بشدة العدوان الصارخ الذي شنته إسرائيل على مدنيين عزل سوريين وفلسطينيين، وقالت الخارجية في بيانها: إن «هذا الأمر الذي يؤكد حقيقة إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل وحقيقة النزعة العدوانية الإسرائيلية ضد أبناء أمتنا»، واضعة ما تقوم به إسرائيل برسم المجتمع الدولي وبرسم كافة الجهات المنادية بحقوق الإنسان وبحرمة الحياة الإنسانية والتي درجت على محاولة تبرير ما تقوم به إسرائيل، بحسب بيان الخارجية.
وأعلنت الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، الحداد وتنكيس الأعلام على أرواح «الشهداء» وبدورها أعلنت عدة فصائل فلسطينية استنكارها لعمليات القتل العمد الإسرائيلية، كما أدان مجلس التعاون الخليجي استخدام القوات الإسرائيلية الرصاص الحي ضد المتظاهرين السلميين، ودعا المجتمع الدولي إلى إدانة ممارسات إسرائيل الوحشية.
إلا أن الردود الدولية جاءت خجولة كالعادة، فساوت بين القتيل والقاتل، حيث أعربت كل من الأمم المتحدة وواشنطن عن أسفهما لسقوط قتلى، ودعوا الطرفين إلى «ضبط النفس» والامتناع عن أي «استفزاز».
وفي الضفة المحتلة من الأرض السورية، ساد هدوء حذر مشحون بغضب شعبي عارم بعد سقوط شهداء على بعد بضعة أمتار من الجولان المحتل، وتم إعلان إضراب عن الدوام من قبل الأهالي حدادا على أرواح مجزرة يوم النكسة، في ظل تهديد إسرائيلي بضرب الموسم الزراعي للفلاحين الجولانيين عقوبة لهم على مساندتهم لإخوانهم في تظاهرتي العبور الأولى والثانية في مجدل شمس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي حالة التأهب على طول خط وقف إطلاق النار مع سورية، ونقلت الإذاعة الإسرائيلية أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أصدر تعليماته إلى البعثة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة لتقدم شكوى ضد سورية بسبب ما سماه «استخدامها المتظاهرين في محاولة لانتهاك السيادة الإسرائيلية في المنطقة الحدودية» لكن ليبرمان تجاهل أن «هذه المنطقة الحدودية» تعتبر أرضاً محتلة في القوانين الدولية.