استشهد 23 مواطناً بينهم طفل وامرأة، وجرح المئات في مدينة القنيطرة المحررة وموقع عين التينة، عندما أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار الحي على سوريين ولاجئين فلسطينيين أحيوا الذكرى الرابعة والأربعين للنكسة والتي صادفت أمس «الأحد». ورغم الإعلان الرسمي بعدم الموافقة على تنظيم مسيرات العودة باتجاه الجولان السوري المحتل، ورغم إغلاق إدارة الفيسبوك لصفحات تدعو إلى مسيرات عودة، ورغم إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي حالة التأهب القصوى في الجولان المحتل، إلا أن كل ذلك، لم يثن آلاف الفلسطينيين والسوريين للتوجه إلى خط فصل القوات في الجولان ومحاولة اقتحام حقول الألغام التي أعادت القوات الإسرائيلية زرعها مجدداً، لمنع المواطنين من العودة إلى أرضهم المحتلة.
وحاول متظاهرون سوريون وفلسطينيون اختراق السياج الشائك المكهرب في أربعة مواقع، الأول عند موقع عين التينة المواجهة لبلدة مجدل شمس المحتلة على سفوح جبل الشيخ، والثاني كان إلى الجنوب بنحو 15 كيلومتراً عند بلدة الحميدية، والثالث والرابع داخل مدينة القنيطرة إلى الجنوب من بلدة الحميدية بنحو خمسة كيلومترات.
وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي على طواقم الإطفاء والإسعاف وتجمعات الشبان في محاولة منها لمنعهم من الوصول إلى الجولان المحتل إلا أن ذلك لم يمنع المتظاهرين من تكرار محاولاتهم حتى استطاعوا الاقتراب إلى نحو 50 متراً من الحاجز الإلكتروني الذي يسبقه حقل ألغام إسرائيلي، متحدين بنادق جنود الاحتلال، وأخذوا يرشقونهم بالحجارة وهم يرفعون الأعلام السورية والفلسطينية.
وقالت مصادر طبية إن مستشفى ممدوح أباظة استقبل حتى وقت كتابة الخبر مساء أمس 23 شهيداً و447 مصاباً منهم 361 بطلق ناري و77 حالة اختناق بالقنابل المسيلة للدموع وتسع إصابات مختلفة موضحة أن معظم الإصابات جاءت من الناحية الأمامية وكانت مباشرة في الصدر والبطن وبعضها في الأطراف السفلية وجروحهم بين الشديدة والمتوسطة.
والشهداء الذين سقطوا هم: محمود عوض صوان، أحمد محمود السعيد، مجدي محمد زيدان، علاء حسين عواد الوحش، محمود ديب عيسى، أحمد ياسر رشدان، سعيد حسن الأحمد، عبد الرحمن جريدي، رمزي سعيد (17 عاماً)، فايز أحمد عباس، فادي ماجد النهار، إيناس شريتح (22 عاماً)، جهاد أحمد صبحي عوض، ثائر عادل حميد، وسيم دواة، شادي حسين، إبراهيم عيسى، عزة مسودة، محمد العشماوي، محمود العرجة، سمير الزعبي، زكريا أبو الحسن، علي العشماوي.
وذكر عدد كبير من المصابين أنهم تمكنوا من اقتلاع الأسلاك الشائكة، حيث يؤكد مهند صالح أنهم كانوا بالمئات ووصلوا إلى الشريط الشائك والزائل بهمة وحماسة الشباب السوري والفلسطيني، وقام جنود الاحتلال الصهيوني بإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، فأصيب في الرسغ بساعده الأيمن برصاص متفجر وتم إخراج شظية وبقيت أخرى بانتظار العملية الجراحية.
وأكد جهاد محمد وهو أحد المشاركين أن المئات من المحتشدين في موقع عين التينة اقتلعوا أجزاء من الأسلاك الشائكة عندما بدأت قوات الاحتلال الصهيوني بإطلاق النار الحي على المحتشدين وإلقاء القنابل عليهم وإطلاق الأعيرة المتفجرة، ما أدى لإصابة عدد كبير في البطن والساقين إضافة لحالات اختناق كثيرة.
بدوره يضيف أدهم أمين حسين كلنا مشاريع شهادة على أرض الجولان وفلسطين، ونشعر بالخوف الذي كسر حاجزه في الخامس عشر من أيار الماضي وليعلم العالم بأسره أننا سنسترد حقنا المغتصب وسنعود إلى أرضنا المحتلة مهما قدمنا من تضحيات.
أما الطفل أنس الدردس (12 عاماًَ) فقد أسعف إلى المشفى وما زالت يداه الصغيرتان تحملان قطع الحجارة التي كان يرشقها على قوات الاحتلال مجدداً التأكيد أنه سيعود مرة جديدة لتكرار المحاولة وأن الحشود التي هبت اليوم لإحياء ذكرى النكسة مصممة كل التصميم على متابعة طريق الكفاح والمقاومة من أجل العودة إلى أرض الجولان وفلسطين طال الزمن أم قصر، ومهما كبرت وتعددت المصاعب والتحديات.
في سياق متصل أخلت قوات الاحتلال اثنين من جنودها تعرضا لانفجار لغم إسرائيلي في الجولان المحتل قرب الشريط الشائك في مدينة القنيطرة المحررة غرب سينما الجولان.
وأعلن الجيش الإسرائيلي حالة التأهب القصوى استعدادا لمسيرات المصادفة ليوم النكسة، حيث أصدر الجيش الإسرائيلي تعليمات إلى قواته تقضي بعدم السماح لأي شخص باجتياز الحدود، وتم نشر الآلاف من الجنود.
وأطلقت دعوات لتنظيم مسيرات للتظاهر والزحف نحو الأراضي المحتلة في الخامس من شهر حزيران الجاري، وذلك عقب تنظيم مسيرة في 15 أيار الماضي عبر خلالها العشرات من الفلسطينيين إلى الجولان المحتل، بينما سقط نحو 14 شهيداً من الفلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي في الجولان وبلدة مارون الرأس اللبنانية.
ورغم أن فصائل فلسطينية صرحت أن قراراً كان قد اتخذ لتأجيل المسيرة بسبب الظروف على الأرض، يبدو أن الكثير من المشاركين لم يلتزموا بهذا القرار وتحركوا بشكل إفرادي باتجاه الجولان السوري المحتل.