أكد مراسلو «الوطن» في حلب واللاذقية أن المعلومات الآتية من منطقة «جسر الشغور» بالغة الخطورة إذ لا تزال مجموعات مسلحة تحتل عدداً من المباني الحكوميةوقامت صباح أمس بتفجير مبنى البريد وجسر على نهر العاصي لمنع أي قوات من دخول المدينة، وحصنت نفسها في أكثر من مكان خارج «جسر الشغور» على خط أريحا، ونصبت الكمائن وروعت السكان.
وحسب ما أكده المراسلون لم تشاهد أي كتيبة من الجيش في محيط تلك المدن، وهو الأمر الذي أكده أيضاً مراسل «الوطن» في حماة بأنه لا وجود لأي وحدات عسكرية في المحافظة خلافاً لما بثته بعض القنوات الفضائية.
وحسب شهادة بعض السكان فإن المسلحين يقومون بعمليات كر وفر على مدن محافظة إدلب الرئيسة لإرهاب السكان وإجبارهم على الانضمام إلى حركتهم المسلحة وحمايتهم من أي تدخل عسكري.
وعند دخول عدد من المسلحين إلى مدينة أريحا ظهر أمس حصل اشتباك مسلح مع القوى الأمنية في البلدة ما أجبر المسلحين على الانسحاب إلى محيط البلدة التي قال سكانها عنهم إنهم شبه محاصرين.
وحسب شهادة الأهالي فإن المسلحين يتحدرون في أغلبيتهم من منطقة «جبل الزاوية» المعروفة بانتماء قسم من أبنائها إلى تيارات دينية متطرفة ويقدر عددهم بحسب السكان بمئات المقاتلين.
وفي معلومات لم نتمكن من تأكيدها فإن المسلحين أعدموا عدداً من الموظفين الحكوميين في «جسر الشغور» وقتلوا عدداً من عناصر الشرطة والأمن ومثلوا بجثثهم مرتكبين أبشع جرائم يمكن للبشرية أن تتخيلها، وقال السكان إن الوضع خطير للغاية ويتطلب حلاً سريعاً مناشدين السلطات العسكرية بالتدخل لحماية الأبرياء.
ومساء أمس عاد الهدوء نسبياً إلى مناطق محددة في «جسر الشغور» بعد أن تمكنت تعزيزات أمنية من الوصول إلى البلدة وفرار المسلحين،
حسب ما أكد أحد السكان لمراسلنا في حلب.
وبثت وكالات الأنباء معلومات نقلاً عن ناشط حقوقي تفيد بمقتل 28 شخصاً في «جسر الشغور» من بينهم حسب الناشط ذاته ستة عناصر أمن.
من جهة ثانية قال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن: «لقد تم الإفراج منذ صدور قانون العفو عن أكثر من 450 معتقلاً سياسياً ومعتقل رأي في أغلبيتهم من الإسلاميين والأكراد».
رسمياً، استشهد أربعة من عناصر الشرطة والقوى الأمنية في مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب، وقالت وكالة الأنباء السورية «سانا» إن «مجموعات مسلحة» فجرت مبنى البريد في مدينة جسر الشغور وحرقت وخربت عدداً من المباني العامة والخاصة وقطعت الطرقات وهاجمت عدداً من الدوائر الحكومية ومراكز الشرطة ومجمع المخافر واستولت على الأسلحة الموجودة فيها، ما أدى لاستشهاد أربعة من عناصر الشرطة والقوى الأمنية على حين أصيب أكثر من 20 آخرين بينهم مدير المنطقة وضابط إضافة إلى إصابة عدد من المواطنين.
وبالترافق مع خروج تظاهرات تنادي بشعارات سياسية، تشهد منطقة جسر الشغور منذ يوم الجمعة تبادل إطلاق النار بين قوى الأمن والمسلحين الذين قاموا بمحاصرة مشفى جسر الشغور الوطني، وقتل أفراد من الشرطة في منطقة أرم الجوز وإحراق مخفر قرية الزعينة، التابعة لإدلب.